الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البنية الفكرية في المجتمع العربي

فايز الخواجا

2015 / 7 / 10
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


Faiz Khawaja
3 ساعة · تم تعديله ·
........واخيرا سقط الانسان العربي وسقطت بنيته الفكرية... في امتحان الحياة والتاريخ.................... والوجود والحضور...!!!
مقدمة: قد يكون العنوان صادما, ولكن هذا هو الواقع بلا رتوش او تجميل, وانا لا اسقط قناعاتي بقدر ما احاول ان افهم من جهة ومن جهة اخرى, عندما اقول الانسان العربي , اقصد به هذا الانسان مهما كان موقعه... حاكمااو محكوما, برجوازيا او بروليتاريا, متعلما او اميا, يحمل شهادات مهما كان مستواها او لا يحمل, يساريا تقدميا, او محافظا.....
هذا هو الانسان العربي الذي اقصده بكله مهما كان لونه او توجهه او قناعته.. وهنا لا اريد ان اقف عند التحليل الماركسي واقول ان الطبقة المسيطرة هي التي تنشر ثقافتها واقف, لان هذا كمن يقول ولا تقربوا الصلاة ولا يكمل... لان الطبقة المسيطرة والطبقات المسيطر عليها تشربان من نفس مصدر النبع ويتغذيان من نفس الغذاء بكل مركباته... ومن هنا لا ارى ان الاشكالية في القشرة وانما في اللب والجوهر والنواة....
ومن هنا فالجميع يمارس نفس الممارسة, ويسلك نفس السلوكيات, في المكتب, او الشارع, او ديوان رئيس الوزراء, او في مكتب رئيس الجمهورية.. ولا فرق الا في حجم الممارسة وتأثيرها على الآخرين...
وها نحن نمارس تدمير الذات بكل وقاحة وتبرير وسقوط.... والعالم ينظر الينا.. اما بحزن من اصدقائنا... او بتشفي من اعدائنا....... او بدون التفات من الآخرين..!!!
ونسأل: الم نتعلم, الم نتطلع على الحضارات الحديثة؟؟؟ اين التربية والتعليم واين مخرجاتها بعد خمسين سنة من المشروعات التربوية العربية؟؟ هل فشلت هذه المشاريع؟؟؟ ولماذا؟؟؟وكيف لطبيب حلف يمين ابو قراط بمساعدة الناس من آلامهم ان يذهب ليفجر نفسه بالابرياء!!! لماذا؟؟؟ وما هي فكرة الدافع؟؟؟ وماذا عمل جهاز التربية لتعديلها؟؟؟ وهذا دكتور اكاديمي يقوم بالتحريض على جاره بل والعمل على قتله!!! وهذا يدعي القومية العربية ويقرع آذاننا بكلماته الجوفاء ليل نهار واذا هو يخبيء تحت جلده اسوء واحقر انواع المذهبية والطائفية والعشائرية...!!!
امثلة اكثر من ان تعد وتحصى, تجعل الاسئلة تتدفق والفرضيات تطرح والاجابات تتصارع... ويأتيك بالاخبار ما لم تزود... وتأتيك الاجابات السريعة, وتتهمك بالجهل لعدم المعرفة...!!! انها الصهيونية وامريكا والاستعمار الغربي يا رجل...!!! يعطيك الاجابة ويذهب ليستريح وينام... بدون ان يدرك صاحبنا ان ماذكر هو من العوارض وليست الاسباب وليس لها اصلا علاقة بهذه الاسباب وان كانت تحاول ان تعطل رؤيتها اولا والاستفادة منها لتمرير مصالحها الاستراتيجية ثانيا...
نعم بعد فترة الاستعمار الغربي ونيل"الاستقلال"السياسي في اواسط خمسينات القرن الماضي كان الغرب مطروحا كنموذج للتقدم الحضاري والعلمي والحياتي والانساني, ومن ثم فما على المجتمعات العربية الا ان تستورد وتسقط على نفسها النموذج التربوي الغربي الاوروبي او الامريكي, بدون معرفة ان هذه الآليات والفعاليات التربوية هي افرازات لثورة صناعية ونهضة عميقة على جميع مستويات الحياة, وان هذه المشاريع التربوية مطروحة للحفاظ على ما توصل اليه الغرب اولا والبناء عليه ثانيا!!! فكانت مخرجات التربية لدينا اولاد سفاح وقشرة هشة لا تلبث ان تتكسر عند اي تأثير خارجي عليها...لينكشف العمق ويتعرى... هذا العمق وهذا القاع هو انسان القرون الوسطى على جميع مراحلها... فلم تتغير نظرتنا لانفسنا ولا نظرتنا للآخر ولا نظرتنا للكون والطبيعة والعالم.... ومن هنا تبدأ مأساتنا في الوقت الحاضر............


المجتمعات العربية متخلفة, والانسان العربي متخلف, نعم نستورد سيارات من الاقتصاد الريعي او على حساب التنمية ونقودها بالشاريع كما نقود الحمير!!! نستورد الآلات لما يسمى مصانع وتصدأ وتهتريء ولا نعرف صيانتها الا بخبير اجنبي!!! نسكن عمارات شاهقة وبيت الدرج وسخا, وما حولها مزابل!!! نستورد السلاح ولا نعرف استخدامه!!! لم نصنع جهازا علميا له سمعة عالمية!! نشتم الغرب ونصطف بالطوابير على القتصليات لنأخذ تأشيرة دخول!!
حديثنا كذب!!! معرفتنا هرطقة!!! حوارنا حرب ومعارك!!! الحكم لدينا اغتصاب وغلبة!!! لا نحترم الشان العام!!! لا نحترم القانون!!! لا نحترم العمل والجهد!!!
جامعاتنا محو امية!!! مدارسنا كتاتيب!!! ايماننا ضبابي!!! فهمنا الديني لا يزيد عن الصفر!!! الدولة الحاكم والحاكم الدولة!!! الوطن مجال الحاكم والبطانه!!!
لا انتماء للارض ولا لسياق التاريخ وتطوره ولا للجغرافيا ولا للشجر ولا للحجر!!!
ولاؤنا للعائلة وللعشيرة والمذهبية والطائفة!!! اما على المستوى الاوسع فالحل معروف وجاهز"اللي بوخذ امي هو عمي""بوس الكلب في ثمه حتى توخذ حاجتك منو" عند اخلاف الدول خبي راسك"... نعاني الاحباط والعدوانية والنرجسية والذاتية.......... كلها في الشخص الواحد فينا..!!!
تعيش المجتمعات في انماط حياتية مختلفة, هذه الانماط التي تتشكل وفق الظروف التاريخية وبناها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهي التي تعبر عن النظام الاجتماعي او المنظومة الاجتماعية بالمعنى الواسع.... ومن خلال تنوع وتطور الظروف المحيطة على جميع انواعها تقوم بتشكيل الناس وتطورهم ونشاطهم ويتم رسم نشاطهم الحيوي للتفاعل مع ظروف هذه الحياة العيانية او تلك....
وعندما اقول ان الانسان العربي متخلف وان النمط السائد هو التخلف لا يجب ان يفهم انه تخلف وراثي او انه تخلف متأصل في الشخصية العربية, بقدر ما هو نتاج لتراكم الظروف التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية التي مر بها واضفت عليه هذه الصفة وهي صفة التخلف...
ولكل نمط حياة سائد مهما اختلفت بناه الاقتصادية والاجتماعية ما يسمى "بالبنية الداخلية الفكرية" والتي ارى انها...
هي عبارة عن مجموعة من التصورات والاشارات والرؤى من معرفة وعادات وسلوكيات وقيم وما يختزنه العقل من اساطير وخزعبلات وعقائد ودين وطريقة فهم وادراك وتفكير والتي من خلالها نصدر أحكامًا ومواقفا على ما حولنا ونقرر كيفيه التعامل معه وفق قواعد مبرمجة في العقل الجمعي للأمة الواحدة. وهذه البنية هي نتاج مراحل تاريخية متلاحقة وما افرزته على الواقع من جهة وما قام الواقع بدوره في تعزيزها او تعديلها او نفيها!!!
وما تطرحه هذه البنية من حضور على مستوى فكر الانسان وقناعاته وسلوكياته والتي تعمل مفاعليها من خلال:
اولا:من خلال الانحيازات الثقافية والفكرية والتي تشمل القيم والمعتقدات والمعايير والتفسيرات العقلية والرموز والاشارات والصور والايدولوجيات وكل ما هو منتج عقلي اضافة الى المسلمات المعرفية الجمعية التي تعتمل في اللاشعور والتي تعتبر مصدرا مخفيا وراء كل فعل او سلوك.....
والتحيزالثقافي والفكري يلعبان دورا كمرجعية سواء شعورية او لا شعورية لكل سلوك نقوم به... وعندما تكون المرجعية شعورية نعرف لماذا نقوم بهذا العمل ونقوم بالتفسير مهما كانت درجة صحته لاننا نرد في وعينا دوافع هذا السلوك ونقوم بعملية ارادية بممارسته...
مثلا: الشعب الفلسطيني عام 1948م امام الهجمة الصهيونية طرح وفسر هروبه رجوعا لمرجعية معرفية شعورية وهي الارض ولا العرض.. !!! والغريب انها طرحت عام 1967م ولكن بدرجة اقل.... كما سمعت شخصا سوريا يقول الوطن ولا الدين!!!! او مثلا ما يسمى بالتعايش مع الوضع القائم!!! وتفسير ذلك من خلال التبرير............
وقد يكون التحيز الثقافي والفكري ذو مرجعية معرفية لا شعورية مثل ان تكشف السيدة عن صدرها عندما تقوم بالدعاء بدون ان تعرف السبب... او طبيب يشتري سيارة وتضع امه على مقدمتها "خرزة زرقاء اللون" بدون معرفة التفسير او الاسباب.........
والتحيزات الثقافية والفكرية في المجتمعات العربية وفي ذهن الانسان العربي كثيرة جدا ومتنوعة.............
اذكر منها :العطاليةوهي التحيز الجبري والتسليم بالامر الواقع...
الايمان المطلق بكثير من اللامعقوليات تحت عنوان المقدس من اقوال وتفسيرات وسلوكيات...
الانتماء الابوي للعائلة والعشيرة والمذهبية والطائفية...
اكتفي بهذا القدر من ذكر انواع التحيزات...
غير ان هذه التحيزات لا بد من الحفاظ عليها من خلال الامتثال الاجتماعي والانضباط المسلكي اولا ومن ثم ترحيل هذه التحيزات من جيل الى جيل في اعماق اعماق عملية التنشئة دون ان تمسها عملية التربية التي مورست طيلة خمسين عاما.................... ..............................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟