الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب يضرب في سوسة-تونس-

الديمقراطية الجديدة( النشرة الشهرية)

2015 / 7 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


الإرهاب يضرب في سوسة – تونس .
بعد مجزرة باردو ، يضرب الإرهاب مدينة سوسة السياحية . و خلفت المذبحة 38 قتيلا و أكثر من ذلك جرحى كانوا في أغلبهم من السياح البريطانيين . و أحدثت هذه المجزرة صدمة في نفوس الأبرياء الذين عاشوا هذا الحدث الهمجي و وجه أغلبهم إصبع الاتهام للسلطة الحاكمة و أدانوا غياب الأمن و لا مبالاة النجدة . فقد استنفذ الانتحاري كامل وقته – أكثر من نصف ساعة – قبل أن تأتي فرق التدخّل . و حسب تصريحاته للصحافة ، لم يكن وزير الداخلية على علم بما حدث و ان مديرة النزل (زهرة ادريس النائبة البرلمانية على الحزب الحاكم نداء تونس ) هي التي أعلمته بذلك . و زيادة عن الغياب الأمني فقد اتهم الحاضرون الذين أحاطوا بتفاصيل الحدث البوليس الموازي و التواطؤ الخفي للإخوان المسلمين بكل مجموعاتهم ( نهضة – حزب التحرير – أنصار الشريعة الداعون لتطبيق قوانين الشرع الاسلامي و غيرهم ...) . و لم يصدق الرأي العام الرواية الرسمية للأحداث خاصة و أن شهود العيان و بعض الفيديوهات المسجلة تناقض تماما المعلومات المقدمة من طرف وزارة الداخلية . و بغضّ النظر عن صدق هذه الرواية أو تلك فإن الإرهاب قد حطّ رحاله و استوطن في البلاد وهو يحمل في طيّاته الوحشية و الهمجية مثل ما يحمل الاعصار بداخله السحب المكفهرّة .
الإخوان المسلمون هم مصدر الإرهاب
لقد حكمت النهضة التي تمثل الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين البلاد لأكثر من ثلاث سنوات و سبق أن حازت على الأغلبية في المجلس التأسيسي فنصّبت بيادقها – عملاء الامبريالية - في كل المواقع الهامة في الدولة ، في الإدارة المحلية و الجهوية وهي ما تزال إلى حد الآن ممثلة في الحكومة و البرلمان و قد عادت إلى السلطة رغم فوز حزب نداء تونس في الانتخابات التشريعية و الرئاسية و ذلك تطبيقا لأوامر امبريالية تدعو إلى التعايش بين النهضة و النداء وهو مشروع تمّ رسمه باتفاق بين الدوائر الامبريالية خلال اجتماع باريس ثم لقاء الجزائر قبل حتى الانتخابات التي قاطعها أكثر من نصف الناخبين ( على 7.5 مليون ناخبا 3.1 مليون شاركوا في الانتخاب : حصل نداء تونس على 1.3 مليون صوتا و حصدت النهضة 992 ألف صوتا و حصلت الجبهة الاصلاحية المسماة "شعبية " على 123.4 ألف صوتا ) . و رغم غضب ناخبي نداء تونس الذين رفضوا مشاركة النهضة في الحكومة فإن الباجي قائد السبسي أبى إلاّ أن يطبّق أوامر أسياده في الولايات المتحدة و أوروبا و بلدان الخليج . و هكذا تمّ اختراق كل مؤسسات الدولة من طرف الإخوان المسلمين الذين يقدمون الدعم القوي للإرهابيين بطرق ملتوية بينما تأتي تصريحات زعمائهم واضحة لا لبس فيها : "النداء في العديد من المساجد إلى الجهاد ، الدعوة لتطبيق الشريعة و إقامة الخلافة السادسة ، الدفاع عن السلفيين و اعتبارهم غير غرباء عن الوطن ، تمويل الجمعيات الخيرية التي تكاثرت بصفة مذهلة في طول البلاد و عرضها و تستعمل هذه الجمعيات كتغطية لتبييض الأموال و التهريب بمختلف أنواعه و ارسال الشباب إلى ليبيا و سوريا " .
الإرهاب ورقة لحرف الصراع الاجتماعي عن أهدافه .
لقد بلغت ازمة النظام ذروتها : فالخزينة فارغة و البلاد على حافة الافلاس و بفعل تورطه في ديون صندوق النقد الولي أُجبِرَ النظام على الإذعان لضغوط دائنيه و لم يعد لديه إلاّ بديل واحد هو الانضباط للأوامر الامبريالية و تحميل الجماهير الشعبية المنهكة ماديا بطبيعتها منذ سنوات عبء فاتورة الديون . و أمام تصاعد الاحتجاجات الاجتماعية في كل القطاعات و تضاعف عدد الاضرابات التي كانت قيادة اتحاد الشغل تعتبرها وحشية و تتنصل من تحمّل مسؤوليتها – بحكم طبيعتها البيروقراطية و تورطها في ما يسمى الحوار الوطني و تحقيق السلم الاجتماعي – تلوّح السلطة القائمة ( نداء - نهضة) بخطر الإرهاب و تهدد بإعلان حالة الطوارئ التي تعني منع أيّ شكل من أشكال الاحتجاج و ما تنفكّ تنادي ب"الوحدة الوطنية " المزعومة لتنجوَ بجلدها و لتتمكن من مواصلة بيع البلاد و استغلال المسحوقين . إن الطبقات الحاكمة و المنتخبة من طرف أقلية عن طريق المال الفاسد ليست قادرة – نظرا لطبيعتها (الكمبرادورية – الاقطاعية و البيروقراطية المتعفنة حتى النخاع ) على إفشال مخططات الإرهابيين الأصوليين و إن الطبقات الشعبية وحدها هي القادرة على مواجهة هذه الآفة التي تغذّيها الامبريالية عبر عملائها بهدف تحقيق مشروعها : الشرق الأوسط الكبير . و قد رأينا كيف قامت الجماهير بتكوين درع بشري حول انتحاري سوسة . لكن الجماهير بقدر ما هي قادرة على إشعال ألف انتفاضة و انتفاضة على شاكلة انتفاضة 17/12/2010 فإنها تكون عاجزة عن انجاز ثورة طالما هي غير منظمة و ليست لها قيادة حزبية ثورية ترفع راية الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الاشتراكي . ان الظروف الموضوعية مهيّأة لقيام الثورة لكن الحلقة القوية في السلسلة ما تزال مفقودة لأن اليسار الانتهازي ، يسار الصالونات و المعروف في فرنسا بيسار الكافيار و المتجسّد هنا في الجبهة الشعبية و مشتقاتها ( عُرفَتْ أيضا في الوسط الشبابي المناضل باسم جبهة الروز بالفاكية ) ينسّق مع الطبقات الحاكمة و مع البيروقراطية النقابية و المجتمع المدني المموّل من فريدام هاوس ، فريدريك إيبارت و جورج سوروس و غيرهم . أما اليسار المسمى بالثوري فهو ما يزال في سبات عميق يتأرجح بين الخطاب اليسراوي و الممارسة اليمينية و ما يزال عاجزا عن طرح نفسه كبديل إلى حدّ الآن . و في ظلّ هذه الوضعية يواصل الزحف الأسود تقدمه مدعوما من طرف الامبرياليين و عملائهم المحليين في العراق و سوريا و ليبيا و اليمن و تونس و بعد ذلك في الجزائر . و نظرا لدقّة الظرف و خطورته يتحتّم على القوى الثورية أن تضع نفسها في مستوى مسؤولياتها التاريخية فتتخلّص من أغلال الحلقية و الولاءات الشخصية و تتحلّى بالروح البنّاءة فتُنظّم معا لجان الدفاع الشعبي القادرة على مواصلة النضال و إفشال المخططات الرجعية في المنطقة .
ه.ب – مناضل تونسي . (مقال صادر في البروليتاري الشيوعي بالغة الايطالية)
تونس : 30 جوان 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |