الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الأسد أو لا أحد!-

مصعب وليد

2015 / 7 / 18
كتابات ساخرة


عندما كان "بسام المُلا" مُخرجاً للحارة كان مُبالغاً في أمله قليلاً وحينما عاد مشرفاً عاماً كان من الممكن أنّ تأثيراً طرأَ عليه ببعض من حِكمي حين قلت بصوتٍ خافت كي لا يسمعني الآخرون: "يئسنا من النهايات السعيدة!" ولكن السؤال المنطقي الذي لم يخطر على بال أحد هو سؤال أبي السياسي الذي كان يجب أن يُجاب عليه مُسبقاً: "هل "بسام المُلا" مع المعارضة أم مع النظام؟" وهذا سؤالٌ جوهري! وإن كان لزاماً الإجابة على هذا السؤال فعلينا أولاً تحديد أطراف الصراع!
وإن كان تحديد أطراف الصراع أمرٌ مهم، فالأولى، أولاً، الخروج من معضلة "علم الإجتماع" الذي صدع عقولنا في زقاق الحارة؛ ولأسبابٍ محيرة قرر كاتب النص "مروان قاووق"، الذي لم أعرفه إلا صدفةً في ضربة حظ على محرك البحث "جوجل"، الخروج عن المألوف في تحديد أهم الأطباق الشامية؛ ابتداءً من "الشاكرية" و"الصفيحة" مروراً بالمقبلات، التي لن أحددها مراعاةً لشهية القارئ. حتى على صعيد ما طاب من النساء لعائلة "الحكيم" بمثنى وثلاث ورباع، وضع الرقم المناسب إن شئت، لم يكن له دورٌ حاسم في الجزء السابع؛ فتجوز "الأب" امرأة من عدوه في الوطن، لكنها ماتت قبل أن يموت الوطن، وتجوز "عصام" ما طاب له من النساء، وأحب "العكيد" حبه الثاني بطريقةٍ أربكت القضية الفلسطينية بالتحديد قبل أن تُربك زوجته الأولى "خيرية" التي أحبها عن ظهر قلب.
وكي نَخرج من الصراع الذي دام سنيناً بالحسد الذي ضغى على نساء كبار الحارة، كان لا بدَّ، في نقاشٍ دار بيني وبين قريبي الذي لم أره وجهاً لوجه والذي لم يدخل في نقاشٍ سياسي مسبق معي، أن نخرج من "علم الإجتماع" وأن ندخل في "علم السياسة"؛ فصرح قائلاً بأن لِكُل مشكلةٍ جذورها، وتُشير مصادرٌ موثوقة الى أن تحديد أطراف الصراع، خاصة في الحالة الشامية، يُلزمنا بالعودة الى بداية الإنتداب الفرنسي في أوائل القرن العشرين، وإن لم تُصرح بذلك "إم زِكي" بمقولة مباشرة في الأجزاء السابقة. وبناءً على ذلك فأطراف الصراع هُم: "الفرنساوي"، بكسر الراء كما ينطقها "العكيد" "مُعتز"، و"أهل الشام" بالتشديد على الشين على حد تعبير الزعيم الأخير لـ"حارة الضبع"؛ الحكيم "أبو عصام". ويشير النقاش الذي إمتد الى نصف ساعة، بالضرورة، الى أن إمتداد الثورات الى بقاعٍ مختلفة في "الشرق الأوسط"، وكان لكل بقعة حارتها التي إنتهت بمرور الزمن، إلى أن حارةً واحدة استمرت بعد النكسات المتتالية وهي "حارة الضبع" ومن المفترض أن استمرارها كان للمحافظة على بقاء "الأسد"؛ فهو العامل الأقوى في كل المعادلات.
وكان عليَّ أن أتسائل: "من هو "أبو عصام" على كل حال؟" ولم يرشدني حدسي الإرتجالي إلا الى ربط واقع "الحارة" بالواقع الحالي للقرن الذي نعيش" قُلت لأبرر موقفي الذي لم يكن بحاجةٍ للتبرير: "بناءً على ذلك قد يكون الحكيم "أبو عصام" هو ذاته "الأسد"، الذي حاول كل "العواينية" سلبه ماء وجهه في أجزاء مختلفة، ليس لشيء ولكن حدسي يرشدني لذلك." وسؤالٌ كان لا بُدَّ من تجنبه لذلك لم يخطر على بال أحد من أطراف النقاش: "هل كان "الأسد" في الحارة أم خارجها؟" وإن كان خارجها؛ هل سيعود بصورة "عوايني"، مستندين في ذلك على منطق الكاتب "قاووق" في الجزء الذي ليس من الممكن أن يكون الثامن؟
يتردد صدى الواقع على صعيدٍ آخر بنكهةٍ مصرية: "يا عمي لو مكنوش الإخوان يبقى مين!" اذاً، هل كان "الإخوان" مرة أخرى أم "داعش"؛ للحقيقة فقط، وللتاريخ مرةً أُخرى، لا أحد يعلم، حتى قريبي الذي حاول جاهداً حل اللغز، وحتى المُشرف العام للحارة وبابها. وما يُهم الآن في التسلسل الزمني لهذا المسلسل أن أحداً قد أفقد الحارة عذريتها، هذا ما اتفقنا عليه، وهنالك من سرق بابها، بالمعنى المجازي. وتشير التنبؤات بالأجزاء التي قد لا تكون قادمة، بتوصيةٍ من "أسد" الحارة، الى أن طرفاً واحداً سيبقى على قدميه؛ "الأسد"، أو لا أحد، وهذا ختام مقولتي: "سئمت النهايات من سعادتها."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل