الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس:مواجهه الاحتلال ام استهداف السلطه

محمد بهلول

2015 / 7 / 14
القضية الفلسطينية


منذ الانقلاب الدموي الانقسامي في قطاع غزه قبل ثماني سنوات ،فشلت كل محاولات راب الصدع و اتفاقات المصالحه المتكرره لانها كانت دائما محاولات توفيق ما بين المصالح السلطويه و اقتسام الحصص النفوذيه ،و لم تقرب الا مره واحده الى جوهر الاجماع السياسي الوطني الفلسطيني والذي يتحمل الطرفان الانقساميان و ان بنسب متفاوته مساله الخروج عنه و بلوره موقف سياسي خاص بكل طرف
المره الوحيده كانت في الحوارات الشامله في القاهره و التي انتجت وثيقه الوفاق الوطني (الاسرى)التي بقيت و لا زالت مجرد وثيقه للتاريخ و مركونه في ادراج اصحاب القرار.
الاتفاقات من من مكه و القاهره و صنعاء و...و...الى اتفاق الشاطىء في غزه كانت اتفاقات اضطرار فرضتها المصالح الفئويه و الضغوطات الاقليميه ،لذلك ما ان تنتهي المفاعيل سرعان ما ينهار الاتفاق الذي لم يصمد اكثرهم حصانه و تفاؤل يضعه شهور.
السلطه من جهتها بقيت مصره على خيار المفاوضات و الالتزام بالشرعيه الدوليه مع ابقاء الباب مفتوحا _بحسب تصريحات اعلاميه و على اعلى المستويات اي الرئيس _كما الوقائع الميدانيه_امام تنوع الخيارات بما في ذلك خيار المقاومه ةو وقف التنسيق الامني وصولا الى حل السلطه ،و ابقاؤها جميعا غب الطلب و تبدل الظروف و استثمارها كاوراق قوة بيد المفاوض الفلسطيني.
عوامل داخليه فلسطينيه و خارجيه اقليميه و دوليه لعبت تاثيرا كبيرا على اصرار السلطه على خيار المفاوضات،رغم انحسار الاحتضان الشعبي ،لعل ابرزها الحفاظ على حياديه الموقف الفلسطيني و عدم انخراطه السياسي و الزج بطاقاته الشعبيه في صراع و تناحر المحاور الاقليميه و امتداداتها الدوليه.
كما البلاده الواضحه للعيان في مواقف الدول العربيه التي ابقت مبادرتها للسلام مجرد اعلان نيات منزوع من وسائل التاثير و الضغط و القوة الوافره لدى العرب،الا ان المتابع يلحظ ان تعامل النظام الرسمي العربي مع الحاله الفلسطينيه كان ايضا في سياق بازار سوق الاستثمار و التوظيف في معادله التناحر الاقليمي،سيما بعد ان حولت ايران الى العدو الاساسي.
هنا تحول العامل الاسرائيلي و ان بطريقه غير مباشره الى عامل استثمار قوي لا يمكن الضغط عليه في معادله التقاء المصالح ما بين الاسرائيليين و الاعتدال العربيلماجهه النفوذ الايراني.
السلطه الفلسطينيه واقعيا تحولت من حاله انتظار الاحتضان و الدعم العربي الى موقع المتلقي للتاثير المعاكس.الاحتضان العربي و الاقليمي الجامع من طرفي التناحر القليمي لحالات الانقسام و التمرد على الساحه الفلسطينيه و ان بعناوين مختلفه اكثر من ان تعد و تحصى.
السلطه الفلسطينيه و منذ بدايه القرن الحالي ،تعرضت الى اوسع حمله حصار و ابتزاز مركبه اسرائيليه و دوليه ،عربيه و اقليميه و ان كانت احيانا غير معلنه و مغلفه بمواقف احتضان اعلاميه ،كانت امام خيار حمايه الوحده الشعبيه و الجغرافيه الفلسطينيه و ان بحدودها الدنيا،و الحفاظ على القضيه الوطنيه و ان بهامشيه ملحوظه،او خيار الانخراط في لعبه المحاور و قوننه الانقسام و الشطب الشامل للطموحات و التطلعات الوطنيه.
اما الطرف الاخر اي حماس انخرطت و منذ البدايه بفعل خلفياتها العقائديه و انتمائها الاخواني في لعبه المحاور الاقليميه (للتذكير الاخوان المسلمون في فلسطين لم ينخرطوا في الحركه الوطنيه المعاصره بل كانوا في طرف الانتقاد و العداء حين لم يكن الاعتراف باسرائيل مطروحا و خيار المفاوضات بعيدا)و ان تبدلت الخيارات و تنوعت المواقف بحسب المعطيات بطريقه ملفته.
اثرت حركه حماس منذ البدايه التمايز و الانقسام و الاولويات الاقليميه و الاخوانيه (الانتقال السريع من المحور الايراني منذ بدايه الربيع العربي كان بفعل الخلفيه العقائديه و الانتماء الاخواني و ليس على قاعده التطلعات الوطنيه الفلسطينيه و خيار المقاومه كما تؤكد التجربه و الوقائع و المنطق)
خيار المقامه كان و ما يزال خيار استخدامي لتعزيز الحضور السلطوي و النفوذي في الحاله الفلسطينيه و تدعيم الحاضن الاقليمي و هو الذي اوصل الى الانقسام الذى لم يقتصر على خيارات سياسيه بل و له تجسيده المادي و الجغرافي.
ان فشل تجربه الوحده و الانسجام و تنوع الخيارات ما بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني في اطار سياسه تبادل الادوار تتحملها حماس منذ انقلابها الشهير في غزه ،فتزاوج خيار المقاومه و السلطه كما تدل التجارب التاريخيه هو خيار انتحاري بالمعنى الوطني مما يعطي الانطباع و التاكيد على ان استخدام هذا الخيار هو للوصول الى السلطه و استجابه لعوامل اقليميه و اخوانيه
تزاوج السلطه و المقاومه خيار اقليمي...تبادل الادوار ما بين السلطه و المقاومه هو خيار وطني و يحمي التطلعات الوطنيه.
المواجهه ما بين السلطه و حماس دائما حاضره تتسع دائرتها كثيرا و تخبوا احيانا و تتخذ من المنابر الاعلاميه و الغرف المغلقه مكانا لتتجاوزه في معظم الاحيان الى الميادين الشعبيه و الجغرافيات الفلسطينيه المتنوعه.
الاعتقالات في الضفه في ظل حكومه و قوانين و ان طبقت بانتقائيه مدانه،لكن ماذا عن اعتقالات غزه و تفجيراتها و خنق الحريات السياسيه و الاجتماعيه و جبي الضرائب بطرق غير قانونيه و التي تتم في ظل اعراف سلطه الامر الواقع حتى مع تشكيل حكومه الوفاق الوطني ترجمه لاتفاق الشاطىء.
الاتجاه دوما لدى حركه حماس لتفارق الخيارات و زياده حده التناقضات بديلا عن الوحده و التفاهم مع المكونات الداخليه و هي التي لم تسع يوما لتشكيل تحالف عريض بوجه خيار المفاوضات لو كان الامر كذلك،فاستهداف السلطه ليس لتصحيح الخيار و ارشاده وصولا الى توحيد الجهود بل لانتزاع السلطه و تغيير البوصله من التطلعات الوطنيه الى الخيارات العقائديه و الاقليميه الاوسع.
ما تنتقده لدى السلطه تمارسه على ارض الواقع ،المفاوضات من خيار محارب الى خيار مقبول و ممارس و من تنسيق امنى معلن مع السلطه الى تنسيق تحت الطاوله مع حماس ومن ممارسه سلطه قانونيه و شرعيه في الضفه الى سلطه امر واقع في غزه.
بديلا عن نظريه الشعب المقاوم في وجه الاحتلال و الاستيطان تمارس سياسه تعدد الشعوب و انتقائيه الخيارات و تبدلها المتسارع و تعدديه الاشكال و الاساليب و تنافرها في ان ،لان الاساس ليس مواجهه الاحتلال بل السلطه و النفوذ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد