الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الاشتراكية الي العالم بين الواقع و الدواعى

عمر يحي احمد

2015 / 7 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


قد انبثقت الفلسفة الاشتراكية من منطلقات الحقائق المادية المشاهدة لدى الإنسان وإحتياجات الأفراد إلى التعاون والمشاركة والتكافل والإشتراكية في جوهرها تمثل جوهر منزع الإنسان إلى أخية الإنسان والتشارك معه للعيش سوياً و من هنا برزت الاشتراكية كاعظم الأفكار و الأيديولوجيات خصوصاً في جانبها الإقتصادي وتطورت بصور كبيرة لانها لبت معظم حاجيات الانسان المادية اللازمة للبقاءه على قيد الحياة وقد تمثلت في ابهى صورها في قيام الثورة البلشيفية في روسيا عام 1917 ومن ثم اصبح الاتحاد السوفيتي من أهم القوى العالمية
ومنذ منتصف الثمانينيات بدأ الاتحاد السوفيتي في التراجع على اثر سياسة البوستاريكيا ومبادئ الجلاسنسوت التي اتخذها ميخائل جورباتشوف حتي سقط الاتحاد السوفيتي في 1990 بصورة كلية وهتفت الراسمالية الجشعة والدكتاتوريات المتقدمة والانظمة الراديكالية القديمة بهذا السقوط فهل سقط الاتحاد السوفيتي ام سقطت الاشتراكية .
في واقع الامر يبدو ان الناس قد خلطوا بين سقوط الاثنين وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي انكشفت زيف الديموقراطية وفساد النظام الراسمالي وسوء استغلال البرجوازية الصاعدة وفي الجانب الاخر لم تعد الحركات القومية في العالم العربي ذات اثر حتي توارت و رجعت الى قمة القوقعة الشعوبية والجهل المتعمد وفي الجانب الاخر اثبتت ثورات العالم العربي فشل اطروحات الاسلام السياسي وانقسمت الي فريقين :
1. فريق جهل اهدافه الحقيقية وترك مبادئه فالاسلام لم يعد الا شعار في اسمائها او حيل في خطابها
2. اما الفريق الثاني فقد سلك طريق العنف والقهر والنزعة للارهاب بقوانين ونصوص مختارة بصورة جزئية فعم القتل وساد الجهل بدعوى الاسلام .
وفي الصعيد الاخر في افريقيا لم تعد هنالك حاجة لانظمة عسكرية فالتنمية الاقتصادية لاتحتاج لجنرالات والامن لا تحرسه الدبابات حيث كانت تمثل الانظمة العسكرية في افريقيا حوالي 80 الي 90 % من جمل نظم الحكم ولكنها زالت ولم يبقى منها الا براثن العسكرة الحديثة في ظل الدولة العميقة ومن هنا اصبحت الشعوب تبحث عن انظمة جديدة اكثر واقعية وجدية لاسباب ودواعي تتعلق بالانسان باعتباره انسان .

المحور الأول : دواعي عودة الاشتراكية الى العالم
لم تعد الاشتراكية كنظام اقتصادي فقط ولا ايديولوجية من ثنايا العقل الانساني بل هي اليوم اصبحت ضرورة لوضع البشرية على عتبة حياة جديدة لكي لا تحدث قطيعة مع الاستغلال البشع والحروب المدمرة التي سادت العالم جراء القصور البشري لفهم طبيعة الاشتراكية ونزعة الطغاء والبرجوازية الحتمية والدكتاتوريات المتقدمة والجشع الرأسمالي قاد لاكتشاف مجموعة دواعي لاعادة وعودة الاشتراكية من جديد وعليه يمكن تلخيص دواعي عودة الاشتراكية في الاسباب الاتية :
• اولا : التصحيحات الفكرية للاشتراكية

كما هو معروف ان جميع الافكار والايديولوجيات البشرية لها سلبيات وايجابيات ومن هنا جاءت فكرة تصحيح المبادئ العامة للاشتراكية ومن هنا تم التمييز بين نوعين من الاشتراكية وهما
1ـ الاشتراكية القديمة او الراديكالية وهي التي تدعوا الي الالحاد واعتبار الحياة مادة و وترى بان الدين افيون الشعوب وهي من مخلفات وافكار جزئية لكارل ماركس وفلادمير لينين وهي الان اصبحت مرفوضة
2ـ الاشتراكية الحديثة او الواقعية وهي عبارة عن عملية اعادة صياغة للاشتراكية بصورة جديدة مستمدة من واقع الانسان وليس من افرازات وتصورات الفلاسفة الاشتراكيين

• ثانيا : زيادة الحاجة للتعاون والمشاركة ضد الاستغلال البرجوازي
لقد زادت قدرة الاغنياء والبرجوازيين على نهب الشعوب بصورة أسرع. إنه رأس المال البرجوازي الذي أتى بسندات الدين، والمضاربات في البورصة، وعزز سطوة البنوك كأسرع وسيله للنهب؛ وإفقار الناس والدول أيضا.

ثالثا : طبيعة الحياة في العصر الحالي
تتأرحج الحياة البشرية المعاصرة بين ازمتين أزمة برجوازية جشعة تريد أن تتنكر لمقومات الدولة البرجوازية بوصفها دولة الرعاية الاجتماعية وأزمة الفئات المهمشة والتي في طريقها إلى التهميش، التي رمتها الرأسمالية المتوحشة، في متاهة الركض وراء لقمة العيش وقد اصبح العالم والدول والمجتمعات كلها مقسمة الي طبقتين فقط
1 ـ طبقة تزداد غنى
2 ـ طبقة تزداد فقر
كما يلاحظ ان معظم طاقات النشاطات البشرية اصبحت موجه تجاه الماديات فاصبح التعليم سلعة و الشرف والقيم سلع ببساطة اصبح كل شي سلع فبرزت طبقة غنية تستغل الفقراء والضعفاء وطبقة فقيرة ترضخ لهذا الظلم ومن هنا تاخذ الاشتراكية الضوء الاخضر لانقاذ الطبقات الفقيرة الكادحة من خلال الثورة البلوتارية

المحور الثاني : ثورات الربيع الاشتراكي

تتمثل الاشتراكية في مجموعة متكاملة من الأفكار والمناهج والوسائل السياسية والاجتماعية والتي تشترك بصرف النظر عن الاختلاف في التفاصيل في رفض المجتمع الاستغلالي ، وضرورة إقامة مجتمع أكثر كفاية وعدلا وتحقيق المساواة بين جميع الأفراد والإخاء بين الأمم أيضا ، وان هذا لا يتحقق إلا بالتقدم الحتمي للمجتمعات ومنع استغلال المجتمع والضعفاء من قبل البرجوازية الصاعدة و من خلال ما يشهده العالم من ما اطلق عليه اسم ثورات الربيع العربي قد اثبتت التجارب فشله وفشل فكرة الاسلام السياسي و نظرية النظام الديموقراطي وعندما تفشل هذه النظريتين يبدو ان الحظ سيكون للنظام الثالث وهو النظام الاشتراكي وقد حدد العلماء خمس مراحل لقيام الثورة الاشتراكية :
1. مرحلة المجتمع العبودي ( أسياد وعبيد ) وهي اقصى مراحل الاستبداد للضعفاء
2. مرحلة المجتمع الإقطاعي ( ملاك الأراضي والفلاحين )
3. مرحلة المجتمع الرأسمالي ( برجوازيين وعمال )
4. مرحلة المجتمع الاشتراكي وفيه تبدأ الدعوة للمشاركة والتعاون بين افراد المجتمع
5. مرحلة المجتمع الشيوعي وهي نهاية اهداف الاشتراكية وفي هذه المرحلة تصبح كل ما يحتاجه الانسان مشاع ويمكن الوصول والحصول عليه وعندها تسود نظرية العدالة الاجتماعية
ان النظام الرأسمالي سينهار ليقوم مقامه النظام الاشتراكي ، و الوصول لهذا النظام لابد من اندلاع الثورة البروليتاريا لاستلام السياسة والسلطة من الطبقة الرأسمالية الطاغياة ووضعها بتصرف الطبقة العمالية الضعيفة والمستضعفه لكي تتمكن هذه الطبقة بواسطتها من ضرب الملكية الرأسمالية الفردية لوسائل الإنتاج وتحويلها إلى ملكية جماعية .
أن الدولة نشأة نتيجة لانقسام المجتمع إلى طبقات والطبقة المسيطرة احتكرت السلطة لكي تدافع على مصالحها واستعملت القوانين السياسية لكي تواصل سياستها ، وبالتالي فان السلطة السياسية ما هي إلا تنظيم لسلطة طبقة ما للسيطرة على طبقات أخرى داخل المجتمع .وبالتالي فالدولة ما هي إلا ظاهرة عابرة وجودها مرتبط بنظام الطبقية في المجتمع . حيث لم تظهر الدولة في المجتمع البدائي لعدم وجود طبقية لعدم وجود ملكية خاصة وهنا قد تزول السلطات الجغرافيا للدول وتظهر سلطات تنظم عملية العدالة الاجتماعية وكل الاحداث تدل علي ان الربيع القادم سيكون ربيع الثورات الاشتراكية فالاشتراكية لم تنهار وانما انهار الاتحاد السوفيتي فقط
ــــــــ
أستاذ . عمر يحي
جامعة الزعيم الازهري كلية العلوم السياسية و الدراسات الاستراتيجية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في