الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطلوب حل السلطتين وجميع الفصائل بلا استثناء !

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2015 / 7 / 11
القضية الفلسطينية


انطلقت فتح في 1965 من أجل تحرير أراضي فلسطين التي اغتصبت عام 1948، وانطلقت الجبهة الشعبية عام 1967 رداً على نكسة حزيران التي ما زلنا ندفع ثمنها، وانطلقت حماس عام 1988 من أجل تحرير كامل فلسطين وعدم التنازل عن أي شبر منها، ثم تحولت الوطنية والجهاد في سبيل الله إلى تجارة شعارات ووسيلة للثراء غير المشروع. أعطوني ثورة في العالم يؤدي العمل " الوطني " فيها إلى جاه وسلطة ومنصب وراتب 12 ألف شيكل ؟؟!

لكن أين أوصلتنا تلك التنظيمات ؟؟! وكيف تعتبر منظمة التحرير نفسها ممثلا شرعياً ووحيداً ؟؟ هل تتكون المنظمة من مؤسسات منتخبة ديمقراطياً لكي تكون الشعرية للشعب ؟؟! هل تقزم حلم حركة فتح من تحرير فلسطين إلى مجرد صفقة أمنية مع الاحتلال تحظى بها إسرائيل بالتنسيق الأمني مقابل المال والرواتب والامتيازات ؟؟! وهل ستؤدي " دردشات " حماس إلى تكوين دولة ديمقراطية يتمتع مواطنوها بالحريات والرفاه وإرساء نظم المحاسبة والشفافية والقضاء على الرشوة والفساد التي ميزت حكم فتح ؟؟! وماذا تفعل الجبهة الشعبية الآن ؟؟! في الانتفاضة الأولى شاركت في سحب التصاريح بالقوة من العمال، وكانت نهاية الانتفاضة لمصلحة أوسلو الخياني. رفضت الجبهة أوسلو من منطلقات وطنية، لكن الحصار المالي على الجبهة أجبرها للإذعان لسلطة أوسلو والمشاركة في انتخابات 2006 .. الجبهة في الانتفاضة الثانية كانت مع العنف المسلح إلى جانب حماس، ولكنها الآن مع " إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة " وهي مصطلحات هلامية يقصد بها عودة السلطة لحكم غزة، وهذا ما يرفضه شعب غزة بكل صراحة !

وطالما أن فتح تقزمت إلى سلطة تنسيق أمني مقابل رواتبها وهم جالسين في بيوتهم وهو أمر غير معقول، وطالما أن حماس قد دخلت " دردشات " لتنفيذ مشروع فصل غزة وتوطين لاجئيها، وهو مشروع صهيوني أمريكي تم عرضه على عبد الناصر عام 1955 ثم عام 1968 بعد النكسة ثم عام 1972 " إيغال آلون "، ثم بالصمود والمقاومة وبذل الدماء تم التراجع عن مشروع توطين لاجئي غزة في سيناء إلى العام 2012 بصعود الإخوان ومرسي إلى سدة الحكم في مصر .. نقول طالما أن سلطة فتح في الضفة سلطة حماس في غزة هما عملياً سلطتان تحت الاحتلال، ولم تستمر أي من السلطتين لولا موافقة إسرائيل ( الصريحة أو الضمنية ) وتسهيلاتها الحافظة لتوازن وإدارة الانقسام بين غزة والضفة، وطالما أن الكفاح والنضال قد تحول منذ خروج بيروت 1982 إلى مشاريع نهب وسلب وثراء وقصور وسيارات فارهة، فما حاجة الشعب الفلسطيني إلى كل هذا الفساد ؟؟! ما حاجتنا إلى وكلاء للاحتلال ؟؟ ما حاجتنا إلى سماسرة مرتشين ؟؟! ما حاجتنا إلى كل هذا الفشل ؟؟! ما حاجة الشعب بشركات احتكارية حقيرة مثل جوال والاتصالات والكهرباء وغيرها ؟؟! مطلوب الاعتراف بالحقيقة التي تعمل فتح وحماس وفقها وبناء عليها، وهو أن السلطة الحقيقية في الضفة وغزة والبحر والجو والمعابر هي عملياً بيد إسرائيل وحدها. إن من يحاول التمويه على الشعب بوهم دولة على الورق لها وزراء ووكلاء وعلم وراديو وتلفزيون فيما يحتاج رئيسها إلى تصريح من الاحتلال لأجل المغادرة أو العودة هو مخادع وكذاب ومستفيد من النهب والسلب والثراء.

المصلحة الوطنية الآن تقتضي التخلص من كل هذا الإرث الهائل من الفساد والاستبداد وانعدام الشفافية والترهل الإداري بإعلان كل فصيل عن حل نفسه بدءاً من حماس وفتح وانتهاءا بالجبهتين والجهاد، ثم إلقاء الكرة في ملعب دولة الاحتلال التي تتملص من مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه الشعب المحتل .. لو كانت هناك جرأة ومصداقية وشعور بالمسؤولية من الفصائل تجاه شعبهم المسحوق والمضطهد، فلماذا لا يوافقوا على إجراء استفتاء نزيه بإشراف الأمم المتحدة كما طالبت من قبل في مقال سابق ؟؟! على الأقل حل السلطتين والفصائل سيضع إسرائيل أمام مسؤولياتها عن حياة الناس تحت الاحتلال، وستكون مجبورة على فتح الطريق أمام حقوق العمل والسفر والتنقل ! اتركوا الناس تعيش طالما أنكم لم ولن تحرروا فلسطين .. الناس ملت من الحروب والموت والتشرد في العراء .. الناس تفترسها البطالة وينهشها الفقر المدقع وتحويلات العلاج بالواسطة والرشوة، أما عن سرقة المنح الدراسية وبيعها سراً فحدث ولا حرج !

إلى متى سنظل نشكو حكم وتسلط حماس وفتح ؟؟! ومتى سيحظى الشعب في غزة والضفة بمجتمع الحرية والعدالة والمساواة ؟؟! مطلوب الإطاحة بكل النظم البائدة التي تمتص عرق الناس وتعيش من دمائهم .. مطلوب تحميل دولة الاحتلال كامل مسؤولياتها عن حياة الناس، ولكن هذا غير ممكن في ظل وجود من يدعي كذبا وزوراً أنه يعمل لصالح الناس بينما يفاجأ الناس بأن دعاة الوطنية والجهاد يركبون سيارات الدفع الرباعي ويسكنون فيلات الحجر القدسي !!!

أود التذكير بملف خطير وأزمة كبرى نحياها في غزة وهي قضية الإسكان، لنرى الفرق عندما تتحمل دولة مسؤولة حياة الناس .. في عهد الاحتلال المباشر كانت دولة الاحتلال تقوم بإنشاء وتطوير مشاريع إسكان شعبية لسكان المخيمات المكتظة. كانوا يمنحون كل بطاقة هوية نمرة أرض ومنحة مالية وقرض للبناء .. بهذه الطريقة تم إنشاء مشروع بيت لاهيا ومشروع الشيخ رضوان وحي الأمل في خانيونس وإلخ .. السلطة منذ قدومها في 1994، كم مدينة أنشأت لحل الضائقة السكانية ؟؟! كلها مشاريع قطاع خاص من أبراج وشقق تباع بخمسين ألف دولار كحد أدني، وهو مبلغ لا يمتلكه الناس العاديون، بعكس مشاريع دولة الاحتلال التي كانت في متناول الجميع دون تمييز ! أليست هذه الحقيقة من الأمور والمقارنات المسكوت عنها ؟؟! ألسنا بحاجة إلى مشاريع إسكان شعبية عملاقة ؟! أليس عمالنا بحاجة إلى عمل شريف ؟؟ ألا نحتاج إلى السفر والتنقل للمرضى والطلاب والتجار وعامة الناس ؟؟! إلى متى نظل محاصرين بلا حقوق، جوعى، بؤساء، بل أمل ولا رجاء ؟؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عبد الله أبو شرخ من قبل أوسلو وأنا أصرخ مثلك
أفنان القاسم ( 2015 / 7 / 11 - 16:05 )
كل ما تقوله، العزيز عبد الله، عين العقل، لكن لا شيء لمن لا عقل له، فكم مرة قلت أنا لهم أن يعيدوا الاحتلال لأصحابه دون أن يسمعوا، لهذا هؤلاء يجب دفعهم دفعًا: أن يقوم الناس بانتفاضة عليهم هذه المرة (ضمنيًا على الاحتلال فهم والاحتلال واحد)، أو أن يضطروا إسرائيل إلى طردهم، فهم عملاؤها، ليس لاستبدالهم بعملاء غيرهم، ولكن بالتوصل إلى حل نهائي، أو أن يضطروا أمريكا (والغرب) إلى فرض حل على الطرفين، وهذا هو الأهم، لأن في يد أمريكا كل أوراق اللعب، وهي لو أرادت لحلت المسألة منذ وقت طويل، بالنسبة لها طالما بقي المشكل الفلسطيني بقي العرب تحت نعلها، وبالتالي بقي البترول في جيبها، وكما تلاحظ، تأكيدًا لما أقول، جعلت اليوم في العالم العربي أكثر من فلسطين، وأكثر من بؤرة صراع ساخنة، للهدف الاستراتيجي الذي لها، لهذا السبب الشروط اليوم ليست ملائمة، وهي تمضي بتهدئة الصراعات خارج فلسطين أولاً، وهذا ليس لبكرة...


2 - تحليل ناضج سيدي عبد الله أبو شرخ
سامح ابراهيم حمادي ( 2015 / 7 / 11 - 19:02 )
سيدي الفاضل الأستاذ أبو شرخ

نعم نعم لتحليلك الصائب، وأنا أقول إن العالم العربي يمر بتغيرات كبيرة وسيأتي الدور على كل الأنظمة الفاسدة ، لكن القصة تحتاج إلى وقت، وصبر
ستطيح التغيرات التي تشاؤها الإرادة الدولية بالمشيخات الخليجية التي تدفع بالآلاف (للقادة الوطنيين) كذلك، سيلحق الدور حماس وفتح وكل المدعين الذين أودوا بالقضية الفلسطينية إلى هوة لا قرار لها

تحية عالية رفيعة والسلام عليكم


3 - الأستاذ الكريم أفنان
عبدالله أبو شرخ ( 2015 / 7 / 11 - 22:00 )
نحن نعيش مرحلة خطرة للغاية .. مرحلة الدردشات والمداولات .. حماس مقبلة على فصل غزة في كيان مستقل وهو مشروع صهيوني اقترحه جونسون على عبد الناصر سنة 1955 ثم موشي ديان 1968 ثو إيغال آلون 1972 وأخيرا 2012 في عهد صعود مرسي في مصر .. كل هؤلاء لم يتمكنوا من تمرير صفقة توطين لاجئي غزة .. وبالأمس اقترح ناشط من حماس على صفحته بالفيس بوك أن يتم حل التنظيمات كلها وتشكيل جيش وطني ( طبعا بقيادة حماس ) وهذا المقال يتجاوز الاقتراح إلى حل السلطتين وتحميل إسرائيل مسؤوليات احتلالها. . الصحافة العبرية تستعير انفصال باكستان عن الهند ثم انقسام باكستان إلى باكستان وبنجلاديش فيما بقيت الهند في الوسط .. بمعنى أن واقع الانقسام يفرض عليهم كونفيدرالية في الضفة وكيان حمساوي مستقل في غزة.


4 - الأستاذ الكريم سامح حمادي
عبدالله أبو شرخ ( 2015 / 7 / 11 - 22:04 )
المقال نشر صبيحة هذا اليوم وقمت بمشاركته في صفحتي بمواقع التواصل .. الجمهور رحب كثيرا بالفكرة ونشروه على صفحاتهم .. التنظيمات في الواقع أصبحت عبئا ثقيلا على الشعب بعد أن أورثونا آلآف الشهداء وآلاف الجرحى وآلاف الأسرى وتم نسف وتدمير حوالي 90 ألف شقة ومنزل .. لو كانا شعب راقي ومتحضر هؤلاء يجب أن يتقدموا لمحاكم وطنية بدلا من الاستمرار في قيادة المؤامرات.
شكرا لحضورك يا صديقي


5 - ستسود داعش واخواتها
ملحد ( 2015 / 7 / 11 - 22:05 )
اتفق معك ولكن!
عندئذ ستسود داعش واخواتها ......


6 - لن تسود داعش
عبدالله أبو شرخ ( 2015 / 7 / 11 - 23:20 )
نحن طرحنا فكرة الحل مبدئياً . لكن فيما لو تم هذا فسوف تكون هناك مرحلة انتقالية بحيث تمتلك غزة قوة شرطية قوامها 10 آلاف شرطي .. ثم الشعب في غزة لا يريد داعش وقد عبروا عن آرائهم وسخروا منها ومن جرائمها.

اخر الافلام

.. وسائل إعلام إسرائيلية: اندلاع حريق كبير شمالي #الجولان عقب س


.. هل يمكن تَكرار سيناريو عملية -النصيرات- لاستعادة الرهائن الإ




.. #السودان.. قوات الدعم السريع تكشف التفاصيل الكاملة لأحداث -و


.. طفل فلسطيني من مجزرة مخيم النصيرات: شفنا الموت بأعيننا




.. وقفة تضامنية في جاكرتا استنكارا لاستمرار الحرب الإسرائيلية ع