الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتفاق النووي نمط جديد في التفكير الدبلوماسي .....

مرتضى عصام الشريفي

2015 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الدبلوماسية الحديثة لا تعترف بقانون محدّد مقنّن؛ حتى لو أثبتته ألوف التجارب، فهي لا تخضع لقانون الفعل، وردّة الفعل، ففيها لكلّ فعلٍ فعلٌ آخر يضاهيه قوّةً، أو ينقصه، أو يوازيه، أو لكلّ فعل عدم فعل بحسب قدرات الطرف الآخر، وبحسب طبيعة القضايا المفاوض عليها، والشروط التي تتضمنها .
وهي كذلك لا تخضع لقانون الذرة في طرفيها السالب، والموجب؛ كي تستمر إلكتروناتها ملتصقة بنواتها، فالدبلوماسية قد تستوجب طرفين سالبين، أو موجبين، أو سالب، وموجب كما في قانون الذرة، وللسبب المذكور آنفاً .
.
إذن فالدبلوماسية الحديثة لا يمكن حدّها بتعريف جامع مانع، ولا يمكن وضع قوانين ثابتة لها، فهي تقتحم كلّ القوانين، وتستوجب استعمال الوسائل كافّة، وهي تبتغي من وراء ذلك جلب المصالح، ودفع المفاسد، والحفاظ على المكتسبات، لكن أيضاً بحسب طبيعة القضايا المختلف فيها ..
.
والمتابع للمفاوضات النووية حول الملف النووي الإيراني؛ يجد أنّها دامت طويلاً بين حوار، وانفصال، ومقاطعات، وعقوبات؛ لكنّنا نجد الطرف الإيراني تنوعت أساليبه في الردّ عليها، وفي كلّ مرحلةٍ من مراحل هذه المفاوضات تزّج إيران بعقول جديدة؛ لتدير هذه المفاوضات، وقد يجد المتابع أنّ إيران قد خسرت قدراً كبيراً من قدرتها النووية التي انتجتها عبر سنين طوال؛ لكن من الطرف الآخر، فقد كسبت إيران قدراً كبيراً فضلاً عن المجال الاقتصادي، مكانةً دولية أكبر؛ ممّا دعا ذلك إلى استفزاز اسرائيل التي أبدت مخاوفها من هذا الاتفاق، وكذلك صنوها السعودية .
.
لا أستطيع أنْ أخفي عجبي بفكر أوباما الدبلوماسي الذي تحدّى الكونغرس، والدول الحليفة لأمريكا المعارضة لهذا الاتفاق؛ إذ قال سمعت كلاماً كثيراً في نقد هذا الاتفاق؛ لكنّني لم أسمع حلولاً بديلة، وتساءل من الكونغرس ما هو البديل غير بديل الحرب التي لا تعلم نتائجها في وقتٍ تجهل أمريكا قدرات إيران العسكرية، وهذه القناعة الجديدة في الفكر العالمي هو مكسب آخر يضاف إلى مكتسبات إيران على مستوى الساحة الدولية العالمية .
.
نستنتج من كلامه إنّ هذه المفاوضات قد وصلت إلى مفترق طريقين إمّا طريق الحرب، أو طريق الاتفاق النووي؛ لذلك كان طريق الاتفاق النووي أيسر طريق في وقتٍ المنطقة تلتهب بنيران حروب داخلية، أذرعها خارجية، فلو اختير طريق الحرب قد تمتد تلك الأذرع لها، فتتعدد أطرافها؛ وبذلك ستكون مجهولة النتائج كما أفصح عن ذلك أوباما، وفي جوابه هذا قد ألقم الكونغرس، وإسرائيل، والدول المعارضة حجراً .
.
أثبتت إيران إنّ نظام ولاية الفقيه ليس نظاماً دكتاتورياً كما صوّره المعادين لهذا النظام، بل هو نظام ينبع من فكر إسلامي يحاول الحفاظ على مصالح المسلمين، ولا يتقاطع مع الفكر السياسي الدبلوماسي الحديث، بل يتحاور، ويتفاوض معه من مصدر قوّة، وبتصوري يمثّل هذا النظام ضمانة للشعب من الدكتاتورية، فهو يراقب منظومة الحكم، ويصوّب مكامن الخطأ، والشطط .
.
وبذلك تكون إيران قد خطت خطوة كبيرة في الدبلوماسية العالمية، وأجبرت أمريكا على تغيير رؤيتها اتجاه الملف النووي الإيراني التي دامت سنين طويلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال