الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن فكّ الحصار بدون ثمن سياسي!

محمد أبو مهادي

2015 / 7 / 11
القضية الفلسطينية


عن فك الحصار بدون ثمن سياسي !


محمد أبو مهادي

اسرائيل لا تقدم هدايا للشعب الفلسطيني، هي ليست "بابا نويل"، إنها دولة إحتلال تسعى للإستفادة من كل الظروف إلى أقصى الدرجات.

حديث حماس عن فك الحصار بدون ثمن سياسي عملية تضليل كبيرة وخطيرة تمارسها تحت طائلة الضغط الإقتصادي والإجتماعي الذي يعصف بالفلسطينيين في غزة، هو تمهيد لإنفاذ المقترح الألماني " الأمن مقابل التنمية الإقتصادية" حتى هذا المقترح ينطوى على قدر هائل من التضليل، فالتنمية في ظل الإحتلال المباشر وغير المباشر غير ممكنة، وتوفير الأمن للإحتلال في ظل الإحتلال بحاجة أمر كذّبه الواقع وأثبت فشله.

إذا ما صدق قادة حماس فيما أعلنوا، ستكون إسرائيل نجحت في فرض عدة قضايا على جزء من الشعب الفلسطيني:

أولا/ فرض حل جزئي يختص بقطاع غزة مع قيادة تحكم القطاع منحتها إسرائيل صلاحية التفاوض وإبرام الصفقات، بما يعنيه ذلك من ضرب لشرعية التمثيل ونسف لفكرة وحدة الشعب والأرض والقضية والنضال.

ثانياً/ فرض نظريتها الأمنية المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتثبيت رواية أن المسألة الفلسطينية في جوهرها أمني ولا علاقة لها بالأرض والحدود والمقدسات واللاجئين والإستيطان وجدار الفصل العنصري "حدود متنازع عليها"، وهذا ما سعت إسرائيل لتحقيقه منذ إنطلاق فكرة المفاوضات مروراً بوثيقة المبعوث الأمني الأمريكي "جورج تينت" والإشتراطات والإتفاقات الأمنية اللاحقة ويبدوا أنها نجحت أيضاً في فعل ذلك.

ثالثاً/ فتح المجال لاحقاً أمام أي سلطة محلية أو هيئة أو حزب سياسي أو عائلة لإبرام صفقات مشابهة وتحت نفس الظروف، تجربة روابط القرى الفاشلة يمكن أن يعاد إنتاجها بطريقة أو بأخرى في الضفة الغربية نتيجة مغامرات عباس وفقدان مصداقيته وعدم قدرته على لم شمل الحركة الوطنية بل سعيه الدؤوب من أجل تفكيكها وإسقاط برنامجها السياسي والكفاحي.

ما يجري في المجتمع الفلسطيني جنون كبير يشترك في صناعته الإحتلال وفرعي السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة وقوى إقليمية ودولية، بعد أن جرى ويجري تهيئة الظروف الإقتصادية والإجتماعية لإغراق الفلسطينيين في متاهة ضياع الحلم وفي غمرة الوجع من الألم وضنك العيش.

لا يمكن لأي وطني فلسطيني القبول بهذا الواقع تحت طائلة ظروف الفقر والبطالة والإبتزاز المالي في الوظيفية العمومية، فهي ظروف صنعها الإحتلال واشترك معه في فعل ذلك جماعات البزنس السياسي من أجل تمرير ما كان يعتبر خيانة وطنية.

الشعب الفلسطيني الذي أفشل مشروع جونتسون في سيناء عام 1955، وكانت ظروفه أصعب عشرات المرات في الظروف الحالية، وكانت المغريات أفضل بكثير من خطة الأمن مقابل التنمية، وسينتفض في أي وقت ضد كل المشاريع التي تستهدف تصفية قضيته الوطنية وتجعله حارساً أميناً لدولة الإحتلال.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش