الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو إستراتيجية لتطوير الأداء الإعلامي العراقي في مواجهة داعش.

مجاشع محمد علي

2015 / 7 / 17
الصحافة والاعلام


لعل قضية محاربة الإرهاب من المعركة النبيلة والعادلة في النهاية وهي اليوم أبرز القضايا التي تواجه الشعب العراقي، ولكن السؤال الأهم هل يكفي أن نقول أن قضيتنا عادلة ونبيلة وهي تمثل القضية المصيرية حتى ننتصر بها؟ فهزيمة الإرهاب ودحره ليس مضموناً إذا اكتفينا بترديد ذلك الشعار، فالمطلوب إذا من كل الأفراد والهيئات والمجتمعات الخيرة- التي تصبو إلى تحقيق غد أفضل يسوده السلم والأمن والرفاهية - أن تبحث عن محام جيد ليكسب الرهان ضد الإرهاب.
إن علاقة الظاهرة الإرهابية بالإعلام غاية في التعقيد، فينقسم الباحثون بشأن الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام تجاه تغطية قضايا الإرهاب إلى فريقين: فبينما فريق يرى أن الإعلام يسـهم بشكل كبير في نشر الأفكار الإرهابية بل والتشجيع على المزيد من العنـف. يرى فريق ثان أن الإعلام هو ضحية من ضحايا الإرهاب، وأن عـدم نشـر الأخـبار المرتبطة بالإرهاب يفقد الإعلام مصداقيته لدى الجمهور.
إذاً ما هو المطلوب لتطوير الأداء الإعلامي وتفعيل دور الإعلام في مواجهة الحرب على داعش.
- ضرورة إنشاء مجلس وطني استشاري لمكافحة الإرهاب لغرض تنسيق المواقف بين أجهزة الدولة المختلفة التي يتعلق نشاطها بمكافحة الإرهاب، على أن يكون أعضاء المجلس من صفوة المجتمع أو الخبراء أو المستشارين أو كبار الإعلاميين، شرط أن لا يكونوا متفرغين كي لا نقع في قضية التخصيصات المالية لهؤلاء الأعضاء في وقت تعاني فيه الدولة من أزمة مالية، والهدف من هذا المجلس بالأساس التنسيق بين الجهات المختلفة ويمدها بالمعلومات اللازمة، على أن يضم أصحاب الفكر والإبداع، ويتولى إعداد إستراتيجية لمكافحة الإرهاب تتضمن جوانب إعلامية واضحة الأهداف لمكافحة الإرهاب وخاصة الداعشي.
- عدم اقتصار على الإعلام في التوعية والتوجيه من مخاطر الإرهاب، وهنا نؤكد على ضرورة الاستعانة بأدوات مساندة للعملية الإعلامية: كمنابر المساجد والحسينيات ودور الثقافة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات غير الحكومية، بهدف توعية المجتمع من الافكار الهدامة ومواجهة الفكر بالفكر، وذلك لعزل التيارات المتطرفة عن جسم المجتمع وعدم توفير حاضنة اجتماعية داعمة للإرهاب التي غالباً ما كان السبب الرئيس لظهور داعش.
- الأهتمام بشبكات التواصل الاجتماعي، وابتكار وسائل للتعامل مع ما يُبث عليها، والتواصل مع الجمهور عبر ساحة الإعلام الحديث كالشبكات الاجتماعية والفضاء الإلكتروني والهاتف المحمول.
- تفعيل عمل هيئة الإعلام والاتصالات الذي من شأنه ضمان حرية الإعلام مقابل إلزام وسائل الإعلام بمسئوليتها المجتمعية والوطنية ومراقبة الأداء الإعلامي، وتوقيع عقوبات على الأداء الإعلامي الذي يفتقد للمسئولية المجتمعية ويمس الأمن القومي للدولة.
- تفعيل دور الإعلام المناطقي أو الاقليمي في مكافحة الإرهاب لكونه الأقدر على مكافحة الإرهاب في البيئة المحلية، فالمطلع على الإعلام الرسمي العراقي يلاحظ أنه يخاطب الغالبية التي ليس لها تماس مع داعش وخاصة في جنوب ووسط العراق؛ فيما المشكلة الحقيقية تكمن في المحافظات الغربية والشمالية، كما يتطلب أيضاً التكامل بين الاتصال الجماهيري والشخصي من خلال قادة الرأي والمؤتمرات الجماهيرية والاستعانة بالشخصيات التي لها تأثير مباشر وقوي.
- يعاني الإعلام الدولي عدم الأهتمام به في العراق، لذا ضرورة الانتباه اليوم بوسائل الإعلام الدولي الناطقة باللغات العربية والأجنبية والموجهة للعالم الخارجي لتوضيح حقيقة ما يحدث في العراق من حرب مع داعش، وٕ-;-ابراز ما يتعرض له العراق من إعتداءات إرهابية شرسة تستهدف تدمير الدولة العراقية لإن هناك من ينكر وجود داعش في العراق ويصف ما يحدث في العراق بانه حرب طائفية على مكون عراقي.
- واحدة من أبرز مسببات التشويه الحاصل سمعة القوات العراقية والحشد الشعبي ورجال العشائر ومعاركها المقدسة هي الفوضى في نشر مقاطع الفديو والصور أثناء المعارك، فاليوم أغلب المقاتلين يقومون بتصوير ونشر العديد من الأفلام والصور على مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة خاطئة (اذا ما أخذنا حسن النية وليس السوء من نشر هكذا أخبار)، لانهم يعتقدون أن تلك المقاطع واضحة ومفهومة وفي صالح الوطن والقضية إلا انها في غالبها تعطي نتائج خاطئة، لذا يجب ضرورة الحد من استخدام التصوير بهذا الشكل فوضوي بل يجب أن تنشر المواد بالتنسيق مع "خلية الإعلام الحربي" المشكلة من قبل القائد العام للقوات المسلحة.
- اخيراً بما لا يقبل الشك أن أغلب الكوادر الإعلامية وخاصة في الفضائيات العراقية والإعلام الجديد تعاني من قلة الخبرة، لذا يتطلب تدريب العنصر البشري وتوفير كوادر بشرية مؤهلة حتى لو تم التعاقد مع إعلاميين عرب أو أجانب وهذا ليس بالشيء المعيب فأغلب القنوات العربية الإخبارية البارزة هي سعودية وقطرية إلا أن أغلب كوادرها من غير السعوديين والقطريين، كما نؤكد على ضرورة توفير الإ-;-مكانات والمعدات الفنية الداعمة للرسالة الإعلامية الموجهة لمكافحة الإرهاب.
وقد وصل التنظير لظاهرة الإرهاب من وجهة علم الاتصال إلى محاولة وضع نموذج تفسيري لعملية "الاتصال الإرهابي" حيث رأى بعض العلماء في الولايات المتحدة: أنه من الممكن أن نفهم الإرهاب الدولي كعملية اتصالية. وبذلك فإن تغطية قضايا الإرهاب قد تقدم دعما للإرهابيين فتكون جزءا من العملية الإرهابية، وتحديدا من البعد الاتصالي الدعائي فيها ولذلك يؤدي الإعلام دور الصديق الحميم للإرهاب والإرهابيين سواء أكان ذلك متعمداً أو غير متعمد. وبخاصة فما يتعلق بما بات يعرف بـ "الإرهاب الإليكتروني".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. وتوقف دخول


.. بعد قتله جنديين.. حزب الله يستهدف مجدداً ضباطاً إسرائيليين ب




.. هل سيطرة إسرائيل على معبر رفح مقدمة للسيطرة على المدينة بكام


.. شقاق متزايد في علاقة الحليفين.. غضب إسرائيلي من -الفخ الأمير




.. ترامب يتهم بايدن بتزوير المحاكمة لأهداف سياسية