الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( يعجبني الزمانُ حينَ يدور )

امين يونس

2015 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تجاوزتُ الستين من العُمر ... وكنتُ طِفلاً لا أعي ، حين إندلعتْ ثورة 14 تموز .. حيث قُتِل الملكُ والوصيُ ونوري السعيد ، بطريقةٍ وحشيةٍ بَشِعة . أما في 1963 ، فلقد كنتُ فتىً صغيراً ، لّما حدثَ الإنقلاب الفاشي في 8 شباط .. ويا للسُخرية ، فالبعض يُسميهِ " عروس الثورات ! " ... هذهِ العروس المجنونة ، التي أزهقتْ أرواح الآلاف من أنبل العراقيين .. ودفعَ فيها عبد الكريم قاسم ، ثَمَنَ : سذاجته السياسية / طيبته / ترَدُده / ثقتهِ غير المُبّرَرة بالضباط القوميين / عفوه عّما سلف ... الخ . فخسرَ حياته ومعهُ الكثير من الضُباط الوطنيين .
شهدتُ حُكم " عبد السلام عارف " الدكتاتور الجلف ، ورأيتُ كيف صعدَ الى الطائرةِ ، عظماَ ولحماً ، وكيف هبطَ فحماً ! . نعم ، وبعدها ، حُكم أخيه " عبد الرحمن عارف " الذي لايمتلك من مُقومات القيادةِ شيئاً ، ولا حتى " الشَمرة " الدكتاتورية .. فكانَ من السهل بمكان ، إزاحته عن الحُكم في 17/7/1968 ، مِنْ قِبَل مرؤوسيهِ من الضُباط القوميين والبعثيين .. فكانَ شيئاً نادراً في تأريخ العراق ، أن يُزاح رئيسٌ ، دونَ أن يُقتَل أو يُسحَل ! .
بعد سلسلةٍ من التصفيات والمؤامرات الفرعية ، ومنذ الأيام الأولى لإنقلاب تموز 68 ، إبتداءاً من عبد الرزاق النايف مروراً بحردان التكريتي وصولاً لصالح مهدي عماش وعبد الخالق السامرائي وناظم كزار ، والعشرات غيرهم ... إستتبَ الأمر ، لرأسَي العصابة ، " أحمد حسن البكر " و " صدام حسين " . غير ان صداماً ، غَدَرَ بصاحبه وأستاذه ، فعزلهُ في مسرحيةٍ فّجة في 1979 . ثم قام صدام ، بتصفية كُل مَنْ يشتبه في ولاءهم لهُ ، من قيادات البعث ، في مجزرةٍ معروفة . فأصبحَ الحاكم المُطلَق .. وكانتْ بداية لحُقبةٍ سوداء ، من الحروب الكُبرى والمآسي المتلاحقة التي طالت الشعب العراقي والشعوب المجاورة .
شهدتُ ، حماقات وفساد أبناء صدام وإستهتارهم بِكُل القِيَم .. شهدتُ سفالات وسرقات خاله خيرالله طلفاح .. وطُغيان حَلقة أقرباء صدام وسطوتهم وسيطرتهم على كُل منافذ الحياة .
..............................
شهدتُ أيضاً ، خلال حياتي القصيرةِ هذه ، نسبياً ... كيف إقتتلَ السفلةُ فيما بينهم ، وكيف ماتَ حسين كامل وأخوانه ، كالكلاب . ثم رأيتُ نهاية قُصي وعُدي ، اللذَين شغلاَ الدُنيا لسنواتٍ ، كيف قُتِلا منبوذَين مُطاردَين .. وحتى والدهما الطاغية ، إنتهى نهايةً غير مُشّرِفة .
رأيتُ قصور صدام وأملاكه وأمواله ، التي نهبها من قوت الشعب العراقي ، طيلة سنوات ، كيف أصبحتْ رُكاماً .. وكيفَ دخلها الرعاع والغوغاء ، ودمروها . إكتشفتُ ، ان كُل الذهب والألماس والعقارات في الداخل والخارج ، لم تنفع صدام وعائلته ... كما لم تنفع بعد ذلك ل " زين العابدين بن علي " و لا ل " مُعمَر القذافي " ولا حتى " حسني مُبارَك " .
...........................
جبران خليل جبران ، يقول [ .. أكرهُ أن أشمُت بأحد .. ولكن : يعجبني الزمانُ حين يدور ] .
فيا حُكامنا ... أقولها صراحةً : غداً .. لن أشمت فيكُم .. لكن سيعجبني الزمانُ حين يدور !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وياليته يدور بسرعة ويطحنهم
كنعان شـــماس ( 2015 / 7 / 13 - 16:47 )
وياليته يدور بسرعة ويســـحلون بعماماتهم وياليته يدور وتصادر اموالهم الحرام وياليته يدور ويفضح ســرقاتهم وياليته يدور ويهتك اكاذيبهم ووجوهم الصفراء وجرائمهم الســــوداء . تحية ايها الاميــــــن وعسى الله يمد بعمرك وتتحقق هذه الامنيات


2 - استغرب !!
ابن الفراتين ( 2015 / 7 / 14 - 15:49 )
....من بعض حكامنا وحاكمينا من انهم لا يعرفون ان الزمن ( دوار ( وستتدور بهم الدوائر كما دارت على غيرهم باستثناء الدول الديمقراطية والمعروفة بنظامها الراقي الديمقراطي ..


3 - العلّه في الشعب
كامران عبد الرحمن ( 2015 / 7 / 14 - 19:00 )

يا استاذ أمين .. علينا ان لانغفل دور الشعب في صناعه الحاكم الجائر
ففي كل مرّه يطيح فيه زمره فاسده فتأتي اخرى اكثر فسادا وتلعن اختها السابقه ويهلهل لها المهرجون وبالرقصات يستقبلون وتنثر حولهم الاناشيد والاشعار ... لينتهي بهم المطاف بالسحل والتمثيل كسابقاتها ... اذن نحن امام سيناريو متكرر بائس وننتظر نهايتها بكل سذاجه متأملين ان يصلح الحال لوحده او بقدره قادر جبّار !ا ... نعم انا متأكد سيدور عليهم الزمان يوما ولكنه سيدور علينا نحن ايضا وسيطحننا معهم ! .. العلّه في الشعب اولا !!ا

تحياتي استاذ أمين


4 - قصيدة المُغني والأمير . تنبؤات عراقية
الحكيم البابلي ( 2015 / 7 / 15 - 07:12 )
صديقي العزيز أمين يونس .. تحية
لا أكتب أو أنشر في الصيف، كوني أُريد التمتع بالصيفيات القليلة المتبقية لي في زوادة رحلة الحياة، فأنا على وشك أن أقرع أبواب السبعين. لكني أقرأ مقالاتك وكل المقالات التي تستحق القراءة والتي لا تٌكتب من أجل الكتابة وتحبير الأوراق فقط

مقالك الجميل الحزين اليوم يُذكرني بقصيدة للراحل عبد الوهاب البياتي يتكلم فيها عن مُغني الأمير .. فيقول

كان على الحصيرةْ
مُمدداً مناجياً أميرهْ
يا قمر الزمانْ
أسألكَ الأمانْ
فإنني رأيتُ في الأحلامْ
تاجك .. منه يصنع الحدادْ
نعل حصاني
ويجز رأسك الجلادْ
وتجدب الحقول في شتاء هذا العامْ
وتفتك الملةُ بالجباة والقضاةْ
ويحكم العصاة والأشباهْ
وإنني رأيتُ في اليقظة في السماءْ
سجادة حمراءْ
مسحورةً تطير في الهواءْ

فإنتفض الأمير ثم ضحكا
وقال للجلاد شيئاً وبكى
فإصطفقت وأغلقت أبوابْ
وإنقلبت آنية الطعام والشرابْ
وسكت القيثارْ
وإنطفأ القنديل ثم أُسدل الستارْ

هذه واحدة من القصائد التي تنبأت بمصير الطاغية
ولكن محنتنا اليوم لم تعد تنتهي بموت الطاغية، بل تبدأ بموت الوطن
تحيات وسلام أيها العراقي الطيب
طلعت ميشو


5 - اغنيه عراقيه قديمه
د.قاسم الجلبي ( 2015 / 7 / 15 - 09:41 )
سيدي الآمين , هناك اغنيه عراقيه يتدوالها الناس فيما بينهم عندما يشتد الظلم والقهر لنظام دكتاتوري, تقول الآغنيه
ياحافر البير لا تغمج مساحيها خوف اللفلك يندار وانت التكع بيها
على الطغاه ان يفكروا مليا بمستقبل شعبهم وان يضحوا من اجله قدر الآمكان , والامصيرهم الذل والسجن والآنتقام , مع التقدير

اخر الافلام

.. حزب الله يعلن استهداف دبابة إسرائيلية وإيقاع طاقمها بين قتيل


.. مراسلة الجزيرة ترصد الأوضاع الإنسانية من داخل دار الأمل بلبن




.. وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي إيه تكثف جهودها لتدشين مخب


.. ترمب ينتقد تصريحات بايدن ويدعو إسرائيل إلى ضرب المنشآت النوو




.. حاتم كريم الفلاحي: هناك خرق أمني واستخباراتي لدى قيادات حزب