الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائف العراق كالمستحيل

محمد خضير سلطان

2005 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ان وصل الملف الامني العراقي الى ما وصل اليه من كارثية وتعقد واشتباك بالرغم من عدم صعوبة التمييز والتصنيف للقوى الدافعة على تغذية الظاهرةالارهابية البشعة وليس من الصعب معرفة وتشخيص من هم اعداء العراق الذين يزدادون سعارا محموما كلما تقدم البلد خطوة في العملية السياسية او العسكرية.
وبعد ان بدأت تتسع خريطة التفجير لتتعدى مركزها في بلادنا وتحركت الى نقاط جديدة في منطقة الجوار، وبعد ان لاذت اكثر دول الجوار الاقليمية بالصمت و المواربة ازاء تمركز الارهاب في بلادنا بل والوقاية السلبية منه لكي تعمل على تجنب المخاطر من الزحف على المنطقة.
بعد ما سجلت وتائر الفعل الارهابي تصاعدا في الاتجاه الافقي واستنفدت اتجاهها في العراق من قتل عشوائي للأبرياء، اخذت تتزحزح فرضية المركز الارهابي بما يخيف منطقة الجوار فأحداث كثيرة في الخبر والرياض والعقبة وغيرها، ادت الى لملمة المواقف وبدء تلفيق طائف اخرى “نسبة الى اتفاقية الطائف” ومحاولة السعي لتجنب المزيد من المخاطر وطرحها على الجامعة العربية او ابداء تحركات ثنائية او ثلاثية في دول الخليج او دبلوماسية كما في تحركات العاهل الاردني عبدالله.
لا تتنبىء هذه المبادرات كلها بالبحث عن حل للازمة الامنية العراقية الناشبة قدر ما تؤكد من ان الازمة العراقية سوف تطفح ملانةعن نطاقها العراقي ليصل اضطرامها الى مواقع جديدة لا تختلف من حيث الموقف السوقي ودوافع الارهاب عن موقع التمركز فاذا كانت الدوافع الارهابية تلقي على وجود القوات الاجنبية ذرائعها في اطلاق عملياتها فالعمل على تفادي الامر لدى دول الجوار لا يؤمن حالة وقائية على الدوام مهما اظهرت ذلك في المناورة السياسية او التدليس الاعلامي، والادهى كما يقال انها استشعرت المخاوف من كلا الطرفين، تطورات العملية السياسية الجارية في بلادنا ومترتباتها المرعبة في الاصلاح المدني والسياسي لدى دول الجوار من جهة والظاهرة الارهابية ومخاطر اتساعها من جهة اخرى اي ان هذه الدول لم تحدد بعد من هو عدوها الحقيقي وكيف تستعد لمواجهته وتتحرك كطرف ثالث منسحق لم يؤكد وجوده النوعي في الواقع. كان العاهل الاردني يزور اوروبا على سبيلا المثال ويضع في راس جدول القضايا على طاولة اللقاء موضوع العراق ولا شك ان الاهتمام المباشر بهذا الشان ليس لمصلحة العراق او مع مصلحة العراق مطلقا لانه لا يضع بالنيابة اولويات تفاوضه مع الاوربيين حول القضية العراقية وانما لرفع الاخطار المحدقة ببلاده كما يعتقدها ولكن تحت هذا الغطاء، في الوقت الذي يتحرك الاوروبيون تحت غطاء اخر عبر تسوية النقاط الخلافية مع الولايات المتحدة الاميركية حول رفض الحرب على العراق ومكتسباتها الدولية بعد شنها فضلا عن ان العاهل الاردني قد مهد لتحركه الدبلوماسي بمخاوفه السياسية في ما اسماه الهلال الشيعي في المنطقة اثر انتخاب الجمعية الوطنية العراقية، وذات الامر الذي يحرك دولا اخرى لا لحل المأزق العراقي بل لتجنبه لئلا يكون مأزقا اقليميا ومحاولة كبحه بشتى الوسائل. من جانب ثان، تخبىء الدبلوماسية العربية اوراقاً، تعتقد بان الوقت لم يكن مناسبا لادراجها في اللعبة ومتى ما اتسعت الظاهرة لارهابية في صراعها مع الظاهرة السياسية في العراق وافضى الصراع الى تفريغ محتوى الدبلوماسية العربية ويجعل منها صيغة لادامة الاحتضار في اوضاعها الايلة الى الانهيار. اثر ذلك تجد جهات كثيرة من دول الجوار الاقليمي والعربي سعيها الى احتواء القضية العراقية من خلال ضمها في اتفاقيات على غرار “الطائف” او بما يسمى بـ “لبننة العراق” وتتهيأ لهذه الورقة حين ترى خطر الارهاب يداهم مدنهم ويعبر خطه المركزي الذي ارادوا ترسيخه بلا وازع اخلاقي.
ان لبننة العراق صعبة اذا لم تكن مستحيلة نتيجة لاختلاف الظروف والبيئة السياسية والاجتماعية فقد كانت لبنان كما تطرح الادبيات السياسية مطهرا للازمات العربية وطريقة لاختزالها داخل الصراع اللبناني / الفلسطيني / الاسرائيلي/ العربي ولو لم تكن كذلك لاوجدها العرب كما في تصريحات علنية لبعض المسؤولين العرب، اي ان الصراع اللبناني مونودرامي، يختزل جبهة لبنان بالنيابة عن الاخرين، وشماعة مناسبة في السبعينيات لاخفاء اجندة ومساوئ الاستبداد، اما في القضية العراقية فهي على العكس تماما تحول المطهر الى شبح رعب يتربص باجندة ومساوئ الاستبداد ويكشف عن مواطن الخلل في التخلف وانتهاك حقوق الانسان، وقد راهنت جهات كثيرة على غرار لبنان في تمثيل الصراع الحقيقي من قبل العراقيين بواسطة الدفع الى حرب اهلية لكي تسهل عملية الاحتواء عند تمزيق الاوصال ولكن ليس في بلادنا عناصر تحركها قوى ارهاب خارجية عدا فلول النظام المنهارة التي استجلبت هذه القوى لادامة صراعها مع المتغيرات الجديدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة يدعو الدول العربية لاتخاذ موقف كالجامعات الأمريك


.. 3 مراحل خلال 10 سنوات.. خطة نتنياهو لما بعد حرب غزة




.. جامعة كاليفورنيا: بدء تطبيق إجراءات عقابية ضد مرتكبي أعمال ا


.. حملة بايدن تنتهج استراتيجية جديدة وتقلل من ظهوره العلني




.. إسرائيل تعلن مقتل أحد قادة لواء رفح بحركة الجهاد