الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصدد إختلافات الطالباني والجعفري الطائفية

طه معروف

2005 / 10 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تناقلت وسائل الاعلام في الآونة الاخيرة انباء الخلافات بين"رئيس الجمهورية" جلال طالباني و" رئيس الوزراء" ابراهيم الجعفري التي تتمركز المعلنة منها حول انفراد الاخير في اتخاذ القرارات السياسية وتجاهل "تسوية وتطبيع " الاوضاع في مدينة كركوك، علما بان مسالة كركوك قد اكدت عليها الكتل الطائفية الشيعية حتى قبل دخولها التحالف مع الاحزاب القومية الكردية و كان زعيما الحزبين القوميين الكرديين قد وجها مذكرة احتجاجية الى ابراهيم الجعفري تتضمن 16 مطلبا تضمنت اتهامات للجعفري في عدم احترام بنود الاتفاق المبرم بينهما سابقا.
ما يثير الدهشة حول هذا الصراع العقيم هو التغطية الاعلامية المشوهة و الخادعة حوله وخصوصا الامريكية والبريطانية اللتان تعكسان هذه الصراعات الطائفية المستعصية على انه مظهر من مظاهر الديمقراطية "السائدة" في العراق - محاولة التغطية على الخيبة والفشل- و بحسب ادعائاتهم فان بروز تلك الخلافات الى العلن يعد من سمات تطور العملية الديمقراطية في العراق .ان هذا الاستنتاج الاخرق حول طبيعة وماهية الصراع القائم بين تلك الاطراف الطائفية والقومية يعيد الى ذاكرتنا مفردات اللغة السياسية والاعلامية إبان الحرب الباردة عندما تحول آنذاك جميع المستبدين والسفاحين بدءا بشاه ايران وسوهارتو وشيوخ وامراء الخليح حراس آبار النفط ، الجنرالات الفاشية في تركيا وغولدا مائيرفي اسرائيل وانتهاءا بالدكتاتور الدموي بينوشيت في شيلي والمجاهدين في افغانستان من امثال اسامة بن لادن ، كان جميعهم حسب القاموس الامريكي والغربي ديمقراطيين وابطال الحرية ،لكونهم يحاربون الشيوعية في صفوف الكتلة الغربية بقيادة الامبريالية الامريكية .ولذا، ليس غريبا ان تنال هذه الرموز القومية والطائفية من امثال الطالباني والجعفري صفة الديمقراطيين لدى الاعلام الامريكي والغربي وخصوصا بعدما تحولوا الى ادوات ووسائل قذرة في ايدي المحتلين لإلحاق الدماروفرض الاستبداد على الجماهير.ان الديمقراطية حسب الرؤية الامريكية والبريطانية ليست اكثر مما نشاهده الان ليس في العراق فقط وانما في بلدانهم وجميع بلدان العالم ايضا والدليل على ذلك هو عدم انصياعهم للأصوات المعادية للحرب من قبل الملايين من الامريكيين والبريطانيين وفي ارجاء العالم حيث اصروا على عدوانيتهم المتغطرسة واشعلوا نيران حربهم الرجعية ضد رغبة وإرادة الجماهير المعترضة . هذه هي ديمقراطيتهم الذين يريدون نشرها في العالم ولذلك من الطبيعي جدا ان يتحول قائد الميليشيات المسلحة على شاكلة الطالباني والبارزاني والجعفري الى ديمقراطيين وعكس صراعاتهم الطائفية وتصويرها وكانها مظاهر ديمقراطية .ولكن ماذا عن من يعيشون في العراق ويرون ممارسات هذه الاطراف الرجعية وميليشياتهم المسلحة و التي شكلوا منها فرق الموت حليفة للارهابيين في اشعال الحرب الطائفية والتي تجوب الاحياء والازقة والمنازل لمصادرة ابسط الحريات وإلاستيلاء على اموال الناس . ان ممثلي الديمقراطية الامريكية في العراق من القوميين و الطائفيين يعرفهم الجماهير على ضوء ممارساتهم كحفنة من القتلة ومافيا سياسية وتجار مخدرات و حروب و يمكن للمرء ان يحدد صراعهم في هذا الاطار فقط؛ اي صراع على الحصص الطائفية والاموال المسروقة من الجماهير . اما بشأن الأختلافات الذي فجرها الطالباني فهي ناجمة في الاساس عن الطبيعة التناحرية والطائفية للحكومة الدمية . حكومة شكلت للمهام الحربية الامريكية .حاول الطالباني نيابة عن الحركة القومية الكردية استثمار هذه المناورة السياسية الطائفية كوسيلة لتوسيع نفوذها السياسي وتثبيت سلطته كرئيس للجمهورية بعدما شعر بان وجوده في هذا الموقع لا يدل على شئ وان الكتلة الطائفية التي يقودها الجعفري بدات تتحرك باتجاه تحجيم الحركة القومية الكردية وحصرها في المناطق المعروفة سابقا بمنطقة الحكم الذاتي . الطالباني يعلم علم اليقين بان سلطته الفعلية هي في قلعة جولان و ان وجوده في بغداد هو مأمورية شكلية امريكية والسلطة الفعلية في مناطق الوسط والجنوب كما هو في كردستان سلطة الميليشيات المسلحة وان الحكم في العراق هو حكم الميليشيات ولذلك من الغباوة الحديث عن استقالة الجعفري في الوقت الذي يتمتع بدعم كامل من هذه الميليشيات المسلحة.ان هذه المناورة هي خدعة مبرمجة يقودها الطالباني بهدف جر الجماهير نحو عمليته التآمرية او ما يسمى بالأستفتاء على الدستور الطائفي ولذلك تندرج في اطار الدعاية الانتخابية غير المشروعة اصلا.
ولكن هذا النوع من الدعاية ما عاد يخدع احدا بعدما أتضح بأن من جاءوا يرفعون لواء الديمقراطية ،كما اعلنوا، قد نتج عن تدخلهم وحربهم تحويل العراق الى ميدانا لعنف همجي يحصد كل يوم مزيدا من الارواح ،وصار العراق بؤرة التوتر في المنطقة ،وانقسم الى طوائف متنازعة وصلت نزاعاتها الى الحرب القومية والطائفية المقيتة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تخفق في إبقاء قواتها في النيجر بعد فشل المحادثات بين


.. مصطفى البرغوثي: ما حدث اليوم يمثل نهاية عصر الحصانة لإسرائيل




.. جوزيب بوريل: الدول التي صدقت على النظام الأساسي للمحكمة ملزم


.. مانشستر سيتي بطلاً للدوري الإنجليزي للمرة الرابعة




.. حكومة الحرب الإسرائيلية تبحث مقترحاً لاستئناف مفاوضات صفقة ا