الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هموم العراقيون و افراح السياسيون في العيد

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2015 / 7 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



العراقيون في عيد الفطر المبارك والذي أصبح هو الأخرُ دامٍ كباقي الأيام , كان جميع العراقيين يأملون بان تكون أيام الله تلك  خاليةً من الموت والعنف والإرهاب الذي اعتادوا عليه طوال أيام السنة وهو يحصدُ أرواحهم دون تمييز ودون رحمةٍ ودون توقف ,دعواتٌ أطلقتها وسائل الاتصال والإعلام والتواصل حثت الجميع فيها إلى التسامح والمحبة والأخوة والبداية الجديدة لإنهاء معاناة الشعب وهو يواجهُ آلة القتل المستمر في كل يوم راجين بان يكون هذاالعيد عيدا لا تزهق فيه أرواح الناس ولا تسبى فيه العوائل وترمل النساء وتيتم الأطفال .لكن وكما هو المتوقع, العكس يحدث وبقي الحال الدامي على ما هو عليه ,حيث  لم تلق تلك الدعوات والرجاءات والنداءات من يسمعها وينفذها ليأخذ العيدُ نصيبه من الإرهاب والاقتتال والموت يشنُ هجماته الغادرة على المواطنين في جميع مناطق العراق في بيجي والفلوجه والموصل وبغداد مستهدفا جميع الطوائف والمذاهب ,ليبقى المواطن المسكين المتأهب والحذر والخائف من انعدام الأمن الصيد السهل لتلك الأعمال الوحشية التي لا ترضى بها الأديان والشرائع السماوية مفسدةً عليه الفرحة التي كان ينتظرها ليُفَرغ عن كبته وآلامه .


بينما تنوعت افراح العيد لسياسيي وبرلمانيي البلد الذين بعضهم لم يعد بعد من العمرة مُكثرين من صورهم الايمانية في بيت الله على صفخات الفيس بوك والضجيج فيه وتاركين وراءهم الملايين من الجياع والمحرومين الذين نُهبت حقوقهم واستولى عليها باسم القانون كـ(امتيازات ورواتب تقاعدية ومنح مالية ) من  راح  كي يطوف حول بيت الله الحرام , أما البعض الأخر من ممثلي الشعب  فقد  ذهبوا إلى دولهم الأصل والمجنسين منها ليلتقوا بعوائلهم  وأهلهم وناسهم هناك, فيما سافرَ الآخرون الى خارج البلد  ليقضوا عطلة العيد  في إحدى الدول التي تحلوا لهم , غير مهتمين و مكترثين لما يصيب الوطن والمواطن من دمار  .

وليبقى سؤال المواطن الدائم إلى متى يبقى  سياسيو البلد والذين يسمون أنفسهم  ممثلين الشعب والمنتمي أغلبهم للأحزاب الدينية غير أبهين للعراق وأهله ؟ وإلى متى يبقى الإرهاب الذي يتستر بالدين هو الأخر مستهدفاً حياة الناس في كل مكان حتى طال أيام الله ووصل إلى  بيوت الله  ؟

لكن ما يعلمه الجميع, ما دام الصراع السياسيُ قائم والمصالح الحزبية والفردية حاضرة في كل المؤتمرات وهي المتحكمُ والمسيطرُ على الأمور فلا جديد في الأفق أبداً . إلا إذا نجح الشعب في إيقاف مد الفساد والانطلاق نحو المطالبة المشروعة لجميع الحقوق المسلوبة .

نعم إنه عيد السياسيين الذين لا يريدون سوى تلك الرواتب والامتيازات والصفقات الضخمة والارصده في دول اخرى التي تؤخذ ظُلماً وسُحتاً من الفقراء لصالح المفسدين و سراق المال العام بيد المتسترين بالدين والذين لا يختلفون عن الإرهاب في شيء فكلاهما أفةٌ تنخر بالجسد العراقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت