الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخصاص في الاساتذة مهول حسب منظمة اليونيسكو

بودريس درهمان

2015 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


هنالك تباعد كبير ما بين معطيات معهد الاحصاء التابع لمنظمة اليونيسكو الذي حدد خصاص الاساتذة في التعليم الابتدائي بداخل المملكة المغربية في 9000 استاذ كل سنة الى حدود سنة 2030 و معطيات تقرير المجلس الاعلى للتربية و التكوين لسنة 2007 الذي حدد هذا الخصاص في 1610 أستاذ فقط الى حدود سنة 1918. بمعنى بعد هذه السنة سوف لن يكون هنالك خصاص.
هذا التباعد الكبير جعلنا نطرح اكثر من علامة استفهام حول المعطيات الاحصائية لمؤسسة الوزارة الاولى لسنة 2007 و المعطيات الاحصائية للقائم على راس وزارة التربية الوطنية لنفس السنة، لدرجة جعلنا هذا الاستفهام نتسائل هل الاحصائيات هي معطيات حقيقية أم هي فقط ايديولوجية لتبرير السياسة التربوية المتبعة؟

مؤسسة الوزارة الاولى لسنة 2007 كان على رأسها السيد عباس الفاسي و مؤسسة وزارة التربية الوطنية كان على رأسها السيد احمد اخشيشن فكيف يمكن تفسير هذا التباعد الفظيع ما بين المعطيات الاحصائية لمؤسسة الوزارة الاولى و مؤسسة وزارة التربية الوطنية من جهة و مؤسسة دولية هي مؤسسة المعهد الدولي للإحصاء التابع لمنظمة اليونيسكو؟

حسب هذا المعهد تحتاج المملكة المغربية من سنة 2015 الى سنة 2030 الى اكثر من 135000 مدرس لسد الخصاص المهول الذي تعاني منه المؤسسات التعليمية على المستوى الابتدائي. هذا الخصاص المهول المحدد برقم دقيق من طرف المعهد الدولي للاحصاء التابع لمنظمة اليونيسكو يحتم على المملكة المغربية تكوين و توظيف ما لا يقل عن 9000 مدرس مستوى ابتدائي كل سنة الى حدود سنة 2030 التي هي السنة التي حددتها منظمة التربية للجميع التابعة لمنظمة اليونيسكو كسنة تحقيق تمدرس جميع التلاميذ الذين لديهم الحق في التمدرس الابتدائي، لان التمدرس في المستوى الابتدائي هو حق للأطفال و واجب على الدول الراعية لأوطانها.

هذا الحق الذي هو واجب على الدولة تحايلت عليه الوزارة الاولى لسنة 2007، و للأسف الشديد هذا الحق حتى في حالة اتباع و تطبيق توصيات اليونيسكو في تكوين و توظيف الاساتذة التسعة الف كل سنة سيفرض هذا الحق على بعض الاطفال المغاربة الصغار الانتظار الى حدود سنة 2030 لكي يحققوا لهم مقعدا في المدرسة.

كان من المأمول تحقيق هذا الحق الذي هو هدف انمائي اممي سنة 2015 إلا ان عدم وفاء الحكومات المغربية المتعاقبة سنوات 2015/2000 اجل عملية تحقيق هذا الهدف الى سنة 2030، و هذا التأجيل سيتحقق في حالة تطبيق التوصيات التي صدرت عن منظمة اليونيسكو التي تدعو الى تكوين و توظيف ما لا يقل عن 9000 مدرس كل سنة، أما في حالة عدم تطبيق هذه التوصيات فان الاطفال المغاربة سينتظرون الى ما بعد سنة 2030 لكي يجدوا لهم مقعدا في المدرسة.

حسب معطيات المعهد الاحصائي التابع لمنظمة اليونيسكو فالى حدود سنة 2015 لا زال حوالي ثمانية و خمسون مليون تلميذ في العالم لم يحصلوا بعد على مقعد في المدرسة و ذلك بسبب النقص المهول في اساتذة المستوى ابتدائي و بسبب ضعف الاعتمادات المخصصة لقطاعات التربية و التكوين في العالم.

حسب نفس المعهد، لكي يستطيع المنتظم الدولي تحقيق تمدرس الثمانية و خمسون مليون تلميذ يحتاج هذا المنتظم الدولي الى تكوين و توظيف سبعة و عشرون مليون أستاذ، و كما سبق الذكر، نصيب المملكة المغربية من هذا الخصاص المتعلق بالأساتذة مستوى ابتدائي هو مئة و خمسة و ثلاثون الف استاذ خلال الخمسة عشرة سنة القادمة، بمعنى تحتاج المملكة المغربية الى تكوين و تحضير اكثر من تسعة الف استاذ كل سنة. هذا العدد المحدد من طرف المعهد الاحصائي التابع لمنظمة اليونيسكو و الذي يخص نصيب المملكة المغربية من الاساتذة و المدرسين، يبدوا انه لا زال بعيد المنال و ربما سيحتاج الى سنة 2050 لتحقيقه.
المعطيات الاحصائية للمعهد الاحصائي التابع لمنظمة اليونيسكو دقيقة و توصياته الى الدول الراعية للأوطان و جيهة، إلا أن هنالك دعائيون بداخل المملكة المغربية تربصوا بهذه التوصيات و عملوا على افراغها من محتواها كما حصل مع التوصية المتعلقة بعدد التلاميذ في القسم.

منظمة اليونيسكو خصصت عدد اربعون تلميذا في القسم للدول الثمانية الاكثر كثافة سكانية في العالم و الدعائيون المغاربة روجوا لتعميم هذه التوصية على المملكة المغربية التي هي من بين الدول الاقل كثافة سكانية في العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس