الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة الزعيم تهتز

وردة بية

2015 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


يتعرض الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر ، أو محبوب الجماهير - كما يحلو لمحبيه تسميته- الى حملة تشويه واسعة في بلده مصر، وهذه المرة ليس من قبل الاخوان والجماعات الدينية ، وانما من طرف المثقفين ومتصدري بعض الفضائيات المصرية.
الحملة يقودها فنانون واعلاميون يحلو لهم الحديث هذه الأيام عن الزعيم التاريخي عبد الناصر بلغة لا تليق بمقام الزعماء ، اذ تطرح في شكل غير متوازن مقارنات بينه وبين الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، بغرض عرض نموذج الزعيم البديل– من وجهة نظرهم- وتحطيم الصورة المثالية التي علقت بأذهان الشعب المصري والعربي عن ثورية وعروبة عبد الناصر .
من بين التصريحات مانقل على لسان الفنانة الراحلة مريم فخر الدين قُبيل وفاتها، عندما سئلت عن وجه التشابه بين عبد الناصر والسيسي فأجابت: "عبد الناصر ايه، دا السيسي بيفتح الباب بالمفتاح، وعبد الناصر كان بيفتحو بدماغو".
لغة التهكم هذه طالت الفنانة فردوس عبد الحميد عندما تحدثت على أن مجال المقارنة بين الرجلين شاسع، والأفضلية للسيسي من وجهة نظرها. اذن فبعض الأبواق اليوم سخرت للنيل من شخصية عبد الناصر وعرض السيسي نموذجا بديلا.
الكل يحاول أن يجعل من السيسي زعيما جديدا للأمة بالرغم من حداثة حكمه ، والذي لا يبشر بكثير من الخير بسبب حالة عدم الاستقرار والأمن في مصر، والتعنت واستعمال القوة المفرطة وقلة الحيلة والحكمة في معالجة القضايا المصيرية للإخوان. وعدم التدخل لانقاض مصر من خلال اصدار عفو عن الاحكام السياسية الصادرة في حقهم ومحاورتهم.
الاعلامي المثير للجدل توفيق عكاشة كان كلما سنحت الفرصة للحديث عن عبد الناصر يقول كلمتين اثنتين ولا يزيد عليهما وهما : الرجل له ماله وعليه ماعليه .. أي أن له ايجابيات وسلبيات ، دون الدخول في التفاصيل .. وهو حق أريد به باطل، بينما عندما يتطرق للحديث عن السيسي أو السادات يأخذ وقتا طويلا للمدح والاطراء... وأذكر أنه قال مرة أن الأمة العربية لم تنجب خلال تاريخها الطويل سوى زعيمين أسطوريين وهما : صلاح الدين الأيوبي وأنور السادات ..! في تشبيه غريب عجيب و لا محل له من الصدقية..!
عدوى التهكم نقلت مؤخرا على لسان الفنان الكبير عادل امام في مسلسل أستاذ ورئيس قسم الذي يعرض حاليا في رمضان ، عندما ارسل رسالة واضحة لا لبس فيها من خلال الحوار الذي دار بينه وبين طفل يقوم بدور الابن وهو كالتالي:
- " الابن: مين دا.؟
- عادل امام: دا عبد الناصر كان رئيس مصر.
- الابن : أصل احنا في أمريكا ماكانوش بيعلقوا صور الرؤساء، هو صاحبك؟
- عادل امام: لا أصل في أمريكا عندكم كل 4 سنين بيقلبوا رئيس، احنا عندنا الرئيس بيقعد كتير فيبقى فيه عشرة يعني"..
الغريب في الأمر أن الصورة المعلقة كانت لعبد الناصر وكان من باب أولى أن تكون للرئيس مبارك الذي حكم مصر لثلاثة عقود كانت حافلة بكل أشكال الفساد .!
رغم حملة التشويه الممنهجة الا أن الشعوب العربية لازالت تحتفظ في مخزون ذاكرتها بالرئيس العربي الوحيد الذي نادى وجاهر بدعم القضية الفلسطينية وساهم شخصيا في حرب سنة 1948 وجرح فيها، وكان له دور بارز في مساندة الثورة الجزائرية المظفرة وتبني قضية تحرير الجزائر في المحافل الدولية، وسعى إلى تحقيق الوحدة العربية؛ فكانت تجربة الوحدة بين مصر وسوريا سنة 1958 تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، إلا أنها لم تدم أكثر من ثلاث سنوات بسبب المؤامرات الدولية والعربية..!
خلاصة القول أن حملة التشويه هذه جاءت في وقت لم تعد فيه القضية الفلسطينية والوحدة العربية ومساندة الشعوب بعضها بعضا تعني شيئا في زمن الشتات العربي، ويبقى الأمل مع الشعوب التي رفعت التحدي في كل مظاهراتها داخل أوطانها أو خارجها وهم يرفعون صور عبد الناصر، اذ لم يسبق وأن قامت برفع صور لرئيس قبله أو بعده ، وهذه هي لحظة الحقيقة ووسام الشرف والرفعة الذي لايتبوؤه الا الزعماء الحقيقيون ، مهما حاول الآخرون طمسه وتشويه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحلاهما مر
عبد الله اغونان ( 2015 / 7 / 17 - 03:28 )

كلاهما انقلابي ومستبد

فكلاهما مجرد مالك سلاح وانقلابي ومستبد

اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا