الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش (جدار الصمت) القسم الثالث

دينا سليم حنحن

2015 / 7 / 17
الادب والفن


على هامش الاصدار الجديد للروائية دينا سليم حنحن
بقلم: الناقد رفعت زيتون – رام الله
القسم الثالث والأخير
على هامش الرواية:
وعلى الهامش قرأت بعض الأفكار التي تناولتها الكاتبة وأرادت ان تبرزها لنأخذ منها العبرة ومنها:
أولا: مقارنة بين مجتمعنا الشرقيّ والمجتمع الغربي الذي اختارت أن تعيش فيه بعد ما كان في الوطن من اغتراب وتمثلت هذه المقارنة في أكثر من قضية، والمقارنات كانت شديدة الألم عندما يصبح الإحساس بالوطن منفى والمنفى وطن، ومن هذه المقارنات:
- الناس في مجتمعنا فضوليون، يدسون أنوفهم في كل التفاصيل الصغيرة في حياة الآخرين، وهناك الناس تحترم الخصوصيات.
- في مجتمعنا المحسوبيات تقرر مصائر، وهناك عملك وشهادتك تقرر ولا محسوبيات حتى لدى المسؤولين.
- في مجتمعنا وجدت القسوة حتى من الأهل وهناك وجدت قلوبا رحيمة مثل الراهبة ( دي لورد) التي كانت لها كالأم.
- هنا في مجتمعنا الشرقيّ الذكورة لها لسان والأنوثة تقمع ومطلوب منها في الغالب أن تكون صماء بكماء.
- هناك في الغرب حتى المقابر خضراء جميلة تذكر المارين بها بالجنة والنعيم، وهنا في مجتمعنا المقابر حتى تذكر الناس فقط بالجحيم والعذاب، وتذكر المارين بها بكل أشباح الدنيا والآخرة.
*
ثانيا: أسباب الخلافات الزوجية عندما يكون أحد الزوجين كاتبا، فهل ذلك يعود إلى:
1- إهمال هذا الكاتب لزوجه، بحيث تصبح له حياته الخاصة، مما يخلق بيئة خصبة للطرف الآخر أن يختار حياته، وقد ذكرت ذلك الكاتبة عندما طلب منها زوجها مرافقته للسهر عند الأصدقاء كعادتهم فرفضت واعتبرت ذلك مضيعة للوقت، وقالت له ( إذهب لوحدك)، والسؤال هنا للكاتبة، أليس هذا تفويض وتصريح للزوج لبدايات جديدة؟ ربما يكون الجواب لا، ولكن ماذا لو تكرر السؤال وتكررت الإجابة؟
2 – الغيرة التي تشتعل عند الزوج أو الزوجة عندما يبدأ النجاح للزوج الكاتب، وعندما يرى أن الأضواء بدأت تسلط عليه، فيشعر بشيء من النقص يتحول إلى كراهية عمياء وأفعال غير شعورية وغير إرادية يكون الهدف منها إحباط أي نجاح لهذا المبدع.
3- الإحساس بالنقص من الطرف الآخر مما يسبب حدوث فجوة بينهما ومن ثم تكبر الفجوة ويحدث الفتور شيئا فشيئا.
4 – وربما يحدث عند البعض تطور لشخصية الأنا بشكل كبير فيصاب بالغرور، مما يسبب ردات فعل سلبية ضده ليس من الزوج فقط وإنما من المحيط ككل.
*
ثالثا: الحالات والمراحل التي يمرّ بها المريض المصاب بمرض خبيث:
فقد تطرقت الرواية لذلك بشكل مفصل، وربما جاء ذكرها بالتفصيل ليعرف العامة كمّ المعاناة التي يتعرض لها المريض ومن هم حوله، ولكي يفهم الجميع أن كل تصرفاته تصبح رغما عنه فيعذرونه ومن هذه المراحل:
- الإحساس بالتغيير المفاجيء.
- بدأ الفحوصات والتحاليل.
- بدأ العلاج المكثف بالأدوية الكيميائية وما يصاحبها من انعكاسات على الجسم والقوة البدنية وجهاز المناعة والمظهر الخارجي.
- المستشفيات وربما العمليات الجراحية.
- الذبول والوهن.
- العصبية والعزلة.
- الكراهية للغير وعدم القدرة على التحمل والغضب المستمر.
- الوسواس والمرض النفسي المحتمل، وربما يصل بالمريض إلى النهاية.
كل ذلك وجدناه بالرواية، ووجدنا كيف تعاملت الأم مع كل المراحل بحكمة وصبر وحنان وكأنها تعلم غيرها تجربتها.
*
رابعا: اللجوء إلى الخرافات في بعض المراحل رغم عدم القناعة بها وقد تمثل ذلك في أكثر من قصة ومنها:
- كسر الأطباق طردا للشياطين.
- رش الملح بعد الزيارات العائلية على العتبات.
*
خامسا: وعلى الهامش أيضا، قرأت أسباب الكتابة عند الكاتبة وأهدافها، وقد تغيرت وتطورت بتغيير الزمن والتجربة كما يلي:
- الهواية وحب الكتابة أولا.
- وفاءً لابنها لأنها وعدته بكتابة قصته مع المرض.
- ثم التحدي والرغبة في تحقيق الذات.
- والأغرب من ذلك هو دافع الانتقام كما ورد في صفحة 154.
*
النواحي الفنية في الرواية:
أولا: بناء الشخصية: انقسم بناء الشخصية في الرواية إلى قسمين رئيسين وذلك تبعا لأهمية الشخصية في الرواية.
القسم الأول أبرزته الكاتبة بشكل كامل كاشفة كل أسراره وانفعالاته، ومن هذه الشخصيات كانت شخصية الزوج وابنها باسم وشخصيتها هي وإلى حد ما شخصية رؤوف والجار والجارة والراهبة دي لورد.
أما القسم الثاني فقد أبرزته بشكل أقل رغم أن هذه الشخصيات كان جزءٌ منها من أعضاء الأسرة مثل البنات الأربع وغيرهم.
*
ثانيا: وصف المكان: أبدعت الكاتبة في وصف المكان ولم تنقل الصورة بشكل فوتوغرافي، بل أدخلت فيه الإحساس وجعلت في جزء منه شيئا من روحها وكتبته بصورة ولغة أنيقة جدا.
*
ثالثا: الزمان: فقد كان مربكا أحيانا في تسلسله، فأحيانا وجدناها تتحدث مع ابنها صغيرا ومن ثم وهو شاب، ثم تعود به صغيرا وهكذا، هذا خلق لدي كقاريء بعض التشتت، مما أعادني إلى بعض الصفحات لترتيب الأحداث وفق جدول زمني مفهوم.
*
رابعا: العاطفة: برزت العاطفة في الرواية بشكل كبير وخاصة عاطفة الأمومة بينما الأب ظهر بشكل أناني لا مبالٍ في أغلب المواقف كما جاء في الرواية على لسان الكاتبة والابن.
*
خامسا: التشويق: أعتقد أن مستوى التشويق كان عالٍ وأحيانا انخفض قليلا لأسباب عدة منها التكرار في بعض المواقف والأحداث.
*
سابعا: الرواية فيها تجربة إنسانية مؤلمة وأحداث صيغت بلغة سامية جميلة.
وأخيرا أبارك للكاتبة الفلسطينية هذا الإصدار الجديد وأتمنى أن يكون القادم أجمل ومليئا بالفرح الذي غاب عن هذه الرواية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?