الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((اللوعة المفروضة.وشجاعة التطلع الانساني)) قراءتي للشاعرة اللبنانية..فاطمة منصور..

علي حمادي ناموس

2015 / 7 / 15
الادب والفن


((اللوعة المفروضة.وشجاعة التطلع الانساني))
قراءتي للشاعرة اللبنانية..فاطمة منصور..
.......................................................
تعدد القراءات مجالٌ واسع لإضاءة النصوص الشعرية. وبيان خلجات النفس البشرية من خلال اطلاق عنان المشاعر الانسانية. مما تعرضه تلك النفحات التي يبوح بها الشاعر في المنتج الادبي. ومنهجية العرض لتنبيه المتلقي الحاذق وما يريده النص من هدف. بالرغم من وجود نصوص لا تهتم بذلك . ولهم رأيهم ومبرراتهم ومن يقف معهم ويوافقهم على ذلك .ما يعنينا ماذا يقدم النص للمتلقي؟ من هنا ننطلق بمحاولة أولية لقراءة بعض نصوص الشاعرة( فاطمة منصور) لنختار نصا أختيارا عشوائيا مقتفين فيه أثر الانحياز الفكري وما تروم التصدي له بكتاباتها كي لا نقع في مطب تطويع النص لما نريد بل لما تريد الشاعرة ومن خلال كتاباتها وفق المقولة المشهورة(الانسان مخبوء تحت طي لسانه لا طيلسانه)مبتعدين عن الانضواء تحت آلية مَدرسة نقدية محددة بل ننتقي ما يخدم المتلقي لننأى به بعيدا عن هوس المصطلحات التخصصية للنقد جهد الامكان وبعيدا عن دوامة الاكاديميات المرهقة كونها لا تعنيه بقدر ما يعنيه النص وادراك مضامينه وصوره وما يصبو اليه ويوصله من رسائل وسعة أفق . وهو التخيل المنتظر الذي يعمق الانتظار المفتوح على الاحتمالات اللامحدودة والتحولات التي تعيشها المجتمعات في علاقة بنيوية مع تحولات تاريخة فتعمل اللغة الأبداعية دورا مهما في تشخيص هذه الرؤى. اعتمدت الشاعرة وبذكاء المحاكات بأسلوب الترميز لجوانب يتعطش لها المتلقي الشرقي كي تثير انتباهه .لما تصبو اليه لتوضيح مضامين غائبة عنه. فهي تصرح احيانا نيابة عن بنات جنسها وتكثف الرمز احينا أخرى عارفة من أين تؤكل الكتف كي تثبت تسامي المرأة ومساواتها مع الرجل بعيدا هوس التكوين (البايالوجي) الذي استهلكه الشعراء جاعلين منها لوحة اغراء جسدي فقط ممتهنيها كحاجة ذكورية متناسين موقعها الاهم في ساحة الحياة ولولاها ما اكتملت عجلة الوجود ودورتها الطبيعية ...نحاول ان نستقرئ بعض الصور التي بثتها الشاعرة بين طيات المفردة التي تتكون منها لوحة القصيدة معتمدين على المخيلة والتماهي بينها وخلجات النفس..فتقول (انا دائماً استطرد صغراي)ما يكنه القلب يستطرد ببوحه اللسان(المرء بأصغريه قلبه ولسانه)هكذا قالت العرب. من هنا يجهش هاجس المكنون في الاصغر الاول ليصرخ به الاصغر الثاني .قررت الشاعرة ان تطلق العنان لأفكارها لِقَدَرٍ صعب بين موروثات تربوية نشأت عليها اجيال فاصبحت من قِدَم التقادم حقائق مُسَلّم بها لا يجوز تجاوزها. فمطالبتهن بالحقوق( طولة لسان)والعكس هو الصحيح اذا تكلم الذكر(لا يسكت عن حقه)(لا ينام على ضيم)(يجب ان يفرض رجولته). وهي عارفة مسبقا وفق المنظومة الاجتماعية اذا صرحت. دمها الثمن(دمي عائم في الجدوى)..كبرت معها الاحلام ف(كبرت الهموم)لممنوعات صبت على رؤوس بنات جنسها( الان كبرت ايها الاجنحة الضالة)تشبيه راقي استخدمته الشاعرة لتعبر به عن احلامها التي تحلق بها عاليا ويعتبرها الموروث ظلالة.عندها اعترضت على احلامها البريئة لا تكثر منها حتى وان كانت هواية تمارسها خيالا لا واقعا .خوفا من ان تصبح أدمان يسيطر عليها وتتحول الى عشق.رفضت الحق الطبيعي كمخلوق سليم التفكير.هنا وبأسلوب ساخر تؤكد تحجيم وتقنين العقل الانثوي وانصياعه قسريا للموروث الاجتماعي بدون النظر لسلبياته..عندها تحولت المقطوعة الى آهةٍ تَصَدْعَ لها القلب (والسر الصغيرالذي تصدع هو خافقي)تصريح واضح لما حاولت ان تخفيه الشاعرة. محنة الانثى والعقل الشرقي.فتجمدت كل المشاعر وتحولت الى آلة على شكل انسان .هذا جُلَّ ما يصبو الية الموروث الشرقي.وبه تحدد القيمة .ولأجله كل الترانيم والاغنيات مهملة...( وحمائم احلامي ترانيم لأغنيات مهملة)............
((القصيدة))
.............
(اغنياتي البريئة)

انا دائما استطرد صغراي
دمي عائم في الجدوى
ونبضي شفيف في ماء الطفولة
النوارس ﻻ-;-تعيدني الى حدود الوداعة اﻻ-;-ن...
اﻻ-;-ن كبرت ايتها الاجنحة الضالة
ايتها الفصول
ﻻ-;-تجزلي باغنياتي البريئة
من ياء الهواية
الى الف الهوى
اخضراري
يموج في حﻻ-;-وة القلب
تستغرقني في قزح سحابة تمر
والشمس تبذر من سنبلة
والسر الصغير الذي تصدع
هو خافقي
صغراي....
قطب جليد ذاب في خمر الدقائق
وحمائم احﻻ-;-مي
ترانيم ﻻ-;-غنيات مهملة
بقلم
الشاعرة اللبنانية
فاطمــة منصور
هنا تأويل ذاتي وهم جماعي يتقاذفه العقل والافتراض .ان صور الومضات في شعرها تتكئ على الترميز يبقى على المتلقي أن يكتشف ما تريد ان توصله الشاعرة بالصورة المبتعدة عن المباشراتية مستخدمة الترميز المكثف بتقنيتها الخاصة .فأشبعت الذاكرة بالفيض التاريخي والاجتماعي لذا يحتاج شعرها الى تأويل مضاعف .كلّ حسب قدرته على قراءة النص والابحار فيه مع مراعات الدلالة والمعلول بتقنية تصاعدية متسلسلة والتي يسميها (بول ريكور)*( التعادلية الشعرية) أن صور الشاعرة بعيدة عن النمطية والمألوف متجهة الى مطالب مشروعة لتهشيم جدار العزلة بينها وبين الطرف المكمل لها والمكملة له .اليس هو حقا انسانيا واخلاقيا مشروع؟؟هكذا قرأت الشاعرة فاطمة منصور وتبقى القراءة مفتوحة لتعددية اخرى....
بقلم -علي حمادي ناموس- العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(بول ريكور)* فيلسوف فرنسي هو أحد ممثلي التيار التأويلي..ومن ثم أهتم بالبنيوية ويعتبر رائد سؤال السرد(النظرية والتأويل)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-