الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقالة عن رواية -عزازيل- للدكتور يوسف زيدان مترجمة من البرتغالية

حذام الودغيري

2015 / 7 / 18
الادب والفن


عزازيل ـ بين المقدس والمدنّس


بأسلوب جذاب وأنيق، كتب المصري يوسف زيدان روايته التاريخية "عزازيل" حول راهب ورحلته (الروحية ) والشخصية لمعرفة ذاته.

هيبا طبيب ـ راهب من القرن الخامس الميلادي، يحجّ عبرصحراء مصر القديمة القاحلة القاسية، من الإسكندرية إلى سوريا خلال الفترة التي كانت تبنى فيها ركائز العقيدة المسيحية، حيث كان التعصب والعنف والفساد يشكل وعاء لهذه الأسس التي تم إدخالها تدريجيا إلى الثقافة الوثنية في آسيا.

من مكان إلى آخر، يتابع الراهب بحثه لفهم العالم الطبيعي، خارجا عن نسيج الواقع، وفي هذا السياق، نراه في عشرات الصفحات الأولى، وكأنه غارق في مناقشة مع أناه، أو مع وعيه.
يقدم لنا السرد "عزازيل"، المسؤول عن تحريض الراهب وإغوائه بما هو أرضي وجسدي. إذ أن الشيطان سيدفع بشكل مباشر وغير مباشر إلى الانحرافات التى من شأنها أن تختبر استقامة الراهب وعفته.

"تُرى هل طرد الله آدم من الجنة لأنه عصى الأمر. أم لأنه حين عرف سر أنوثة حواء، أدرك رجولته واختلافه عن الله، مع أنه خلقه على صورته؟" (عزازيل)

لذة الجنس الأولى أو الإعجاب والصداقة التي تربط هيبا ببعض الشخصيات وتتخلل جميع أنحاء الكتاب، هو مايُبيّنُ ضمنيا في السرد أن الغواية تتخذ أشكالا متباينة. هيبا شخصية متعددة الأوجه.ويزداد تطوّر الشخصية وعمقها تأكّدا بسبب ازدواجيتها مع الشيطان، الذي يقوم بدور كاتم الأسرار
.
نشرت الرواية الأصلية عام 2009، وكان استقبالها يتراوح بين الثناء والنقد، وقد فازت إعزازيل" بالجائزة العالمية للرواية العربية. لم ينل محتوى الكتاب رضا الجماعة القبطية في مصر التي قاطعت الرواية ورفعت دعوى قضائية ضد المؤلف بصفته يهين الدين المسيحي ومبادئ هذا الاعتقاد. في كثير من الأحيان، يجعل يوسف زيدان كلام عزازيل تعليميّا شيئا ما، لعلاج بعض الفقرات في تاريخ المسيحية. وهناك مواجهات خفية في صفحات الكتاب تتعلق بطبيعة المسيح والإيمان بالمسيح التاريخي.

نثرُ يوسف زيدان، ماهر وسلس ، ويتجلى بوضوح تام في أكثر من 380 صفحة. فهو يورّط في القراءة، لدرجة أنه من السهل أن ننسى أننا نقرأ رواية. فالمؤلف يتملّك الخصائص الأساسية لقصة جيدة من أجل إعطاء الحياة للسرد، وبتعبير أدق، فإن صوت هيبا يصبح الوسيلة الموجزة المؤدية للحبكة. ومن خلال هذا المسار، يسجل المؤلف الرومانسية بعلامته الخاصة ، بأصالة سردية وواقعية في ذات الآن.

"البداية والنهاية , انما تكونان فقط فى الخط المستقيم ولا خطوط مستقيمة الا فى اوهامنا , أو فى الوريقات التى نسطر فيها ما نتوهمه . اما فى الحياة و فى الكون كله , فكل شئ دائرى يعود الى ما منه بدأ , ويتداخل مع ما به اتصل فليس ثمة بداية ولا نهاية على الحقيقة , وما ثم الا التوالى الذى لا ينقطع , فلا ينقطع فى الكون الاتصال , ولا ينفصم التداخل . .......
الامر الواحد يتوالى اتصاله فتتسع دائرته لتتداخل مع الامر الاخر وتتفرع عنهما دائرة جديدة تتداخل بدورها مع بقية الدوائر وتمتلئ الحياة بان تكتمل دائرتها فتفرغ عند انتهائنا بالموت , لنعود الى ما منه ابتدئنا ." (عزازيل)

إنها القصة الكونية لرجل وغوايته، تماما كما هي، تكتسب هواء جديدا، من خلال وجهة نظر يوسف زيدان الفريدة.
بين المبادئ وإلغوايات، يتابع هيبا التساؤلات في طريق بحثه.
وبوصفه راهبا، فإن هيبا يحمل صورة رداء أو عادة تتمثل في امتلائها الكاذب، لأنه قبل كل شيء، نعرف أن الإنسان لا يتصف بالكمال ، و بعد كل شيء، إذا كان الجسد ضعيفا، فإن العقل قوي.
(لياندرو دي ماتوس - 30 يونيو 2015)


النص الأصلي:


:http://nerdpride.com.br/azazel/?utm_source=feedburner&utm_medium=feed&utm_campaign=Feed%3A+nerdpride+%28Nerd+Pride%29&utm_content=FaceBook








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فأين انت؟
محب للرواية ( 2015 / 7 / 18 - 09:41 )
أكثر من تسعين بالمئة من مقالاتك عن يوسف زيدان .وأكثر من تسعين بالمائة منها عن رواية عزازيل،فلماذا تنسحقين أمام مؤلف ضحل كيوسف زيدان ،كما لوكنت المتحدث الرسمي له، ورواية عزازيل مقتبسة باكملها من نص إنجليزي،و ليست لها قيمة فنية ،و تيماتها أكل عليها الدهر و شرب،وجائزة البوكر العربية قيمتها التافهة معروفة ،ولأسباب مدغدغة لمشاعر العرب المسلمين المتخلفين،معظم كتاباتك حتى الآن مقالة واحدة تعيدين اجتراراها في مدح السيد. لماذا لا تتحررين قليلا و تنوعين موضوعاتك

حاولي أن تجدي نفسك ،


2 - شكر وتوضيح
حذام الودغيري ( 2015 / 7 / 18 - 10:52 )
الفاضل -محب للرواية- تحية طيبة
أولا أشكرك لاهتمامك بمنشوراتي، وبالإحصاءات التي قمت بها .صحيح أنني أهتم كثيرا بإبداعات يوسف زيدان ( في الواقع أهتم بآخرين، من مختلف بلاد العالم لا أكتب عنهم هنا ).و بصفتي أعرف بعض اللغات الأجنبية، يسرني أن أنقل للقارئ العربي ـ وبخاصة لمتابعي يوسف زيدان الذين يقومون بأبحاث جامعية عنه ـ من وقت لآخر مقالات عن رواياته، لتي تترك صدى جيدا في البلدان التي ترجمت إليها..
بالنسبة إلي عزازيل من أبدع الروايات، ولذلك تجدني أفتخر بها كإبداع عربي، أما -اللاهوت العربي وأصول العنف الديني- فهو من أعظمم الكتب الفكرية التي تتحدث في اللاهوت والدين وعن العقلية العربية، ومن أحبها إلى نفسي .
وثانيا، أشكرك لمشاعرك النبيلة تجاهي ولنصائحك. ولكن أطمئنك، لا تخف علي، أنا لا أنسحق أمام أحد، ولا أصطاد في ماء ضحل، وأعرف نفسي جيدا وأعرف موضعها. وإن شاء الله ستقرأ إبداعاتي الخاصة، المتنوعة أيضا :) تحياتي

اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى