الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع المحاضر الفلسطيني، نائب عميد جامعة ليل بفرنسا الدكتور نبيل حجار.

نور الدين بازين

2005 / 10 / 11
مقابلات و حوارات


إلتقاه في مراكش: نور الدين بازين.

على إثر اللقاء الذي نظمته جمعية التضامن المغربي الفلسطيني والنقابة الوطنية للتعليم العالي، بكلية العلوم السملالية بمدينة مراكش، والذي استضافت فيه الفلسطيني المحاضر الدكتور نبيل حجار، نائب عميد كلية ليل بفرنسا، كان لنا هذا الحوار العميق معه..
حوار تحدث فيه معاناة الإنسان الفلسطيني مع المحتل، وعن الخلل الذي تركه غياب ياسر عرفات وعن أبو مازن، وعن السلطة الوطنية الفلسيطنية وعن منظمة التحرير، وعن مفعول لجنة القدس السلبي، وكذلك عن أكذوبة تحرير غزة، وعن أكذوبة الاقتصاد الفلسطيني..



سؤال: كيف تقرأون القضية الفلسطينية ما بعد موت عرفات..؟
جواب: هذا سؤال كبير.. عرفات كان عمود فقري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني.. بغض النظر عن كل السلبيات التي من الممكن أن نجدها إذا بدأنا في تحليل شخصية عرفات كرجل سياسي، ولكن بفقدانه فقدت الحركة هذا العمود الفقري.. و عرفات استطاع أن يجمع مابين حركة التحرير الوطني الفلسطيني خارج أرض فلسطين والمجتمع الفلسطيني تحت الاحتلال.. فموته أكيد انه ترك خلل في هذا التوازن ما بين الطرفين وبالتالي ترك خلل بين السلطة الوطنية الفلسطينية و بين منظمة التحرير الفلسطينية.. فعرفات كان هو التوازن ما بين الطرفين..
فأنت عندما تقول منظمة التحرير الفلسطينية كأنك تتحدث عن فلسطينيي الخارج، فهذه هي النقطة الأولى فيما يخص غياب عرفات.. أما النقطة الثانية التي من الممكن أن تكون هي النقطة الايجابية.. فغياب عرفات أدى إلى تجديد في المجتمع الفلسطيني وخاصة في الطرق السياسية لأن عرفات كانت له طريقته الخاصة في قيادة الأمور، هي طريقة تتم إلى حد ما إلى المحسوبيات وإلى أشياء غير إيجابية..
الآن، مع غياب عرفات ومع القيادة الجديدة انتباه إلى هذه الأمور.. تم إصلاح بعض منها وإنهاء البعض الآخر، تبقى الموضوعية هي الإمكانيات، يعني إلى متى وكيف ممكن أن تستطيع إنهاء هذا النقاش على قضية أبو مازن كشخص وكفرد.. ما هي قدرته اليوم وإمكانية سيطرته على الوضع..؟ وإمكانياته الحقيقية في تسيير الأمور كما هو مطلوب منه..؟ وهذا يتطلب وقتا من ناحية ومن ناحية ثانية يتطلب هدوء وأكيد أن إسرائيل تفهم هذا الكلام، وتعي تماما أن من مصلحتها إضعاف أبو مازن، بعكس ما كانت الناس تفكر فيه.. فبعد موت عرفات خيل لهم أن أبو مازن هو رجل إسرائيل والشخصية التي تريد أمريكا.. أمريكا لا تريد أحدا وكذلك إسرائيل، مهما كانت توجهاته هذا لا يهمها.. المهم لديها أن يبقى ضعيفا.. فإسرائيل تستعمل جميع إمكانيتها لإضعاف أبو مازن..
النقطة الثالثة تتعلق بذهاب عرفات، بحيث غيابه سيكون له تأثيرا على التوازن بين القوى الفلسطينية المختلفة، والقوى الوطنية المتعارف عليها، وقوى منظمة التحرير ( فتح – الجبهة الشعبية- الجبهة الديموقراطية- الشيوعيون- الوطنيون) والجبهة الأخرى التي تمثل القوى الإسلامية.. فهذا التوازن قد يصيبه خللا أيضا، وهنا قد ندخل في مأزق جديد..
سؤال: أي دور للمغرب في دعم القضية الفلسطينية، وأخص بالذكر لجنة القدس..؟
جواب: نحن نسمع بلجنة القدس، ولكن بصراحة لا نعرف ماذا تعمل هذه اللجنة.. أعلم أنها تقوم ببعض المشاريع الترميمية في القدس، وأعرف أن هناك صندوق لدعم القدس، ولكن أنا عمليا أعلم أن القدس تم تهويدها بشبه كامل اليوم، وأخرجوا كثيرا من الفلسطينيين، ولا زال مشروع إخراج 50 ألف فلسطيني من عرب فلسطين الذين يعيشون في القدس القديمة، وأنا أعرف كثيرا من المناطق في القدس القديمة هودت وبيعت لإسرائيل..
القدس في أمر الواقع، أصبح عنيفا في الكمية وفي النوع.. في الكمية لأنهم أخذوا جميع المناطق التي تقع حول القدس، وقد وصلوا عمليا إلى حدود بيت لحم جنوبا، وإلى حدود رام الله شبه طرف حدود الميرة تماما.. فالقدس أصبحت كذبة كقضية.. والحقيقة هي القدس وجعفات وبيت حنينة.. وهذه الأسماء كلها صارت قدسا..
فالعمل على تهويد القدس بالنسبة لإسرائيل هو عمل في أواخر حدوده، وسيتم إتمامه عمليا بإنجاز الحائط، الذي يفصل القدس نهائيا وكليا، شمالها عن جنوبها.. فلجنة القدس إذا كان مطلوب منها أن تناضل تهويد القدس، فماهيتها غير ناجحة..
سؤال: هل السياسة الأمريكية، يمكن أن تتغير إذا تقوت الجامعة العربية..؟
جواب: كل شيء ممكن.. وكل قوة إضافية للفلسطينيين أو إضافية للعرب، لابد لها أن تكون مؤثرة في السياسة الأمريكية والسياسة الإسرائيلية..هذا توازن مثل الماء، توازن قوة، ضعف العرب وضعف الفلسطينيين هي قوة لإسرائيل ولأمريكا، وقوة العرب والفلسطينيين هي ضعف إسرائيل ولأمريكا.. فالجواب على السؤال هو نعم.. نعم ممكن.. لكن لا بد من قوة حقيقية، لابد من مشروع عربي يزعج أمريكا الذي يوضح أن هناك شيء أسمه عربي.. فمثلا عندما نحكي في المغرب يجد صدى في لبنان، وعندما نتكلم في سوريا يجد صدى في القاهرة، وهذا للأسف الشديد غير موجود اليوم..
سؤال: كيف ينظر الفلسطيني لقضيته من الداخل..؟
جواب: فلسطيني الداخل هو لا يقرأ القضية، بل يعيشها في جسده ولحمه في عذابه اليومي، في الحواجز وفي طريقة ذهابه إلى المدرسة وفي عيشه وجلب الخبز لأطفاله..( قاطعته)..
سؤال: من الناحية النفسية، هل يعتقد الفلسطيني أن هناك انفراجا حقيقيا سيكون في المستقبل..؟
جواب: في الفترة الخيرة كان فيه أمل.. فالشعوب دائما تحتاج إلى أمل الاستمرار، وإلا صار معها انحباط نفسي مستمر..
سؤال: كيف يعيش الإنسان الفلسطيني بين مفارقة ( التجاذب) منظمة حماس وبين خطط عباس أبو مازن..؟
جواب: اسمع.. هذا الموضوع يتطلب تفاصيل كثيرة.. الفلسطينيون بشكل عام هم في حاجة إلى الراحة والاستقرار.. وهذا ما يحس به الفلسطيني في حياته اليومية.. الراحة والاستقرار تعطيه إمكانية على العمل، وإذا عمل سوف يكون في أحسن الأحوال..
وأن أبنائه لن يجوعوا..هذا بشر.
من هذه الناحية، الفلسطينيون كانوا سعداء أن تقف الانتفاظة.. كان لديهم استعداد لو استطاع أبو مازن أن يعيد عملية عجلة سلام مع إسرائيل، ولكن في نفس الوقت الفلسطينيون يعانون من الحواجز ومن الاستعمار والذبابات والضعظ وكذلك يعانون من القصف والذبح.. فهم..( قاطعته)..
سؤال: الشعب الفلسطيني في المرحلة الحاضرة لا زال يؤمن بالانتفاضة كهدف لتحرير فلسطين..؟
جواب: طبعا.. طبعا، الإنسان الفلسطيني يؤمن بالانتفاضة ويؤمن بالكفاح المسلح لتحرير فلسطين.. فالكثير منهم يؤمنون بهذا، وكثير منهم من يعتقد أن الكفاح المسلح غير مجد اليوم، والكثير منهم يعتقد أن الانتفاضة يجب أن تتوقف، والكثير منهم من يؤمن أن الكفاح المسلح يجب أن يستمر وفي نفس الوقت شخصيا يتمنون أن يتوقف كل شيء من اجل أن يعيشوا..
هناك تناقضات كثيرة، وهذا طبيعي في المجتمعات مثل المجتمع الفلسطيني.. ما بين الرغبة في الاستمرار في الكفاح بما فيه الكفاح المسلح، يعني الفلسطيني عندما ينظر الإسرائيلي يموت ينبسط لنه ينظر إلى المحتل المغتصب يموت، وفي نفس الوقت قد يتعذب عندما يرى أي إنسانا يموت.. فالإسرائيلي هو إنسان أيضا، ولكن أيضا الفلسطيني يعاني من هذا الإسرائيلي..
فالخطأ الذي قد نرتكبه عندما نتفرج على الفلسطيني، هو أن نعتقد أنهم عندهم طبيعة بشرية تختلف عن باقي الناس، هذا يكون خطأ، الفلسطينيون هم بشر مثلهم مثل باقي البشر، فهم بحاجة إلى راحة وبحاجة إلى مسكن وطعام، وفي نفس الوقت هم بحاجة إلى حرية وإلى كرامة، وإلى دولة مستقلة، وكذلك في نفس الوقت لديهم القدرة على الصمود وقدرة على التعب، ولكن لديهم القدرة على الموت من اجل القضية، وهذا لا تراجع عنه.. ليس هناك شعب يأتي ويقول لك قد كففنا عن فكرة التحرير، هذه تعتبر مستحيلة، قد يغير نبرته في الطريقة، وقد تكون الظروف تفرض عليه أن يتوقف عن المعركة بالشكل المطروحة اليوم، ويأخذ شكلا آخرا لها لانتظار ظرف آخر لفتح المعركة بطريقة ثانية وثالثة ورابعة أو خامسة.. هذا حال كل حركات التحرير الوطني في العالم، والفلسطينيون نفس الشيء، رغم أن الظروف النفسية أصعب من غيرهم..
سؤال: الحالة الاقتصادية مثلا..؟
جواب: نعم، الحالة الاقتصادية مزرية ومتعبة، هناك أكثر من 40% من أبناء كل الفلسيطنيين عاطلين عن العمل تماما، استطاعت إسرائيل من عام 1967 إلى الآن تحويل 90 % من فلاحي فلسطين إلى عمال.. هي أنهت القطاع الفلاحي عمليا في المجتمع الفلسطيني.. يجب أن تعرف ماذا تعني أن تنهي القطاع الفلاحي في مجتمع زراعي مثل المجتمع الفلسطيني..؟ أنت لا تحكي عن أهل نيويورك، أنت تحكي عن أهل القرى الفلسطينية، أنت عندما تحول الناس من فلاحين إلى عمال، أنت بهذا أنهيت فلسطين بقطاع الإنتاج.. نحن لا نملك قطاع إنتاج، لأننا لسنا دولة مستقلة..
سؤال: هل يمكن للسلطة الفلسطينية، أ ن تعيد إعمار المنطقة بعد خروج إسرائيل من غزة، بمعنى آخر هل الاقتصاد الفلسطيني مؤهل لذلك..؟
جواب: لا.. لا..لا..ليس هناك إمكانية لبناء اقتصاد غزة.. إذا كانت غزة محاصرة.. هل يمكن أن نكذب على بعضنا البعض.. المسألة ليس قضية أموال.. الأموال هي للتعمير فقط، يمكن لنا أن نعمر الميناء، ونبني الشوارع ونبني العمارات.. هذا كل جيد..لكن حتى يكون هناك اقتصادا في غزة.. ليس في مصلحة الشعب الفلسطيني أن يصير مجرد مستهلك، معال من طرف الدول الغربية، ولا يحتاج وصاية منها.. فاللاجئ الفلسطيني بقي خمسون سنة يأخذ الحبوب من الأمم المتحدة، ليس مطلوب من أهل غزة أن يأخذوا معاشات في آخر الشهر لكي يعيلوا أطفالهم.. أهل غزة يجب أن يشتغلوا.. ولكي يشتغلوا يجب أن يكون هنا اقتصادا حرا، ولكي يكون هناك اقتصادا حرا، يجب أن تكون إمكانية التحرك والاتصال مع الخارج، الخارج هو من..؟ على الأقل أن تكون الضفة الغربية ومصر.. قد تكون إسرائيل، إذا أرادت ذلك، و إذا كانت طيبة.. قد تكون التصديرات إلى الخارج. فلسطين لها الحق أن تصدر إلى المغرب مثلا.. هذا كل ترفضه إسرائيل ولا تقل شيئا عنه.
لما يسمحوا للفلسطيني بأن يبيع البندورة والبرتقال في الضفة الغربية، ويبدأ يعبئ سلعته في الصناديق و في البواخر البحرية لكي يصدرها إلى المغرب، يومها سنتحدث عن اقتصاد فلسطيني، وغير ذلك هو كذب وضحك على الناس..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص