الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-جماعتنا- قتلت منا ودمرت منازلنا فماذا عن -جماعتهم-!!.. هذا هو الاسلام السياسي

سمير عادل

2015 / 7 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا ندري لماذا كل هذا الاستغراب والاستهجان على صفحات التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الاعلام المختلفة، ضد ما صرح به محافظ بغداد علي التميمي وهو من جماعة الصدر، بأن الطيار الفاشل الذي قصف منطقة النعيرية في بغداد الجديدة ودمر عدد من المنازل وقتل عدد من الابرياء بأنه من جماعته وانه "سيد" اي انه شيعي بأمتياز. والاستغراب الحقيقي من استغراب الذين استشاطوا غضبا من تصريحات التميمي، وكأنهم انتظروا منه بأنه اي المحافظ سيعمل على استجواب الطيار ومسؤوليه وتقديمه الى محاكمة علنية ليسمع الناس ما هي الحقيقية وراء قصف منطقة مدنية خارج ساحات الحرب والمعارك، او انتظروا من محافظ بغداد ان يعلن الحداد لمدة يوم واحد على الاقل على حياة عشرات الناس التي تسلب وتغادر كل يوم بغداد وبقية المدن.
اي بصريح العبارة هذا هو "العراق الجديد"، عراق الاسلام السياسي، عراق الطائفية، عراق الصدر والحكيم والمالكي والعبادي والجبوري وابو بكر البغدادي، الذين هم رموز الاسلام السياسي الشيعي والسني وعاثوا فسادا ودمارا فيه. او لم يصف الحكيم الاحتجاجات الاخيرة ضد سوء الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي بأن هناك جهات خارجية تقف ورائها، في الوقت الذي ينعم هو وحاشيته بغرف مكيفة وخدمات 7 نجوم وجيوب ممتلئة بدولارات النفط. والاستغراب الحقيقي ايضا ينتظر من اشخاص ينتمون الى احدى اجنحة الاسلام السياسي الشيعي ان يتفوه بغير كلمات او اقوال او تصريحات طائفية. فبعد اكثر من عقد الزمن ما زال هناك اناس متوهمين وخاصة من الذين يصفون انفسم بالمثقفين والليبراليين، بأن التيار الصدري او التحالف الوطني الذي هو مظلة لتحالف قوى الاسلام الشيعي قد يصدر شخصا يتبوء مركز حكومي غير طائفي.
ان محافظ بغداد عندما ذهب ليطمئن على اهالي وذوي الضحايا، وصف بأن الذي دمر منازلهم وقتل اعزائهم هو ليس غريبا ولم يكن يضمر الشر لهم ولا يصنف بالسني، اي لا تشمله المادة (4) ارهاب، وانه من الشيعة الاقحاح فهو "سيد" ومن المعصومين عن الاخطاء.. .وكل من يقتل على يد "سيد" فمن المؤكد سيكون مأواه الجنة. واذا كان "السيد" قتل هذا العدد من "جماعتنا" فياترى كم قتل من داعش والارهابيين! ويذكرنا تصريحات المحافظ بتلك النكتة التي تروي الصراع العشائري الذي نشب بين عشيرتي عانة ورواة... وكانت كل عشيرة تتمركز في موقع من طرفي النهر في المدينة في محافظة الانبار، وفي يوم ما اقترح على عشيرة عانة بأن يشتروا مدفع انكليزي لحسم المعركة مع راوة، وبالفعل استطاعت تلك العشيرة من شراء المدفع ونصبوها على طرف النهر لقصف منطقة رواة من الطرف الاخر. ولسوء حظ افرادها لم تكن لديهم خبرة بحشو المدفع واذا بالمدفع واثناء محاولة الضغط على الزناد ينفجر ويقتل عددا ليس قليلا من المتجمهرين حول المدفع، وكان واحد من هؤلاء بعد ان صحى من غيبوته وهو مدمي ويجد عشرات الاشخاص من جماعته اردوا قتلى ليقول في نفسه والسعادة تغمره، اذا كان من طرفنا قتل هذا العدد والمدفع هو مدفعنا فماذا عن الطرف الاخر اي عشيرة رواة. ان هذه النكتة تلخص عبقرية التميمي الذي وهبته السماء الى اهالي بغداد.
ان الوجع الحقيقي ليس فقط جراء سقوط عشرات الضحايا من الابرياء على يد اولئك الفاشلين من الضباط الطيارين فحسب، بل تلك التصريحات الطائفية المقيته والمقززة التي تبين بأن لا بلسم للجراح ولا امن ولا سلام في العراق دون طوي صفحة الاسلام السياسي في التاريخ والى الابد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدبابات الإسرائيلية تتوغل في حي الشجاعية وسط معارك عنيفة مع


.. إسرائيل تطلق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة وعشرات السجناء الآ




.. الديمقراطيون يدعمون بايدن رغم أدائه السيئ في المناظرة أمام ت


.. الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده بمعارك جنوب قطاع غزة




.. مستشفى فريد من نوعه لكبار السن بمصر| #برنامج_التشخيص