الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سطوة السرد في إصدار عوض الشاعري الأخير

محمد عبعوب

2015 / 7 / 12
الادب والفن


يبدو ان الكاتب الليبي عوض الشاعري قد اختار "سطوة الكلاب" عنوانا لإصداره الأخير الملحق بمجلة المستقبل -التي تصدر عن مؤسسة تتبع رجل أعمال ليبي في القاهرة- لاحتلال مشاهد وحكايات عن الكلاب لحيز واسع من قصصه المضمنة في هذا الكتاب والتي جرت وقائع معظمها في مدينة طبرق. لكن الكاتب لا يدرك كما يبدو - وهذا أمر طبيعي- أن هناك أمرا آخر يسطو على خيال قارئ قصصه هذه، وهو جمال لغته وسرده المسترسل الذي يحاكي في موسيقاه الشعر. فمنذ ان فتحت هذا الكتاب على جهاز المحمول خاصتي بعد ان اطلعت على تنويه حوله نشره الكاتب على صفحته على (الفيس بوك)، باشرت قراءته بنهم، ولم اقفله حتى أتيت على آخر حكاياه بإقبال نادر قل ما يصادفني في قراءة الكتب على جهاز المحمول..

لقد قضيت أزيد من ساعتين صحبة هذا السرد الجميل وأنا أجوب صحبة الكاتب مواقع متفرقة واقتحم مجالس مختلفة، واتسلل دواخل نفوس بشرية متباينة متأملا طبائع ومشاعر لا ترصدها إلا عين محترفة قادرة على اقتحام اسوار منيعة.. في صحبة هذه السطوة ورفقة هذا الكاتب كنت أتجول في حواري ومجالس طبرق، العب أحيانا مع صبيانها، وأراقب كلابها السائبة والمربية، أجوب أسواقها وحواريها، أتأمل وجوه شيوخها التي تفيض بحكايا تختزل جزء هام من تاريخ هذه المدينة، كما أراقب عاشق الجنيات الذي يترصد طريق الكاتب ويلهم خياله بحكايات جميلة، وأجلس الى جانبه مستمعا الى صاحبه الكواكبي الذي سحر خياله، وأتأمل من خلال سرده تقاسيم وجهه واعيش جلساته مع جوقة كواكبه الجميلة من سيدات يعشقن الكلمة.. أتنسم من خلال هذه السطوة ملئ رئتيا نسيم شواطئ طبرق العليل، واشم روائح القرنفل والعطور الطبيعية التي تنضح بها صدور عجائز طبرق واستمع الى همسهن وحكايا الجن والعشاق متأملا حالهن وهن أسيرات البيوت، رهينات الثقافة الذكورية المسيطرة على أهل هذه المدينة التي ترفض بعناد مغادرة روح البداوة وتمزج بشكل غرائبي هذه الروح بآخر منتجات الحضارة من عمارة وتقنيات وملابس ومقتنيات مختلفة.

في "سطوة السرد" الذي اقترحه كعنوان جانبي لهذا الكتاب الجميل، ولمن يعرف عوض الشاعري عن قرب واستمع له سيدرك مطابقة هذا العنوان لواقعه، فمن خلال قراءة هذا المؤلف يمكننا أن نستمع بصوت صاف رخيم للكاتب وهو يسرد وقائع هذه السطوة، فأن تسمع من الشاعري وهو يسرد لك حكاياه وتجاربه اليومية حتى البسيطة منها، غير أن تقرأ له؛ فعند السماع له لا تستطيع إلا ان تتابعه بشغف من ينتظر نهاية لقصة مشوقة من راوٍ محترف. ولا تزال في ذاكرتي عديد الحكايا التي سمعتها منه في لقاءات متفرقة جمعتنا في طرابلس و طبرق و عواصم افريقية، واحتل كتابه الأخير "سطوة الكلاب" مكانة هامة في ذاكرتي، ومؤكد أن سيكون له وقع جميل في ذاكرة كل من يطلع عليه وقنعه بواقعية العنوان الذي اخترته له "سطوة السرد"..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي