الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين برنامج وزارة الثقافة المصرية في الحرب على الإرهاب؟

أحمد الخميسي

2015 / 7 / 11
الادب والفن


المعركة الدائرة في مصر ضد الإرهاب معركة متعددة الجوانب، فهي إلي جانب أنها معركة عسكرية هي في بعد آخر معركة لتنمية سيناء ونشر العدالة الاجتماعية بين سكانها، وهي أيضا معركة ثقافية لاجتثاث الفكر السلفي والإخواني الرجعي من جذوره. وفي معركة متعددة الأبعاد كتلك لا يمكن أن يقتصر الرد على الجيش بمفرده، خاصة أن الحرب المحتدمة لا تدور بين جيشين نظاميين، بل بين الجيش من جهة وعصابات من المرتزقة تعتمد على الكر والفر. وهنا يصبح تفجير طاقة التصدي الشعبي ضرورة قصوى. والسؤال هو : أين برنامج وزارة الثقافة في الحرب على الإرهاب؟. الإجابة : لا شيء. علما بأنه ما من حرب خاضتها دولة أو شعب إلا وكان لوزارات الثقافة دورها الحاسم في تلك الحرب. لكننا لم نقرأ، ولم نسمع، للأسف، عن برنامج أو تصور ثقافي تساهم به الوزارة في معركة تمس مصير الوطن. لماذا لا تتبنى الوزارة نشر سلسلة من الكتب الشعبية المبسطة تباع بأثمان زهيدة تهدف لتبديد الضلالات الفكرية الشائعة التي يروجها الفكر الإخواني السلفي ونشر الوعي بأبعاد المؤامرة التي تحاك لمصر؟ لماذا لا تتبنى الوزارة نشر سلسلة كتب تسجل لبطولات الشهداء من أبناء الجيش؟ لماذا لا تقوم الوزارة بتشكيل هيئة من الأدباء والفنانين والمؤرخين والموسيقيين وصناع مسرح العرائس والسينمائيين لتتحرك في الريف وفي المناطق الشعبية بالمدن بأعمال فنية قصيرة تشيع النور وتبدد ظلمة الليل الفكري الذي يحتمي به الفكر الإخواني أساس الإرهاب؟ أعمال تعتمد على المخاطبة المباشرة، والنكتة، والأمثال، والأغنيات وغير ذلك من وسائل الفن الشعبي؟ لماذا لا تشكل الوزارة فرقا مسرحية صغيرة من ثلاثة أفراد يتحركون بمسرح يسهل إقامته وتفكيكه وتسعى في الأزقة والأحياء الشعبية؟ لماذا لا تشكل الوزارة قافلة فنية لمواجهة الإرهاب وهناك على حد علمي مئات من الممثلين الشباب وعشرات المخرجين والكتاب الذين يبحثون عن عمل؟. إن تكلفة إنشاء قافلة ثقافية فنية متحركة كتلك تقل بكثير عن تكلفة مهرجان ثقافي واحد في القاهرة. وأخيرا: لماذا لا تتخذ الوزارة قرارا بإقامة مهرجاناتها الثقافية في العريش عاصمة شمال سيناء؟ ألا يمثل ذلك دعما أدبيا غاية في القوة للسكان هناك في مواجهة الإرهاب؟ ألن يكون ذلك رسالة قوية إلي السكان بأننا لحمة واحدة ؟ وأننا لا ننأى بأنفسنا عن غبار البارود؟ . لكن وزارة الثقافة للأسف تتحرك كأنما لا علاقة لها بالحرب الدائرة، ولا دور لها فيها. وإذا لم يكن من صميم دور وزارة الثقافة المساهمة الآن في إنقاذ الوطن ونشر الوعي بقضيته المصيرية ، فأي دور لها إذن؟ يحتاج الأمر من الوزارة إلي القليل من الخيال، وميزانية صغيرة، وإلي نفض أتربة البيروقراطية عن مهمة ضرورية، ثم التقدم بشجاعة إلي الصفوف الأولى من المعركة.
***
أحمد الخميسي – كاتب مصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر


.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش




.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص


.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود




.. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على آلة العود.. الموسيقا