الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق جبل الحلال : استئصال طريق الغواية

محمود الزهيري

2015 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



هذه المنطقة التي يقع فيها جبل الحلال تشبه إلي حد قريب جبال تورا بور في ناحية التكوين الجغرافي , والتكوين العقائدي المستمد من مفاهيم دينية مغلوطة عن عمد وسوء قصد , ففي جبل الحلال تسكن خفافيش الظلام , وكلاب النور المصابة بسعار الكراهية لكل ماهو ينتمي للإنسان والطبيعة والكون , وكأنهم وحدهم حسب معتقدهم الإيماني المزيف عن عمد وسوء قصد , لأنهم يؤمنوا أن الله اختارهم ليكونوا أسياداً علي بني الإنسان والطبيعة والكون بمجمليهما , وأنهم المدافعين عن الله وحماة رسوله ودينه وشريعته حسب ماتلقنوه من أصحاب المصالح سواء علي المستوي الخارجي أو الداخلي !

وحسب رؤية البعض السديدة التي تري أن الإرهاب لاينتشر إلا في أواسط العشوائيات حيث الفقر والجهل , وتدني مستوي مؤشر الحياة الإنسانية البسيطة , ولما كانت سيناء قد اصابها داء الحرمان من التنمية , فكان لزاماً أن تجد العصابات الدينية في سيناء مكاناً آمناً للإختباء والإحتماء بطبيعته الجغرافية القاسية , في تقارب مع الطباع الإجتماعية التي تسود في سيناء وتتشابه مع بيئة الرعيل الأول في صدر الإسلام , وكأن العصابات الدينية تري فيها جبل أحد , وغاري ثور وحراء ..

لما كان الأمر كذلك وكانت السلطة المصرية تري أن مكمن الخطورة ساكن في سيناء بأبعاد التهميش والتعامل مع المجتمع السيناوي علي أنه مجتمع البدو و البداوة , وتسود فيه روح القبيلة علي مفهوم الدولة والقانون , وتنظر الدولة إليهم وكأنهم لاينتمون للأمة المصرية , بجانب نظرات الريبة والشك والتخوين , في حين أن الدولة المصرية هي من حولت سيناء إلي مستنقع للإرهاب والعنف والتطرف بالإهمال والتهميش طوال عقود , وحال اشتداد الأزمة , وتعالي نبرات الخطورة , بدأت الدولة المصرية تيمم وجهها بإتجاه سيناء حيث التنمية والسياحة عبر الإستقرار وتغييب مفاهيم التطرف والعنف والإرهاب , وكذلك عبرشق شبكة طرق تعمل علي عدة محاور في آن واحد , وأهمها التنمية , سرعة الوصول إلي بؤر الإرهاب ومصارعته والإجهاز عليه أينما وجد ..

أجمل مافي الأمر أن شبكة الطرق تضمنها طريق جبل الحلال مروراُ بهضبة الجلالة وهذا المشروع هو أحد مشروعات الطرق التي تربط بين العين السخنة والزعفرانة ، أعلى هضبة الجلالة البحرية بطول 85 كم على اتجاهين بمعدل 3 حارات مرورية في كل اتجاه ، بالإضافة إلى 2 وصلة عرضية تربط بينه وبين الطريق الساحلي القديم . وتنشر وسائل الإعلام أن هذا الطريق يعد من ضمن أحد المشروعات الحيوية في هذه المنطقة ، والتي تساهم بشكل كبير في خدمة المواطنين ومشروعات التنمية السياحية والصناعية ومناطق المحاجر والتعدينر، وتم تصميم الطريق بمراعاة تحقيق أقصى معدلات الأمان والحد من حوادث السيارات في هذه المنطقة والتي تتميز بطبيعة جبلية خاصة تختلف عن باقي الجغرافيات.

وبجانب ذلك فقد شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي علي سرعة إنجاز هذا الطريق بجانب أنه أمر بإنشاء وصلة ثالثة لمشروع الطريق لخدمة التجمعات السياحية أسفل هضبة الجلالة البحرية.
هذا المشروع أري أنه من جملة المشروعات التي تتجاهلها وسائل الإعلام المصرية ولا تركز عليها أو تعطيها القدر الكافي من الدعاية والإعلان عنه لما له من أبعاد أمنية وتنموية وسياحية رائعة تجعل منه نقطة تحول من الخراب إلي التنمية , ومن الفقر إلي الثراء , ومن الإضطراب إلي الإستقرار , ومن الرعب إلي الأمن والأمان في تلك المنطقة المضطربة بصنائع الإرهاب الديني الأغبر الذي ينتحر شبه يومياً بتفجير أعضاؤه في الجيش والشرطة والمواطنين ..
طريق جبل الحلال بمثابة طريق لعبور مصر إلي المستقبل الآمن لسيناء والأمة المصرية , وذلك حينما يندحر أنفار العصابات الدينية التي كانت تستخدم من جبل الحلال وكراً لها كمنطلق لعملياتها الإرهابية الحقيرة , ومخزن لمعداتها ومؤنها التي تساعدها في استمرار مسلسل الخراب , وطريق جبل الحلال سيقطع علي تلك العصابات الدينية تلك الهواية , ويستأصل اصول الغواية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج