الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب الجديد، الاستعماري المنهجي والإستراتيجي برنامج إحتلال وتخريب وتقسيم لا مجرد ظاهرة. الإرهاب التهجيري والإرهاب الإنفصالي.

صلاح الداودي

2015 / 7 / 10
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


هنالك وحدة للبربريات المندمجة أو تحالف للهمجيات كان وراء إعلان حالة الطوارئ
يبدو أن المسمى “وحش الارهاب الكبير” هو أسطول حربي متنقل تتحكم فيه قوى تريد التحكم في المنطقة
إعادة البوصلة للقضية الفلسطينية يتم عبر القضاء على هذا النموذج التكفيري المتصهين
الحل بيد المقاومين الشرفاء الذين كان دائما ديدنهم تحقيق العدالة وإحقاق الحق واسترجاع أرض فلسطين من مغتصبيها
تم تحريك العامل الارهابي من جديد كما يقول محدثنا لغايات ظاهرية وأخرى لا يمكن تحليل خفاياها إلا أصحاب النظرات الاستشرافية. اتصلت به ليكشف لنا بعض ما خفي من المسألة خاصة وأنه باحث في شؤون المقاومة واستراتيجيات الاستعمار، لقائي به تزامن مع إعلان حالة الطوارئ في البلاد، فكان الحوار.. وقد تعرض فيه الى الاهداف الاستراتيجية للعملية وأنها جزء من مخطط كامل يسعى لإضعاف محور المقاومة في المنطقة وتغييب قضية فلسطين وإلهاء العرب بقضايا جانبية لا علاقة لها بالقضية الأم وهي استعادة الارض المسلوبة من المغتصب الصهيوني:

تم تحريك العامل الارهابي، كما تسميه أنت، أهداف هذه العملية الارهابية القريبة والبعيدة حسب قراءتكم الاستراتيجية لها ؟
هي عملية مركبة كبقية العمليات والاصل فيها هو تغيير نظام الحكم الارهابي المعولم المندمج بتغيير عوامل التحكم الاستعماري، وتونس تقع في أصل وعمق هذا البرنامج العام وهي أداة التنفيذ لهذا التغيير الخاضع للاستعمار، يعني أن العامل الارهابي نفسه أصبح خطة استعمارية محكمة وفيه جانب توسعي، أي إرهاب توسعي، وفيه أحيانا عامل انكماشي، وحالة الطوارئ تدخل في هذا الاطار ببعد تكتيكي لا استراتيجي، ومثل هذه العمليات تخلّف طاقة تأويلية واسعة لكن يبدو أن ما رشح من معلومات الى حد الآن أن العملية لم يكن لها هدف واحد بعينه، خاصة أنه على مستوى التفاعلات هناك دول لأول مرة تتكلم وبصفة مركزة، وهنا أقصد الطرف الايراني والطرف الروسي وسوريا، فإيران أرسلت رسائل واضحة عن مساندتها المطلقة ومد يد المساعدة في هذا الموضوع، كما صرّح بوتين أنه مستعد للتعاون مع تونس للقضاء على العامل الارهابي، هذا ثم تعليق وزير الاعلام السوري الذي تحدث على أنهم يملكون معلومات مفصلة عن العناصر الارهابية التي تنشط على الحدود التونسية وهو القطب القريب من محور المقاومة.

في المقابل هناك قطب أو محور أنا أسميه محور الارهاب له مواقف مختلفة في حين أن أكبر الخسائر تكبدتها الدولة البريطانية فإن ديفيد كامرون عوض أن يبدي التزامه الكلي في المساهمة في معركة الارهاب التي تخوضها تونس صرّح تصريحا خطيرا عبّر فيه أنه سيغير سياسته في المنطقة وكأن هناك استهدافا خاصا شعرت به المخابرات البريطانية، علما أنها هي التي حذرت من هكذا عمليات ثم تضررت ثم نشرت خريطة المناطق التي يمكن أن تكون مستهدفة في المستقبل، هذا التحليل يجعل رواية إدارة التوحش هي أضعف حلقة في مجمل كل هذه التحاليل. الرواية الاسطورة التي أصبحت الناس تتابع فيها وفي تفاصيلها وكأنها تلمود أو إنجيل، فالوقائع تؤكد عكس ما تذهب اليه روايات إدارة التوحش، فالقضية قضية خطة استهداف والقضية قضية خطط استراتيجية مرسوم من ورائها أهداف يمكن أن ألخصها في بعض النقاط التالية: أولها وضع التونسيين في وضع الكماشة أي بين الارهاب الذي تتحكم فيه الشبكات العابرة للقارات الارهابية، وبين ديكتاتورية الوضع الداخلي الذي ستؤدي ظهور حكومات توحش يمكن أن تدار من داخل البلد كما يمكن أن تدار من خارجه.

إذن الهدف تغيير نظام الحكم ليقوم على فكرة حكومة التوحش، كما يمكن أن نضيف أن العملية جاءت ليتم استكمال كسر الزجاج نهائيا، أعني القضاء على الاقتصاد وخاصة في مجال السياحة على وجوه الذين يتغطون به، في حين أن السلسلة الطاقية والنزلية العالمية تتنافس في هذا الصدد ويمكن تنزيل العملية الاخيرة في إطار التنافس فيما بينها.

ما رأيكم في حزمة القرارات التي اتخذتها الحكومة بعد عملية سوسة وتفسيركم لإعلان حالة الطوارئ لمدة 30 يوما؟
بالنسبة لحزمة الإجراءات الحكومية هي حزمة يتيمة من كل إجراء فعلي ماعدا مسألة تسليح الأمن السياحي وقد ذهبت الاجراءات على عكس تصريحات المستخلقين لتسيير شؤون الحكم لأنهم أرادوا شركات أمنية خاصة أجنبية تقوم بهذه المهمة وبالتالي ذهبت للإجراء القديم الذي تم الاعلان عنه منذ عملية باردو، وأعتقد أن تنفيذه سيصاحبه العديد من الاشكالات، وحسب رؤيتي الاستشرافية فهي خطة متكاملة لتأمين السياحة والطاقة وتأمين الحكم في النهاية، والسلاح سيكون له وظائف لن يكون في رأيي سلاحا نظيفا في حين كان من المفترض التعبير بشجاعة عن تلقي الرسائل التي أتت من محور المقاومة والتي على أساسها اقتراح حسب رأيي قمة رباعية استثنائية 2 زائد 2 تجمع تونس والجزائر وسوريا والعراق وتركيز منظومة عملياتية دبلوماسية موحدة، ثانيا أمانة عامة للأمن القومي يعفي كل الفاشلين الحاليين في أعلى الهرم رئاسة وحكومة وداخلية ودفاعا، ثالثا جهاز مخابرات وطني مستقل عن كل مخابرات الاستعمار، رابعا مجلس أعلى للتعبئة العامة يفرز وحدات للمقاومة الشعبية تدافع عن الوطن والشعب، خامسا مؤتمر تحضيري لهيئة أركان محور المقاومة الإقليمي – الدولي بالمغرب العربي يُدعى له رؤساء ايران وروسيا وفنزويلا قاري ومحدد في السياسة الدولية، وأخيرا مجلس استشاري أعلى للاستراتيجيات الاقتصادية والاجتماعية.

ونأتي الآن لآخر إجراء والذي له علاقة بعملية سوسة وهو إعلان حالة الطوارئ وأنا أقول في هذا الصدد أنها حالة استباقية لأننا لا ندري هل هذا الاعلان سيكون له مفعول جدي قابل للتطبيق ثم يمكن أن نضيف لنقول إعلان حالة الطوارئ هو بمثابة حرب طارئة لا تخوضها تونس بل تستعمل فيها .. وكأنه قرار خارجي فرض فرضا على تونس بمعنى الضغط على الجزائر وهو رهن الإملاءات الامريكية الصهيونية، ثم إملاءات الناتو لتدخل مجددا في ليبيا، وأنا أرى أن الحالة تتنزل في هذا الاطار لأنه كان من الممكن أن يكون إعلان حالة الطوارئ في بنود محددة، وفي مربعات محددة على الاقل في مستوى الحدود وليس وضع البلد بأكمله دائرة مغلقة داخل شبكة الاستخبارات العالمية، وهو يدلل عن عجز كامل لنظام الحكم في تونس على استيعاب العامل الارهابي وكيفية التعامل معه، وهو غير ذي جدوى إن لم تكن هناك خارطة لمقاومة الارهاب تمر حسب النقاط الستة التي ذكرتها سابقا، فالمسألة ليست مسألة لباس أو إعفاء لحي بل المسألة مرتبطة بخطة استراتيجية لاستئصال الظاهرة من جذورها وأقل الاهداف الظاهرة إنهاء حالة الاحتقان الاجتماعي التي ظلت تكبر ككرة الثلج وتنبئي بثورة اجتماعية، فكانت حالة الطوارئ للقضاء على هذا الحراك الاجتماعي وفي تبرير أشياء كثيرة مثل مسألة الناتو ومسألة السفير الامريكي الجديد ومسألة تسليم المعطيات الشخصية للتونسيين لجهاز الاستخبارات الامريكية… كل هذه الأشياء يساعد إعلان حالة الطوارئ على تمريرها دون أي احتجاجات. فهنالك وحدة للبربريات المندمجة أو تحالف للهمجيات كان وراء إعلان حالة الطوارئ هذه.

تزامنت عملية سوسة مع عمليات أخرى في أكثر من مكان في العالم، قراءتكم المختصرة لهذا التزامن لتنفيذ هذه العمليات؟
أضع هذه العمليات المتزامنة أولا في إطارها الزماني والمكاني ثم في إطارها الاستراتيجي. في إطارها الزماني والمكاني هي جاءت كاحتفال لمرور سنة على إعلان دولة الخلافة، أما على المستوى الاستراتيجي فإثارة الفوضى باستعمال فوضى الخلافة لخلافة الاستعمار، فان كان يجرى التنسيق بشكل مجالي واسع الانتشار بهذا المستوى يعني أنه هناك تغطية استخباراتية ودولية متكاملة ومنسجمة لهذه الاحداث تقودها أجهزة مخترقة للدول، ويبدو أن المسمى وحش الارهاب الكبير هو أسطول حربي متنقل تتحكم فيه قوى تريد التحكم في المنطقة منها الارهاب الطائفي ومنها الارهاب التهجيري وهما يندرجان في ما أسميته سابقا الارهاب التوسعي الاستعماري الذي سينتهي الى إدارة نمط من الحكم التوحشي المندمج المعولم الذي سيحرر فكرة فوضى الخلافة ويتم مراقبتها ثم اقتسام النفوذ داخل هذا الحكم المتوحش المعولم، وهو سيؤدي في النهاية الى إرهاب تقسيمي وهو في نهاية المطاف يدخل ضمن الارهاب الاستراتيجي.

هذا الصراع داخل جسد الأمة كيف انعكس على القضية الفلسطينية حسب رأيك؟
في البداية الكيان الارهابي هو في نهاية المطاف يخترق ويُخترق، وبالتالي فالدول الاستعمارية تلعب على عامل إحداث اختراقات داخل الانظمة المقاومة تضعف محور المقاومة وجوهره فلسطين لإضعاف المقاومة فيها وإنهاكها حتى تصبح أولوية الأولويات الحفاظ على أمنهم الشخصي كأفراد والابتعاد عن البوصلة الحقيقية وهي تحرير القدس من العصابات الصهيونية. العديد من التحاليل تتحدث عن تزايد عدد التكفيريين داخل غزة وآخر المعطيات التهديد بسفك دماء الفلسطينيين فداعش يوميا تهدد وتهدد في كتائب القسام بالذات وقد تم استهدافها، فاذا أصبح التهديد موجها الى فصيل من فصائل المقاومة فماذا عسانا أن نقول عن نواياك، فقضية فلسطين هي محور ما يحدث في المنطقة برمته حتى تسود في نهاية المطاف ديانة وحشية صهيونية وهي منطلق ونهاية التاريخ وهي الدين الاوحد والاخير على المستوى الاقتصادي العسكري والمالي والكيان الصهيوني يستعمل داعش لكسر الجيوش العربية برمتها وسمح لهم أن يكونوا جزءا من منظومة الامن القومي الصهيوني.

في الأخير بنظرة استشرافية كيف يمكن إعادة القضية الفلسطينية قبلة للأحرار ؟
أنا أعتقد أن المسألة مرتبطة ارتباطا كليا بإنهاء العامل التكفيري الارهابي الاستعماري لتعود فلسطين هي قبلة الاحرار، فالاستعمار اختلق لنا عن طريق هذه الجماعات كائنا (اسلام عسكري متصهين) قاتلا لحساب الغير وعدو لامته ولشعوبه، وبالتالي هي ليست معركة دينية فالانخراط في القول أنها معركة دينية سيؤدي حتما الى تصادم طائفي.. وهي ليست البوصلة، القضية قضية وحدة مصير بالنسبة للامة العربية، وبالتالي التكفير لا يمكن أن يكون موضوع القضية الام، القضية الاصلية هي قضية فلسطين، هنا يبدأ استعمال التكفير والاسلام العسكري المقاتل كجندي من جنود الصهاينة يضرب ظهر الأمة ليفتتها ويقسمها لحساب العدو. وإعادة البوصلة للقضية الفلسطينية يتم عبر القضاء على هذا النموذج وهو لن يتم بنموذج الاسلام المعتدل الذي يشتغل عند الامبراطورية العثمانية بل عن طريق الاسلام المقاوم التوحيدي التقريبي عن طريق شرفاء المقاومة الذين لم يكن لهم يوما ما هدف استعلاء أو احتلال أو احتكار سلطة أو إقامة نظام خلافة للاستعمار، الحل بيد المقاومين الشرفاء الذين كان دائما ديدنهم تحقيق العدالة وإحقاق الحق واسترجاع أرض فلسطين من مغتصبيها .

حوار: منير بلغيث - جريدة الصحوة التونسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟