الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيوت الله وبيوت المسنين

هشام حتاته

2015 / 7 / 11
حقوق الانسان


تصب معظم كتاباتى على تنوير للفكر واثارة الاسئلة وتوضيح بعض الامور السياسية على الساحه
واعرف ان كتابه هذا الموضوع على الفضاء الاليكترونى لن يجدى لانه يحتاج الى من يتبناه ويستطيع ان يصل به الى جموع المصريين من خلال الاعلام المرئى او الاعلام المكتوب ( الصحافة الروقية )
فالصحافة الورقية اولى به ، ولكنناعاجزون للوصل اليها ورغم هذا قررت ان اكتبه وانشره هنا ربما ياتى يوما من يتبنى هذا الطرح

ارى ان مصر من اكثر دول العالم الاسلامى فى عدد المساجد ، ليس لتعداد سكانها الذى يصل الى تسعين مليون ولكن ايضا مقارنه باكبر دولة اسلامية فى العالم الاسلامى وهو اندونيسيا والتى يصل عدد سكانها 238 مليون نسمه معظمهم من المسلمين سنجد ان عدد المساجد فى مصر اكبر من عدد المساجد فيها رغم فارق عدد السكان
ومصر من اكثر دول العالم العربى الاسلامى التى تعانى من عقوق الابناء ضد الاباء خصوصا فى الثلاثين عاما الاخيرة ، التى اصبح الابن يطرد اباه او امه او كليهما من الشقة ليتزوح بها ، علاوة على انهيار مجموعه القيم التى كانت تحكم حياة المصريين حتى منتصف سبيعنات القرن الماضى مع بداية الانفتاح والتى اصبح فيها المال والحصول عليه هم الشاغل الاول لمعظم المصريين .
وكان سفر المصريين الى دول الخليج للعمل بعيدا عن عائلاتهم التى تمتد سنينا طويلة بعيدا عن زوحاتهم وابنائهم هو المسمار الاول فى نعش الاسرة المصرية
بالاضافة الى ماذكرته فى مقالتين على هذا الموقع بعنوان ( الابن العاق ) واسباب هذا العقوق
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=335083
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=344791
يبدو لنا لماذا مصر الدولة العربية والاسلامية التى تعانى من عقوق الابناء اكثر من غيرها

فالدول العربية ذات الوفرة المالية بسبب البترول نجدها فى نفس الوقت مازالت متمسكة بمفهوم القبيلة التى يكون فيها الاب موضع احترام وتقدير ، والفقيرة منها مثل اليمن والسودان ومورياتنا تحكمها نفس الاعراف البدوية فى توقير الاب

قال لى صديق يعيش فى مالطة انه فى حالة وصول الرجل او المراة الى سن تحتاج فيه الى المعاونه وليس لديهم اولاد فان الكنيسة ترسل لهم كل اسوبع منم يقوم بخدمتهم وتقضية طلباتهن ، واذا ظادت الحالة تدهورا يتم نقلهم الى الدير الذى يقدم لهم الرعاية الكاملة

فهل نحن لدينا من يقوم بهذه المهمة للمسنين ، وهل الدولة لديها دور مسنين ؟ ... باطبع لا
حتى دور المسنين الموجوه فان تبدأ من 2000 جنيه فى الشهر مع سوء المعاملة ، ليصل الى 5000 فى الشهر مع حسن المعاملة ، وهو مبلغ كبير فى بلد متوسط معاشات كبار السنن فيه حوالى 1000 جنيه فى الشهر
لى صديق على الفيس بوك يبلغ من العمر ال70 عاما مريض بالسرطان والفشل الكلوى طلب منى يوما ان اكتب عن الموت الرحيم حتى يتخلص من حياته ، فلدية ابنين يعملون فى الخليح ، وواحد فى مصر لايأتيه الا كل اسبوع مره ، ولولا ابنته المتزوجه التى تختلس من وقت زوحها وابنائها ساعه يوميا لكان الله اعلم بحاله

مصر فى حاجه ماسه الى الالاف من دور المسنين ، فى وقت تنشر فيه الاف المساجد ، فلماذا لايتم تحويلها الى دور للمسنين وهذا لن يتكلف الا عمل قواطع خشبيه ومواسير صرف صحى ، وان يقوم المسلمين بالصلاة فى بيوتهم وان جاء وقتها فى اثناء العمل فمن يريد ان يصليها بجوار مكتبه كما كنا نفعل فى الماضى فى رمضان بالذات فليفعل ومن يريد ان يصليها جماعه فى العمل فليفعل لان هناك متسع فى اى من دوايين العمل
صلاة الجماعه الوحيدة التى نص عليها القرآن هى صلاة الجمعه فقط لاغير : ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ( 9 ) فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ( 10 ) وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين (11) سورة الجمعه
اما عدا ذلك فانها احاديث نبوية تحث على صلاة الجماعه فى المسجد بكل اوقاتها ، ولكنها لاتأمر بها ، انها تزيد من الحسنات ، وهل هناك حسنات اكبر من ايواء المسنين ؟
واذا كانت رقم 11 من نفس السورة توضح لنا ان بعض المسلمين كانوا ينفضوا عن النبى فى صلاة الجمعه اذا راوا تجاره او لهوا ، هذا ماكان يفعله المسلمين الاوائل مع النبى ( ولاتعليق )

علينا ان نتعرف على دور المسجد فى الاسلام :
فى البداية وبعد هجرة النبى الى يثرب كانت البداية مسجد يجاوره سكن للنبى ، كان المسجد وقتها يعتبر بيت الامارة التى يجتمع فيه النبى مع تابعيه لاقامة الصلاه ومابين العصر والمغرب وبين المغرب والعشاء كان يتلف حولة المسلمين فى المسجد بعد الصلاه ليتدبروا احوالهم معه سواء فى الدنيا او الاخرة
واذا نظرنا الى صلاة الجماعه سنجدها قريبة مما يحدث فى الجيوش النظامية الان من الاستيقاظ مبكرا على صوت الاذان ( النفير ) فى وقت واحد للذهاب الى المسجد ( طابور الصباح ) ، ويقف امامهم النبى ( القائد ) ويقفوا خلفه صفوف متراصة ( ونلاحظ الاهتمام البالغ لى للمسلمين فى المسجد بمساواه الصفوف ) وهو مايقابل الانضباط فى الجيوش الان ، فهذا يؤدى الى حالة من الانصهار بين افراد الجماعه فى كلا الحالتين
ثم ياتى الالتفاف حول النبى بعد العصر والمغرب لنرى انها لاتختلف كثيرا عما يعرف فى الجيوس الان بمحاضرات التوجيه المعنوى التى تتم فى اواخر النهار
انها حالة من الانصهار والشحن العقائدى التى كانت تتطلبها المراحل الاولى للاسلام والتى تقوم بها الجيوش الان

المسجد الان لايقوم الا بمهمه واحدة وهى صلاح الجماعه التى قلنا انها من النوافل والسنن وليست فرضا ، فبيوت المسنين اولى بهذه المساجد فى حالة الضرورة ، وهل هناك ضرورة اولى الان من ايجاد بيوت للمسنين ؟.
وهذا لايعنى الغاء المساجد ولكن ان يكون لكل مربع سكنى مسجد واحد ( ويحدد المربع السكنى حسب كثافة السكان فيه ) والباقى يتم تحويلة الى دور مسنين ، وان كان المسجد الواحد لن يتسع لصلاة الجمعه لكل السكان فليكن فناء اى مدرسة فى المنطقة خصوصا ان يوم الجمعه اجازة للمدارس

الاسرة المصرية فى حاجة الى اعادة ترميم ، واذا كنا لانستطيع ان نصلحها من بدايتها فعلينا على الاقل ان نصلح النهايات التى افسدتها هذه البدايات
والى اللقاء فى مقالة اخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خارطة طريق مفيدة
صباح ابراهيم ( 2015 / 7 / 12 - 13:33 )
طالما العقل الديني هو السائد وشيوخ الدجل مسيطرون ولهم اليد واللسان الطويل في البلد ، فطلبك هذا سيكون صرخة في وادي عميق لن تسمع الا الصدى فيه ، وليس من مجيب
تقليم اضافر الشيوخ هو خط الشروع في هذه الفكرة ، واغلاق قنوات التلفزيون الدينية المحرضة على الفتنة والتخلف والعودة الى حياة الصحراء والبداوة ، تنقيح مناهج الازهر وتعميم مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان ، ومحاربة الجماعات الاسلامية وغلق مقرراتها هو السبيل لآصلاح المجتمع والدولة .

ارجو ان يكون لكلامنا تأثيرا وآذان تسمع وسواعد وافكار تطبق


2 - العزيزة صباح ابراهيم
هشام حتاته ( 2015 / 7 / 12 - 18:59 )
خريطة الطريق التى طرحتيها هى المطلوبة فعلا
نحاول يقدر مانستطيع تغيير هذا الواقع المؤلم الذى تعيشه بلادنا
انها الحرب الاخيرة بيننا وبين رجال الدين
الحرب طويلة جدا وان كان الفضاء الالكترونى منح لنا الفرصة لكشفهم
خالص تحياتى


3 - هل ترى المشكلة في المكان
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 7 / 12 - 22:09 )
السيد هشام حتاته-تحية طيبة
هل ترى حل مشكلة المسنين في المكان-يعني اذا حول بعض المساجد الى دور أيواء للمسنين تنتهي مشكلتهم-يعني عندك المشكلة في توفير المكان-
هل تحويل المساجد سيحل مشكلة المسنين في مصر؟وماذا عن العاملين لرعاية المسنين ورواتبهم وماذا عن توفير الطعام لثلاث وجبات وماذا عن توفير العلاج والكادر الطبي الى اخره من مستلزمات تكميلية لااستمرار هذه المراكز بالعمل-المشكلة اخي اكبر من توفير المكان-اين واجبات الدولة تجاه كل افراد الشعب في كل المجالات-نعم المؤسسات المدنية ضرورية كعامل مساعد ومؤازر لجهد الدولة- ولكنها تبقي غير كافية-تملص الابناءمن واجباتهم تجاه الابناء التي اقرتها كل الديانات-جاء بسبب ابتعاد الابناء عن تعاليم دياناتهم-اضافة الى عجز الدولة عن توفير العيش الكريم لمواطنيها-تقليل صرف الاموال على طوقم الدولة العليا التي تبتلع موارد الدولة-ترشيد الاستهلاك الحكوم -رئيس-وزراء- قيادات عسكري كبرى-يساهم في حل الكثير من المشاكل ومنها رعاية المسنين- ولك التحية


4 - الاستاذ/ عبدالحكيم عثمان
هشام حتاته ( 2015 / 7 / 13 - 01:14 )
المكان سيوفر نصف التكلفة فيصبح فى الامكان الاقامة فيها لذوى الدخل المتوسط اما ان سبب عقوق الاابناء هو الابتعاد عن الدين فهو قول اصبج ممجوج من كتره ترديده
سبب مشاكلنا ليس الابتعاد عن الدين
سبب مشاكلنا هو الاغراق فى الدين
تحياتى


5 - مصر فى حاجه ماسه الى الالاف من دور المسنين...
سيد مدبولى ( 2015 / 7 / 13 - 11:56 )

مصر فى حاجه ماسه الى الالاف من دور المسنين...
فكرة انسانية رائعة تتناسب مع الفكر الراقى ...واعتقد ان أخواتنا السلفيين معندهمش مشكلة لو تم تحويل بعض المساجد إلى بيوت مسنين بعد الموافقة على شروطهم لضمان دخول المسنين الجنة....الشروط هى: يجب توفير عدة مساجد حول بيوت المسنين ( لضمان دخول المسنين الجنة) وذلك عن طريق تحويل المدارس والمستشفيات المجاورة الى مساجد. جزاك الله كل خير وجعلك من اهل الجنة أأأأأميـــــــــــن.


6 - الاستاذ هاشم حتاته-ماذا عن التكايا
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 7 / 13 - 14:07 )
بعد التحية-المسلمون انتبهوا للفقراء والمساكين والمسنين
اولا بالزكاة وثانيا بالصدقة التي توزع عليهم
وثالثا ببناء التكايا جمع-تكية-والتي تتكفل بتوفير سكن ومأكل لمن ليس له سكن وليس له قدرة على العمل-لااعرف هل زالت موجودة في مصر-ام لا وهناك مراقد للائمة او اولياء-تقدم الطعام ولثلاث وجبات للمساكين والفقراء ومجانا, ويوميا, وهناك في مدينة الخليل الفلسطينية-المدينة التي لايجوع فيها احد تكية ابراهيمية تقدم الطعام مجانا لخمسة الاف عائلة من المساكين يوميا
وفي العراق ايضا تقوم الحضرة القادرية بتقديم الطعام مجانا لمن يحتاجه
وهذا يبين لك ان المسلمين اهتموا بالفقراء والمساكين والمسنين ولك التحية


7 - الاستاذ/ عبدالحكيم عثمان
هشام حتاته ( 2015 / 7 / 13 - 17:26 )
انا اتحدث عن دور للمسنين للاقامة الدائمة بها /واتكلم عن الان وليس عن آمس / انا اعيش اليوم وغدا ولا اعيش الماضى
كفانا حديثا عن عظمة الماضى ولنجعل الحاضر جميل والمستقبل افضل
تحياتى لك


8 - عزيزى سيد مدبولى
هشام حتاته ( 2015 / 7 / 13 - 17:28 )
فكرة جميلة فعلا ههههههه وسيرحب بها السلفيين حتما
خالص تحياتى لك

اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية