الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنجاز ايران وإنجاز العرب (2)

طاهر مسلم البكاء

2015 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


اتفاقية أوسلو 2 :
في حفل التوقيع على اتفاقية واشنطن ( أوسلو 2) ، توعد أسحق رابين ياسر عرفات قائلا" :
(لاتدع أرض اللبن والعسل تصبح ارضا" للدماء والدموع لاتدع هذا يحدث . أذا لم يتحد جميع شركاء السلام ضد ملائكة الشر التي تقتل بسلاح الأرهاب ، لن يبقى من هذا الأحتفال سوى صور ملونة وذكريات فارغة ... نحن لن ندع الأرهاب يقوض السلام ، نحن نعرف كيف نحارب ونعرف كيف ننتصر ) .
ويرد حسني مبارك ( علينا ان نبرهن لكل شعوب الشرق الأوسط أن الماضي قد ولى وراء ظهورنا ، وأن مستقبلا" زاهرا" يشرق في سائر انحاء المنطقة ، مستقبلا" يحق لنا ليس فقط الأمل في السلام بل ايضا" في افاقا" للتنمية والرفاهية المتوازنة ) .
أما كلمة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات فقد كانت تحمل حسرة كبيرة وفقدان أي أمل ،فهو يشعر انه حوصر من قادة الأنهزام من جهة ومن الصهاينة من الجهة الأخرى ولم يعد بالأمر حيلة وظهركمن فقد الخيط والعصفور حيث قال عرفات وهو يوجه كلمته الى الرئيس الأمريكي كلنتون ( أن الحرية التي تعلمنا من تجارب بلدكم العظيم ، بلد الحرية والديمقراطية ، لنطالب لابحرية فلسطين ، بل بحرية المعتقلين ) ومعلوم أن عرفات كانت أعظم أيامه هي أيام الكفاح والمقاومة من أجل استرداد فلسطين وكرامة الشعب الفلسطيني ، أما بعد توقيع الأتفاقات مع الصهاينة فقد حجروا عليه في أقامة جبرية حتى مات ، ولايعرف على وجه اليقين أذا ما كان موته من جراء السم البطئ المفعول الذي كان الصهاينة يسقونه ، ام من جراء الحسرة والندم فيما آل اليه الحال .
لقد عمل مبارك ،الذي خلف السادات ، على الآستمرار في تفكيك الصف العربي والآسلامي وهدم ما بناه جمال عبد الناصر من قبلهم وبذل جهودا" جبارة لتحقيق ما يطمح له الصهاينة ويحلمون به ،وكان يسعى للحصول على الحظوة لدى الأميركان والصهاينة اكبر مما يرجوها من شعبه ! ، لقد كان مبارك يهوديا" أكثر من اليهود فكانت نهايته ماساوية ولم تفلح الجهود الأميركية والصهيونية في ابقاءه أو تنصيب اولاده مكانه ، بعد ان فقد المصريون صبرهم الطويل وثاروا عليه ، أما اليهود فلم تنفع جهود السادات ومبارك في كسب ودهم وأتقاء شرورهم ، فقد أستمروا بدسائسهم ومؤامراتهم ، جاهدين في أضعاف مصر وأبقاءها خارج
الصفين العربي والأسلامي ، وخيرما نورده من دسائسهم هو مساعدتهم المباشرة في زرع دويلة جورج كرنك وبناء جيش الجنوب في السودان ، صحيح أن أسرائيل تعمل جاهدة على زرع مشاكل في كل دولة عربية أو اسلامية وقد قيل الكثير عن نشاط اسرائيل في شمال العراق ومحاولة تاجيج الوضع لأجل انفصال أكراد العراق،ودورها في استولاد داعش ، غير أن خطر دولة كرنك ليس فقط في تجزئت وتقسيم السودان بل أنها تشكل خطرا" جسيما" على الأمن المصري كونها دويلة على نهر النيل .
ومع أن السادات ،ومن بعده مبارك ، هدم ما بناه جمال عبد الناصر من علاقات متينة مع الدول الأفريقية لتملق أسرائيل وكسبا" لود اميركا ، غير ان اسرائيل وبخبث اليهود المعروف بدأت ببناء وتوثيق علاقات مع الدول الأفريقية التي تسيطر على منابع النيل مثل أوغندا وأثيوبيا وكينيا وعملت بدهاء ،وبحجة مساعدة هذه الدول ،على تشجيع أقامة السدود على منابع النيل والتنظير لما تجنيه هذه الدول من فوائد ،وكل هذا هدفه مسك خناق مصر والتحكم في مياه النيل وتحقيق حلم مؤسس الصهيونية تيودور هرتزل بتحويل مياه النيل الى صحراء النقب ومن ثم الى القدس ، حيث تمثل النقب أكثر من نصف مساحة أسرائيل وهي لاتحتاج لأجل أعمارها سوى الماء ، وقد تضطر مصر مستقبلا" لمفاوضة أسرائيل للحصول على كمية من المياه لنهر النيل !
مالذي ينقص العرب :
لم يكن ينقص العرب الكوادر الفنية ولا الأمكانات المادية ،حيث تبعثر الثروات العربية في كل اتجاه وخير مثال على ذلك ان العراق تمكن من بناء مفاعل نووي رغم انه كان يخوض حرب مع ايران ، والذي دمره الصهاينة في 7 /حزيران / 1981 ..ومع ذلك استمر العراق في انجاز برنامج نووي سري بعد أشهر من العدوان الإسرائيلي الذي دمر مفاعله ، رغم أن البرنامج كان لا يزال سلمياً، حيث أن العلماء العراقيين تمكنوا لوحدهم من تخصيب اليورانيوم كهرومغناطيسياً دونما مساعدة أجنبية، غير ان هذا البرنامج دمر تماماً بعد دخول المفتشين الدوليين العراق ،وبدء حلقات اغتيال علماء الذرة العراقيين ،ولم تكن دويلة الصهاينة لوحدها ساعية في هذا الأتجاه بل ان جميع الدول التي تجاور العراق لم تكن راغبة في ذلك !.
اذن الذي ينقص العرب اليوم هو القيادات التي يجب ان تأتي عن كفاءة وليس عن طرق البلطجة أو الوراثة والتي تنتهي في نهاية الأمر الى نفق مظلم بسبب انعدام قدراتها سواء داخليا ًأوخارجيا ً،وهم يعيدون التاريخ السئ دون الأهتداء بالتاريخ الزاهي ،فمما مؤشر تاريخيا ً هو ان تدهور الحال العربي بدأ بعد سقوط الدولة الأسلامية بما انتاب خلفاء بني العباس المتأخرين من ضعف وأنسياق الى اللهو ومصالح الدنيا وفسادها وتركهم مصالح الناس ، مما عرضهم الى أكبر هجمة تدميرية على يد التتارسنة 1258م ،اطاحت بكل ما أمتلكوا من بنى تحتية .
واليوم في وقت تتغيير الـقيادات فـي الغرب بممارسات ديمقراطية تدعم العملية السياسية والأقتصادية فأنها في دول العرب جرت على شكل ثـورات وانقـلابات مــست صميم البنى التحتية للـبلاد وجعلتها فـي مهب الريح !
العرب بما اصيبوا به من اورام وامراض فكرية خبيثة يعيشون حالة من السبات يشعرون انهم غير قادرون على تجاوزه ،وهم بحاجة الى جراح ماهر يستأصل هذه الأورام بالتدريج وبخطوات علمية مستخدما ً الثروات الهائلة التي يبعثرونها اليوم للتقاتل والفرقة والتقزم ،ومن ثم ينهض بهم من السبات الذي يعيشونه ،وهذا مافعله الرسول محمد (ص) عندما بلّغهم رسالة الأسلام في القرن السابع الميلاد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نواكشوط تعلن اقتناء جيشها مسيرات وأسلحة متطورة، لماذا؟


.. مندوبة بريطانيا بمجلس الأمن: نحن فى أشد الحاجة لتلبية الحاجا




.. الجيش الإسرائيلي ينشر مقطعا لعملية تحرير 3 رهائن من غزة| #عا


.. عاجل | مجلس الأمن يتبنى قرارا أمريكيا يدعو لوقف إطلاق النار




.. نتنياهو يلتقي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القدس