الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبدأ حسن الجوار الإيجابي في السياسة الخارجية الجزائرية

بوناب كمال

2015 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تُعرف السياسة الخارجية على أنها برنامج عمل الدولة في المجال الخارجي، يهتم بالواقع، إما بالإبقاء عليه أو تعديله على نحو يكفل للدولة حماية مصالحها وتعزيز أمنها القومي.
تقوم السياسة الخارجية الجزائرية على مجموعة من المبادئ تضمنتها علاقات حسن الجوار التي أقرتها العديد من المنظمات الدولية والإقليمية، إلا أن الجزائر أعطت لهذه القاعدة مضمونا خاصا بتصورها لعلاقاتها مع محيطها، حين اصطلحت عليها مصطلح " حسن الجوار الإيجابي".
إن حسن الجوار البسيط الذي يعني مجرد عدم الاعتداء وتفادي التدخل في الشؤون الداخلية ليس كافيا لضمان الاستمرار والوفاق، بل لا بد من إضفاء تفسير إيجابي له يُعنى بإقامة تعاون مثمر لصالح شعوب المنطقة.
لا تحبذ الجزائر تطبيق مبادئ حسن الجوار بشكله السلبي، لأنه وفق هذا التصور يمكن لأي دولة أن لا تتدخل في الشؤون الداخلية لدولة مجاورة لها، لكن يمكن أن تسمح بإقامة قواعد عسكرية أجنبية فوق أراضيها، وهذا ما تعتبره الجزائر خرقا لمقتضيات حسن الجوار المقررة في المواثيق الدولية والإقليمية.
يعتبر الوقوف إلى جانب حركات التحرر قصد تحقيق المصير لشعوبها عنصرا إضافيا وفق التصور الجزائري لعلاقات حسن الجوار بمضمون إيجابي، ويُستمد هذا المبدأ من نضال الجزائر الطويل ضد الاستعمار، وتقرر المادة 92 من الباب الأول في الفصل السابع من الدستور الجزائري هذا الحق، حيث ورد " يشكل الكفاح ضد الاستعمار والإمبريالية والتمييز العنصري محورا أساسيا للثورة، ويشكل تضامن الجزائر مع كل الشعوب في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية في كفاحها من أجل تحررها السياسي والاقتصادي، ومن أجل حقها في تقرير المصير والاستقلال بعدا أساسيا للسياسة الوطنية"
اصطدم المسعى الجزائري في دعم حركات التحرر بقضية الصحراء الغربية المحتلة، التي تعود خلفيتها التاريخية للاحتلال الإسباني لها سنة 1848، وقد صادق مؤتمر برلين بعد ذلك على هذه الهيمنة ومن ثم ترسيم الحدود بين إسبانيا وفرنسا سنة 1912، ولما تم إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1963 أدرجت قضية الصحراء الغربية ضمن الأراضي التي يجب تصفيتها من الاستعمار، وبعد تأسيس " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" كثفت هذه الأخيرة من عمكلها العسكري ضد الإسبان، الشيء الذي دفعهم عام 1974 إلى إعلان عزمهم على تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية خلال الستة أشهر الأولى من سنة 1975، واحتجاجا على هذا الوضع قدم الملك المغربي الحسن الثاني دعوة لمحكمة العدل الدولية للنظر في القضية، وجاء ردها مخيبا لآماله، وهو ما دفع بالملك المغربي ورئيسي موريتانيا وإسبانيا إلى توقيع اتفاقية سرية نهاية أكتوبر 1975 تتخلى بموجبها عن الصحراء الغربية ليتم اقتسامها بين المغرب وموريتانيا.
نجحت الجزائر بفعل دبلوماسيتها الناضجة في نيل الاعتراف بحكومة الجمهورية الصحراوية، وعزل المغرب عن العمق الإفريقي، و كُللت هذه الجهود بقبول انضمام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية رسميا خلال القمة العشرين لمنظمة الوحدة الإفريقية بأديس أبابا يوم 12 نوفمبر 1984، وهو اليوم الذي انسحب فيه المغرب من المنظمة.
مازالت التزامات السياسة الخارجية الجزائرية تجاه حق الشعب الصحراوي قائمة في سبيل تحقيق تكامل وتعاون إقليمي مزدهر.

المقال تم نقله بتصرف عن مذكرة ماجستير موسومة بـ " الدبلوماسية الجزائرية في إطار منظمة الاتحاد الإفريقي" ، للباحث: العايب سليم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست