الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طين يبتكر ضلوعه

سوزان خواتمي

2005 / 10 / 11
الادب والفن


" لا تدفعني من كتفي أيها الشقي، سأسقط جداً حالما تهتف الهاوية باسمي، أسميه قدر الطيران هبوطاً، يسميه الآخرون حتفي. "

هكذا أواصل ولادتي لحياة تؤجل الموت بلحظة خاطفة لكنها كافية،مثل جثة أنيقة تصفف شعرها، تنثر رمادها في ممالك الريح، في رُحْب لا يتقبل العزاء..

شقاوة غير مؤذية تتعلق بأهدابي، توقظ النعاس، تهدل بدعوة الضفاف السافرة، تمنحني أقدام طفلة تتقافز.

أخلع النوم أعري أكتافي، أفوح بتلك الرائحة، أظن نفسي وردة نسيت اسمها، ألقي التحية نحو آت يشق النوايا الخضر حاملاً في كفه ذاكرتي..

أنست إليك يا كف الهبات، وما كنتَ عبثاً يقترف الرداءة..

للفوضى المنظمة عتبة أولى، أسدل الستارة على المشاهد المترهلة، والأحزان المنسية في مهدها، على ما تبقى من وقت الشرود والوحدة، حيث الحسرة تعض أصابعها،

وحيث يختلط العابرون بملحهم.

أشعر أني بخير. أعد ضلوعي كاملة، مجبولة بطين لم يسرقه مني أحد، بقلب ليس من حجر..

من ثقب صغير من السماء جئتني تضرعاً لا يبكي.. جئت فوق خطى المغادرين.. جئت تشبهني: وحيداً.. غريباً.. كامل الضلوع مثلي.

تلتهف أشواقك العالية، رئة تفتح أوردتها تصغي لحنين يتحرش قهوة الصباح، والحروف الأولى من اسمينا، يطل من ياقة قميصك، ومن قفازي الذي خبأته آخر البرد،

من برق سطع في الصدر ضاوياً.

تذكرتك..! كانت رائحتك ابتهال مقدس أو محاولة شجاعة للاختناق بي.

حبيبان نُشاغل الكلام رحيقاً مباحاً حتى الجمرة الأخيرة من الليل.

نكرر بلاغات الحب بلاشيء.. بلا أحد. قفزة واحدة لاقتراف الرغبة، ليت الوديان تضم ساقيها.

قدمان تخطوان.. أربع أقدام تخطو.. نتراكض في اللهفة، كنهر اختار تدفقه، ننسكب شلالاً عثر أخيراً على أرض يغرق بها.

نمتزج بالتفافات الأحلام، باهرة وغضة سيرة العناق، وما اقتسمناه سوية حين باركنا الماء في حتفه.

" أنتِ بخير ": يوشوشني عرّاف مجنون..

أركض في طفولتي عائدة إليك، وإليك أبقى رهينة زمن يطوي (بقجته) على عطور الأيام السبعة.. على بخور سمرتك.. على أعواد الصندل في أصابعك.. وعلى قرفة

تدسك في رائحتها لتفوح.

أكتبك كفارّة ثرثرة بائتة ما عادت تعنينا، فكل ما مر قبلنا فان.

أجمع ما ضيعته خطاك عند أطراف الرمل، أصنع من طينك وطناً لا يخشاني.

أرجوحتي أنت وهذا العالم.. أحتاج شرفة معلقة والكثير من المرايا..

من هناك أرانا.. ننفخ في النرد حظنا.. نعاند الجاذبية..

ارتفاعاً.. هكذا نطير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان