الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا عن الديكتاتور العادل ؟

احمد عبدول

2015 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


ما ان خرج العراقيون من قمقم النظام الاستبدادي الديكتاتوري الذي حكمهم طيلة ثلاثة عقود عجاف , ليحلقوا في فضاء الحرية والتعددية في ظل نظام برلماني يمثل كافة مكونات الطيف الوطني العراقي ,حتى اصطدموا مجددا بدخولهم في قمقم قد يكون اسوء عاقبة واشد هولا من قمقمهم الذي غادروه بالأمس القريب ,نعم لقد اصطدم العراقيون هذه المرة بفوضى تعدد القرار وتباين جهات التمثيل وتمايز جبهات الفعل والتنفيذ ,فقد بسطت المحاصصة السياسية والحزبية والاثنية والمذهبية سيطرتها على مجمل المشهد السياسي برمته ,لتجعل منه مشهدا تعيسا ممزقا لا يقر له قرار ,كل ذلك ساهم بدفع الشارع العراقي والذي كان يأمل خيرا من تجربته الديمقراطية الفتية , الى تبني خيارات لم تكن تخطر له على بال .
فقد تبلور لدى طيف واسع من العراقيين بشتى توجهاتهم وانتماءاتهم شعور عام بالحاجة الى ظهور ديكتاتور آخر , لكنه هذه المرة ليس ديكتاتورا بالمطلق اذا صح التعبير انما هو ديكتاتور عادل حازم انه ديكتاتور ليس على شاكلة (صدام ) او (الحجاج) بل هو نوع اخر وصنف مغاير لما سبق .نعم لقد برزت حاجة شعبية ملحة لظهور ديكتاتور يستطيع ان يقف موقفا واضحا حاسما بين شتى الاطراف المتناكفة والمتاقطعة والتي انعكست خلافاتها وتشظياتها على ابناء البلد الواحد ,شعور طيف من العراقيين بهذا شعور يدل على تقدم الوعي السياسي لديهم ولو بشكل نسبي .
كانت السنوات الاربع من حكم (المالكي ) والتي حظي فيها بدعم اغلب كتل ومكونات التحالف الوطني اضافة الى دعم الكورد فضلا عن رموز وشخصيات وتيارات سياسية سنية بالإضافة الى الدعم الاميركي والايراني كانت تلك الاربع سنوات مستقرة نسبيا على اكثر من مستوى لكن المحاولات الحثيثة والمستمرة للتأثير, بل وسحب البساط من تحت اقدام رئيس الوزراء وسط مناخات من الشد والجذب بين مختلف الكتل السياسية من جانب وتفاقم الارهاب الموجه من الخارج والذي وجد له حواضن اجتماعية واخرى سياسية (شخصيات مشاركة في الحكومة ) كل تلك العوامل اضافة الى اسباب وعوامل اخرى ادت بالسيد المالكي ان يسير سيرا حثيثا نحو التفرد باتخاذ القرارات , ليكون الاستبداد والديكتاتورية من نصيب المالكي في ولايته الثانية .
الحقيقة ان جل الحكام والساسة انما يصنفون الى صنفين لا ثالث لهما ,فالصنف الاول يكون ديكتاتورا بالفطرة والتنشئة ,اما الصنف الاخر فأنه يكون بعيدا كل البعد عن الديكتاتورية ,الا ان جملة من الاسباب والعوامل الذاتية ( حب النفس وشهوة الملك والسيطرة ) اضافة الى جملة من الاسباب والعوامل هي التي تسير بهذا الحاكم او ذاك نحو عالم التفرد والاستبداد ,وقد يكون احد اهم تلك الاسباب والعوامل هو الصراعات التي تشهدها مختلف الكتل والاحزاب سواء كانت خارج السلطة او داخلها .
لم يكن الزعيم الراحل (عبدالكريم قاسم ) ديكتاتورا كما هو معروف للقريب عنه وللبعيد الا ان تدافع الاحزاب وتطاحن الكتل وتشعب الارادات كانت سببا مباشرا في ولوجه عالم الاستبداد والديكتاتورية وذات الشي انما ينطبق على السيد المالكي بشكل واخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد