الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تفاجئنا الاحزاب الشيعية

ماجد فيادي

2005 / 10 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يدور الحديث اليوم عن احتمال كبير في عدم دخول الاحزاب الشيعية الانتخابات القادمة بنفس التحالف الحالي, وقد بني هذا الرأي على أساس الخلافات في العلاقة بين الاحزاب الشيعية, ومدى قربها أو بعدها من إيران.
هذه الاحزاب حصلت على فرصة ذهبية, في قيادة العراق عبر حكومة السيد الجعفري, وكان من الممكن أن تعبر عن إمكانياتها, في بناء عراق جديد على أساس احترام حقوق الإنسان, وحق المواطنة للجميع, والشروع ببناء البنى التحتية للبلد, معتمدة بذلك, على القوى البشرية للشعب العراقي, ورغبتها في التعاون من اجل الخروج من حالة الاحتلال والخراب والفساد الإداري, الذي خلفه الدكتاتور صدام حسين, لكن ما جرى على ارض الواقع, كان ولا يزال منافيا لرغبة الشعب العراقي, في استتباب الأمن وتوفير الطاقة الكهربائية ووصول المياه الصالحة للشرب وتحسين الخدمات الصحية وتوفر فرص العمل وتساوي المواطنات والمواطنين بالحقوق والواجبات.
هذا الوضع السيئ, والأداء السيئ, والنزاعات بين أطراف قائمة الائتلاف العراقي الموحد ( الشيعي), والذي وصل إلى استخدام السلاح في أحيان كثيرة, أدى إلى بروز الحاجة, في انفضاض هذا التحالف عمليا, وهذا ما برز عبر التصريحات التي يطلقها أطراف من التحالف الشيعي, والتحليلات التي يكتبها الكتاب والسياسيين, لكن السؤال هل تفاجئنا الاحزاب الشيعية في الحفاظ على تحالفها الحالي ( الائتلاف العراقي الموحد)؟؟؟.
هناك دوافع كثيرة, تدفع الاحزاب الشيعية أن تحافظ على تحالفها, فهي ارتضت, أن تدخل العملية السياسية وعليها أن تتقن هذه اللعبة, خاصة إذا علمنا, أن الاحزاب الشيعية العراقية تهتدي بفكرة العمل السياسي وعدم انتظار ظهور الإمام المهدي, فما هي هذه الدوافع التي تجعل الاحزاب الشيعية تقفز على مشاكلها وتدخل متحالفة من جديد ؟؟؟
1. الخوف من هزيمة انتخابية بعد التصريح بالانتصار الساحق ( ولا اعلم من المقصود بالانسحاق, هل هم رفاق النضال ضد الدكتاتور, أم بنات وأبناء الشعب العراقي, ممن ينتمون إلى طائفة أخرى أو إلى قومية أخرى).
2. الاستعلاء الناجم من الحصول على فرصة قيادة العراق بعد سنين طويلة, خاصة إذا ما تابعنا تصريحات أعضاء الجمعية الوطنية ممن ينتمون إلى التحالف العراقي الموحد, بالمظلومية على يد الدكتاتور, كأنهم لوحدهم من تعرض إلى الظلم, فهم يرغبون في تعويض ذلك بالاستمرار بحكم العراق.
3. المصداقية التي فقدتها قائمة الائتلاف العراقي الموحد (الشيعية) نتيجة الممارسات الخاطئة عبر الوزارات التي شغلتها, والنزاعات فيما بينها, وفشلها في سحب القوى العربية المعتدلة, إلى التعاون المشترك, فإذا جاء بعد ذلك انحلال الائتلاف العراقي الموحد, كانت النتيجة فقدان الكثير من تأييد بنات وأبناء الطائفة الشيعية, خاصة إذا علمنا أنها تراهن على تأييد الشيعة دون الأطراف الأخرى.
4. لا تريد الاحزاب الشيعية تحمل مسؤولية الإساءة إلى المذهب الشيعي, خاصة وإنها انفردت في الحديث باسمه, وتحركت باسمه, وأعلنت الانتصار الساحق باسمه, ومارست السياسة باسمه, فكان من الطبيعي أن يشار إلى الأخطاء التي ارتكبت من قبل القائمة إلى المذهب الشيعي ببناته وأبنائه.
5. تخشى هذه الاحزاب, أن لا تحصل على النسبة التي كانت تدعيها دائما للطائفة الشيعي,ة فيما لو دخلت منفصلة (أو حتى مؤتلفة مع الفرق في ارتفاع النسبة بهذه الحالة), فقد سمعنا كثيراً عن نسبة الشيعة في المجتمع العراقي هي 70%, لكنها حققت في الانتخابات السابقة اقل من 50% , فكيف الحال بدخول العرب السنة في الانتخابات القادمة, إضافة إلى تنبه القوى العلمانية والديمقراطية لانفراط قوتها في الانتخابات السابقة, وسعيها للدخول مجتمعة.
6. الدفع الإيراني في تسيد الاحزاب الشيعية على الساحة العراقية, ومن خلاله التمكن من جر العراق إلى خندق إيران, عبر إلغاء القوى الديمقراطية والعلمانية والعرب السنة والكرد, وانحلال التحالف الشيعي يعني تأجيل مشروع ولاية الفقيه في العراق إلى حين, خاصة إذا ما قارنا الفعل الإيراني بالتصريح الأخير لمصدر حكومي إيراني على موقع بازتاب الإيراني, حول نضوج الثمرة العراقية لصالح الهلال الشيعي.
كل هذه الدوافع التي ذكرتها, لا تعد إنسانية ومنطقية لاستمرار الائتلاف العراقي الموحد على أساس طائفي, فهي لا تبني مجتمع سوي ولا تقضي على الإرهاب ولن تعد العدة لبناء العراق ولن تكون محور لتجمع العراقيين على مختلف أطيافه, فقط ستعمق الخلافات بين الطائفة الشيعية والآخرين, وهذا ما لا نرتضيه لبنات وأبناء الشعب العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة