الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرجوكم،لا تكسروا زجاج السيارة!

طوني سماحة

2015 / 7 / 15
الادب والفن


أغلقت إحدى السيدات سيارتها من طراز BMW في مدينة Yiwu الصينية، ناسية المفاتيح في الداخل وابنها في المقاعد الخلفية. كان الجو حارا. تمسك الطفل ابن السنوات الثلاثة بالزجاج وابتدأ بالبكاء. تم استدعاء فوج الاطفاء والدفاع المدني. لم يكن أمام رجال الدفاع المدني سوى أن يكسروا زجاج السيارة بهدف إخراج الطفل. اعترضت الام لأنها لا تريد إلحاق الضرر بالسيارة الغالية الثمن وطلبت استقدام حرفي يستطيع فتح السيارة دون كسر الزجاج. تجمهر الناس، ابتدأ الحر بالارتفاع والاوكسيجين بالانخفاض داخل السيارة. بدا على الطفل علامات الاسترخاء التي تسبق الغياب عن الوعي. أصرت الام على الانتظار لكن رجال الدفاع المدني تجاهلوا طلب السيدة وقاموا بكسر الزجاج وإنقاذ الطفل من الموت. اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي منددة بالام التي فضلت زجاج سيارة على طفلها. ومن ضمن التعليقات، قام رجل بنشر خبر قال فيه أنه كان يعمل جنديا في القوات الجوية الاميركية في قاعدة Robins AFB في الثمانينات من القرن الماضي. شاهد هذا الرجل طفلا في مقعد خلفي من السيارة التي كانت مقفلة. قام الرجل بتحطيم زجاج السيارة وإخراج الطفل، ثم قام بالاتصال بالقاعدة الجوية الذين وجدوا والدي الطفل وأرسلوهم الى المكان. اصطحب الوالد الطفل في سيارة الاسعاف الى المستشفى فيما كانت الام غاضبة لكسر زجاج السيارة، حتى أنها اتصلت بالجندي بعد يومين في عمله مطالبة إياه بدفع فاتورة الزجاج المكسور.

ذكرتني هاتان القصتان بقصيدة على النقيض تماما منهما كتبها الشاعر ابراهيم المنذر وكانت أمي ترددها وانا صغير وهي كالتالي:
أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا ...... بنقوده كيما ينال به ضرر

قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى ...... ولك الجواهر والدراهم والدرر

فمضى وأغمد خنجرا في صدرها ..... والقلب أخرجه وعاد على الأثر

لكنه من فرط سرعته هوى ........ فتدحرج القلب المضرج إذ عثر

ناداه قلب الأم وهو معفر ...... ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟؟؟؟

فكأن هذا الصوت رغم حنوه ...... غضب السماء على الغلام قد انهمر

فارتد نحو القلب يغسله بما ...... لم يأتها أحد سواه من البشر

واستل خنجره ليطعن نفسه ...... طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر

ويقول يا قلب انتقم مني ولا ...... تغفر فإن جريمتي لا تغتفر

ناداه قلب الأم كف يدا ولا ...... تذبح فؤادي مرتين على الأثر!!!!

غريبة هي الحياة! أم تريد حماية ابنها الذي ذبحها من السوء وأم تخشى كسر زجاج السيارة لأنها غالية الثمن. لكن، وإن كانت القلة القليلة من السيدات يضعن حياة اطفالهن في الميزان من اجل عدم الخسارة المادية، إلا أن الاكثرية الساحقة منهن يؤخرن ذواتهن ويضعن أطفالهن وعائلتهن أولا. تحية لك أيتها الام التي بكت كيما يضحك طفلها، جاعت كيما تشبع فلذة كبدها، سهرت كيما ينام حبيب قلبها، وأعطت بسخاء دون ان تحسب الربح والخسارة.

أمي، زوجتي، ويا كل نساء العالم، آن لنا نحن الرجال أن نرفع قبعاتنا وننحني أمامكن احتراما، لا بل أن ننحني احتراما لكل فتاة تحمل شعلة الامومة، أأما كانت أم لم تكن، أأنجبت أم لم تنجب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا