الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلهٌ يعشعشُ في رأسي ، لايقع عن عرشه ولا يطير

سلام صادق

2005 / 10 / 11
الادب والفن


أشهقُ وغيمة تخفق في أذيالي
واهبطُ وقاع يسلمني
لسلالم قاعٍ آخر
الفراغ العميق بئر كينونتي
دهشتي غريقة فيه منذ الولادة
ومازال يغسلني بلعابه الاخرس
ويرفوني غيمة من خيوط الهلام
يكسو عري ذاكرتي من ظلام
كسؤال معلق على مسمار الاحتمال
والاجابة مرهونة بالريح الغبراء
تجلد قفاي بعصا المستحيل
وتجفف اطرافي في سبات طويل
أوتحتدم لكسر ندائي الباهت
كصراخ في حيز موهوم
يعتلي مآذن الروح الخرساء
ويضرب اجراسه الهاربة في قلبي
الهارب من صدر الله
ينبض كأله يتماهى وراء الضباب
ويوميء للغيوم بان تعتمر الحرير
في سماء لا تستوي على عرش مطير
يبارك القيعان بصلواتٍ سحيقة
غائرة في هواء يئن بعمق
كانه منبعث من ينبوع مهجور
عمدته سليقة الماء الغزير


تفاقمتُ ظلاً على ظل
نهضت شجرة على شجرة
وكان صوت الله نوافير
والغيوم نداءات مصلوبة
والرعد زئير
يحتشد البحر في الاعالي
فمن يسقطني من نوافذ الكون الضرير ؟
لتتلقفني أكفّ الاشجار
ومن يدحرجني منها الآن؟
وكنت كلما سقط ظل على وجهي
فزعت منه العصافير
فاعطته سماؤكِ شمسا مكورة بحجمه
اعني بحجم قطرة الندى على الجبين
وغصن ليل يسجد للنعاس المبين


تنسرب العتمة من موسيقى الرقص
فنرتطم ببعضنا وبالكراسي والجدران
الضياء المخدوع شعاع لايرفرف
كأوزة بيضاء تذبح للتو
لانخرج من دم البارحة
الا لندخل ندم اليوم
فقد ارتمت والموسيقى تشيّع نزفها
على شفرة ليلة مضت
لتشعل ومضة ياقوتٍ خبت
في آتون جرح
كنت حسبته قد خفت



ترتقي لقالق الحزن رأسي
كما لو كان منتفخا كقلعة للمغول
او مكتظاً بما بداخله من صليل وطبول
كمسلة تغدق التعاليم على النخيل
او كمنارة لتلاوة الوان الغيوم
لكنت دعوت الله يعشعش فيه
لعله يصطفيه


تستبدل الالهة الخجلى اثوابها الرثة
وراء ستارة زرقاء بحجم الكون
يفِدون من الماضي السحيق
وكالماء المقدس في عز الندى
يتقاطرون
وبذات الدمع الشفيف
الدافق من زمزم عيوني
يغرقون صدري
فاحتجزهم جميعا بقطعة من سماء
واختار احدهم للبكاء
فيعّم الارتواء



مابين العلو واسم الطير
مابين الشاهق والباشق
نخفق ولا نطير
مابين الظلمة والفجر الكابي
نشرق ولا نطير
تطفو الاجنحة على النور
تغتسل منه ولا تطير
لنا برد الليالي
ووسائد من ريش الطيور
التي فارقها الغناء
فلا تطير
الصياد الحاذق
يتربص بالاسراب الفارّة
يُحصي على الاجنحة خفقاتها
تموت اذ تطير
رصاصه نجوم في شغاف الليل
خارقا هدنته وومض النبوءات
التي لاتطير
كقبلات آلهة على جبين المعجزة
افلتت خلسة من طاووس غروري
الذي لايطير
كملاك يتلفع بزغب من حرير


ماذا تبقى مني
لكي ينقصني شيء ما ؟
دمائي هي الخمرة
والرقص للساهرين
الرصاص يتربص بموسيقى المنعطفات
القصائد تهرب
وتخطط لعرس دمها الخاص
في الكاس الاخيرة يثمل الانتظار
يذهب للنوم وحيدا
فياتي الإله لمنادمتي
وعيناه ثمالة القصيدة
يقابلني تماما على الطاولة
ويكره النبيذ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا


.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا




.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو


.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا




.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر