الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحشد الشعبي والسيستاني

ضياء رحيم محسن

2015 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تعود خطوط إمداد تنظيم داعش الإرهابي، الى مناطق العمليات العسكرية الأمريكية في الأردن وتركيا، ذلك لأن داعش ومن قبلها القاعدة هم من صنع الغرب لإستخدامهما في الصراع، وقد بنى الغرب إستراتيجيته وفق للمعطيات التي بين يديه ليستخدمها في الوقت المناسب.
بعد أن إتسق لها الأمر في المنطقة، خاصة بعد تسليح إرهابيي داعش بمختلف أنواع الأسلحة، تخطط الولايات المتحدة اليوم لإستغلال الفوضى الناتجة لتبرير ما كانت تسعى إليه منذ بداية الصراع، لكن ماذا تريد الولايات المتحدة من هذه الفوضى؟
جاء مصطلح الفوضى الخلاقة على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، مطلع عام 2005 في حديث لها مع صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، وهذا المصطلح موجود في أدبيات الماسونية القديمة، لكن أخذ ينتشر بعد إحتلال الولايات المتحدة للعراق عام 2003، بعد إنتشار فرق الموت المرتبطة بالجيش الأمريكي.
بدخول داعش الإرهابي الى أراض عراقية ذات غالبية سنية، إستطاع أن يجد له موطئ قدم في بداية الأمر، مستغلا الإحتقان الطائفي الموجود؛ وكذلك حقد أهالي المناطق التي دخلها التنظيم على الحكومة، بما سمح له إستثمار ذلك لصالحه، لكن شهر العسل هذا لم يدم طويلا، بسبب الأسلوب الذي يتعامل به التنظيم مع أهالي المناطق التي يحتلها، فهو يستخدم أسلوب الترغيب والترهيب لإستمالتهم الى جانبه
لم تفعل القيادة العسكرية العراقية شيئا ذي جدوى لغاية الأن للإستفادة من هذه الجزئية التي تمثل نقطة ضعف لدى التنظيم الإرهابي، ذلك لأنها محكومة بإتفاقات سياسية تمشي مشي السلحفاة للوصول الى خط النهاية، في عالم يقطع المسافات بسرعة الضوء، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤثر في المستقبل على وجود البلد موحدا.
يملك الحشد الشعبي قوة لا يستهان بها، وهي قوة يستمدها من رجل يجلس في بيت قديم في النجف الأشرف، ونقصد به المرجع الأعلى للطائفة الشيعية السيد علي السيستاني، والذي نادرا ما يستقبل الصحافة؛ فعندما تمكن تنظيم داعش الإرهابي من إحتلال مناطق عراقية وإقترب من بغداد والمراقد الشيعية المقدسة، أطلق نداءا للجهاد الكفائي بين العراقيين، لبى على إثره أكثر من ثلاثة ملايين مواطن قادرين على حمل السلاح نداؤه، الأمر الذي نتج عنه إيقاف تمدد التنظيم في أراض عراقية جديدة، بل أنه إستطاع إستعادة مناطق إحتلها، وها هو اليوم ينتظر الساعة المناسبة لتحرير مناطق الرمادي والفلوجة منه.
يعمل الأن عدد من السياسيين على تجيير الحشد الشعبي لملحته الخاصة، بالقول أنه من ساهم بتشكيل الحشد الشعبي، وهو قول يجانب الحقيقة، ذلك لأن المواطن العراقي خبر تصرفات هؤلاء السياسيين، وأنهم من تسببوا في هذه الأزمة التي يعاني منها العراق، لذا نتمنى عليهم أن يطبقوا أفواههم ليسكتوا لأن وراءهم غدا حسابا عسير من الشعب، قبل حساب الرب، وإن غدا لناظره لقريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يمكن قراءة تصريحات بايدن حول اعترافه لأول مرة بقتل قنابل


.. بايدن: القنابل التي قدمتها أمريكا وأوقفتها الآن استخدمت في ق




.. الشعلة الأولمبية.. الرئيس ماكرون يرغب في حقه من النجاح • فرا


.. بايدن: أعمل مع الدول العربية المستعدة للمساعدة في الانتقال ل




.. مشاهد من حريق ضخم اندلع في مصنع لمحطات شحن السيارات الكهربائ