الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفطكم للجميع، ونفطي لي ...!!!

مرتضى عصام الشريفي

2015 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


أعلنت حكومة أربيل رسمياً بأنّها استقلت نفطياً عن المركز، وجاء تصريحها هذا بعدما مهّدت له من قبلُ بكم هائل من التصريحات المشابهة لهذا الأخير رافقها صمت مطبق من المركز، ووزارة النفط ، وفي كلّ مرّة ترمي المركز بالتقصير، وإنّه لم يدفع المستحقات المالية للإقليم، ورواتب موظفيه .
.
يبدو لي أنّ عملية إفشال الاتفاق النفطي مقصودة، تقف خلفها إرادة ماكرة تحاول الاستفادة من فشله، محاولة الإبقاء على التأزيم بين المركز، والإقليم؛ لتستطيع تحقيق مصالحها السياسية .
ربّما اتضح للقارئ الكريم ما أحاول الإشارة إليه ، ولنتساءل سويّة من هذه الجهة المستفيدة اليوم من التأزيم بينهما، ومن الوضع العام في البلاد على مستوى السياسة، والحرب .
.
ولنتساءل: أ ثمّة علاقة بين هذه التصريحات، والوضع السياسي المتأزم في الإقليم حول رئاسة الإقليم، أم لا ؟ .
بالنظر إلى سياسة مسعود الماكرة أكاد أجزم إنّ هذه التصريحات قد خرجت من رحم البيت البارزاني بهدف التأزيم؛ لتحقيق هدف أكبر، فكاكا مسعود المنتهية ولايته غير مقتنع بالدستور الكردستاني في فقرة تحديد الولاية بدورتين فقط، وقد طلب من البرلمان الكردستاني تعديل هذه الفقرة من الدستور، وهو الآن ينتظر ردّ البرلمان، وتعديله، في وقتٍ يوجد برلمانيون كثر غير مرحبين بهذا التعديل المسعودي، ورافضين الولاية الثالثة له .
.
علماً أنّ مسعود برزاني قد حصل على تمديد لولايته الثانية بعد أخذ، وجذب عسير محتجاً بأنّ الإقليم مهدّد، وإنّ القومية الكردية، ومصالحها في خطر حقيقي؛ لذا فإنّ تغيير الرئيس قد يربك الأوضاع الداخلية للإقليم، ويحصل ما حصل للموصل، هذه الذريعة التي يتمسك بها مسعود للبقاء في حكمه، ولا أستبعد أن يمارس مسعود نفوذه الإقليمي، والدولي، فضلاً عن ممارسته للدكتاتورية في الضغط على مسؤولي الإقليم بقبول هذا الطرح في الظرف الراهن، وبعدها، فلتجري الانتخابات !!! .
.
هذه الحجج سوف لن تكون عارية من الواقع؛ لأنّ من شأن هذا التصريح الأخير إثارة مشكلات كبيرة، وحقيقية بين المركز، والإقليم، ومنها : مسألة نفط كركوك، بل قضية كركوك سوف تبعث من جديد هل هي كردستانية، أو اتحادية تعود للمركز، وسوف يعاد الجدل محتدماً أكثر من ذي قبل حول المادة 140، وغير مستبعد أنْ تحصل هجمات داعشية على الإقليم تدعم حججه !!! .
.
والمتابع للأحداث يرى بوادر ذلك واضحة، فقد سارعت حكومة المركز بعد التصريح الأخير للإقليم إلى إعلام سلطات ميناء جيهان بعدم تسلّم نفط كركوك؛ لكن هيهات أن يستمعوا؛ لأنّ الطلب متأخر، فحكومة الإقليم صدّرت النفط مستقلة من بداية تموز، وبترحيب تركي، ومن هذه البوادر أيضاً زيارة مسعود إلى كركوك التي تضمنت رسائل سياسية، وعدم رفع علم العراق في الاجتماع الذي عقده كاكا مسعود في كركوك يعدّ تحديّاً للمركز، وإعلاناً صريحاً بأنّ كركوك كردستانية .
.
يبدو لي أنّ الأوضاع سوف تزداد تأزّماً بين المركز، والإقليم من جهة ــ تصبّ في صالح مسعود برزاني ــ ، وبين القوى السياسية في المركز من جهة أخرى؛ يجعل رئيس الوزراء في موقف محرج؛ لا يجد فيه من يسانده على الأرجح !!!، ويعاد بذلك سيناريو الحكومات السابقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر