الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغرب والفخ الإيراني السعودي

صلاح شعير

2015 / 7 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


كل الأمم تتعلم من أخطاءها عدا الأمتين العربية والإيرانية وذلك بسبب الخلاف المذهبي والصراع علي النفوذ الإقليمي بالمنطقة . ويدرك الغرب هذه الحقيقة جيدًا وقد جاء الاتفاق الإيراني الأمريكي حول الملف النووي الإيراني في يوليو 2015 في اتجاه ظاهره الرحمة وباطنه العذاب . فسوف يسمح هذا الاتفاق بفك الحذر علي أموال إيرانية مجمدة ببنوك الغرب قدرت بنحو 150 مليار دولار وهذا أمر جيد أذا استخدمتها إيران في برامج التنمية المحلية ، بيد أن الواقع يؤكد بما لا يدع مجاًلا للشك بأن تلك الثروة سوف تذهب لدعم الصراع الدموي علي السلطة في كل سوريا واليمن نكاية في المعسكر السني .

وتحت وهم تحقيق النصر الزائف سوف تحدث مضاربة اقتصادية هائلة بين دول المنطقة في إنتاج النفط وربما تنخفض أسعاره إلي أدني معدل ، وبما يسمح للاقتصاد الغربي بالخروج من غرفة الإنعاش ولا تعدو رسائل الطمأنة التي تبعثها الولايات المتحدة لدول الخليج سوي أن تكون ضحك علي الذقون فهي في مضمونها تعهدات بإمدادات أسلحة للعرب خصما من أرصدة ودائعهم في البنوك الأمريكية لحين ورود إشعار بنفاذها .
تمامًا كما استنزفت حرب الخليج الأولي ثروات المنطقة عندما نشبت الحرب بين العراق وإيران في سبتمبر1980 حتى أغسطس1988 ، وقد خلفت هذه الحرب نحو مليون قتيل وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار أمريكي ، في حرب ضروس دامت لمدة ثماني سنوات .

وأكلت حرب الخليج الثانية، أرصدت الحكومات العربية عندما مولت دول النفط قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق في حرب عرفت باسم عملية عاصفة الصحراء بدئت في 17/1/ 1991 ، وتمكنت خلالها الدول الغربية من إيجاد موطأ قدم لها في عمق العالم العربي لتهدد العرب وإيران في آن واحد. وبُددت مئات المليارات وحرمت المنطقة من تحقيق نهضة شاملة كان يمكن أن تسبق بها الدول الغربية بسبب العناد السياسي والمذهبية البغيضة .

وحاليًا سوف يكتل العرب كالعادة خلف السعودية ، والشيعة خلف إيران وسوف تُنفق مئات المليارات أيضًا علي شراء الأسلحة الراكدة بالجيوش الغربية وسوف يتمكن الطرفان بجدارة من تبديد فائض الثروة من جديد مع قتل مئات الآلاف أو الملايين من المسلمين عبثا ، ودون طائل أو عائد سوي تغذية نيران المكايدة المذهبية.

ويحدث هذا مع أن القرآن الكريم قد حسم المسالة في قوله تعالي : وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا (الآية :29 سورة الكهف ) ومن ثم يجب التوافق وإذا لم تفلح جهود المصالحة عبر العلماء الراسخون في العلم فليعتقد كل طرف ما يشاء فحساب الجميع في الآخرة بيد الله وحده.

المشكلة جدُ خطيرة وتستوجب التحرك قبل فناء المنطقة بأكملها أو تقسيمها أو احتلالها وعندئذ لن يفيد الندم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة