الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليتني كنت عراقيا

حسين ديبان

2005 / 10 / 12
حقوق الانسان


عنوان المقالة لا أقصد منه بأي حال من الأحوال تنكري لجنسيتي الفلسطينية,فعلى العكس من ذلك فأنا ربما أصل حد التطرف في مدى افتخاري بجنسيتي الفلسطينية,وهو ماسبب لي العديد من المشاكل في مطارات وعلى حدود الدول التي أتنقل بينها,حيث أني أحمل وثيقة السفر السورية,وهو مايفرض عليَ قانونا أن أسجل أنني سوري بجانب خانة الجنسية في بطاقة الدخول,ومع ذلك أسجل في كل مرة بأني فلسطيني مما يرتب على ذلك مشكلة من نوع ما تحل بكثير من الأسئلة والأجوبة حتى يتضح لموظف الجوازات أنني فلسطيني على الرغم من عبارة الجمهورية العربية السورية المكتوبة على غلاف الوثيقة, ولكن هناك أسباب فرضت علي نفسها لأتمنى ماتمنيت من أن أكون عراقيا.


من تلك الأسباب أن العراق أصبح وبعد التاسع من نيسان2003 أول بلد عربي ينتقل من مرحلة الديكتاتورية والحكم الشمولي الإجرامي القمعي إلى مرحلة أخرى تختلف اختلافا جذريا عن ماقبل ذلك التاريخ,فالحكم هناك عاد إلى صاحبه الشرعي متمثلا بالشعب العراقي بكافة تلاوينه القومية والدينية والمذهبية,بعد أن كان حكرا على ( أقلية الأقلية ) تحكم بالقتل والقمع والفساد والإفساد,ليصبحوا بعد ذلك التاريخ وبسبب جرائمهم التي إرتكبوها على مدار عشرات السنين إلى نزلاء سجون بإنتظار محاكمتهم , تلك المحاكمة التي حرموا منها ضحاياهم,وهذا الذي حصل لم يحصل في أي بلد عربي إلا مؤخرا في لبنان حيث أصبح قادة الأجهزة الأمنية وحاكمي السجون نزلاء في تلك السجون التي أدخلوا اليها الكثير من الأبرياء والمظلومين,وما حصل في لبنان هو إحدى الهزات الإرتدادية لزلزال التاسع من نيسان2003,وبعيدا عما يثيره الكارهون والحاقدون من فرسان الإعلام العربي المهووس والغارق في أيدولوجيات ظلامية تجاوزها الزمن من أن العراق يعيش حالة تراجع إلى الوراء,فالأمور على أرض الواقع تقول أن العراقي الأن هو العربي الوحيد الذي يحق له التظاهر والإحتجاج بشكل قانوني ودستوري,والعراقي هو الوحيد بين ((إخوته العرب)) من يحق له التفكير الحر والتعبير بإبداء رأيه وبكافة الأشكال المقروء والمسموع والمرئي دون أن يتعرض للملاحقة والإعتقال وفبركة القصص المشينة المسيئة لسمعة وشرف الإنسان كما حصل أول أمس للمعارض السوري المحامي أكرم البني ,والعراقي اليوم يتمتع بالكثير من المشافي والمدارس والجامعات والطرق والمطارات ومحطات الماء والكهرباء الحديثة التي تم بناءها ويتجاهلها بإستمرار ذلك الإعلام العربي,كما ويحاول إرهابيي العرب المتأسلمين العمل على تفجيرها و تدميرها وإغتيال كوادرها بأجسادهم العفنة أملا في جنة مزعومة وحور عيون لاوجود لهن إلا في مخيلاتهم المريضة.


والأهم من ذلك أن العراقي بعد التاسع من نيسان أصبح من حقه أن يختار ممثلوه في إنتخابات حقيقية تتجاوز مسرحيات ال99% العربية الهزيلة,ورأينا كيف مارس العراقيون بكل تحدي للإرهابيين والقتلة حقهم بإنتخاب ممثليهم في الجمعية الوطنية حيث شارك ثمانية ملايين عراقي من أصل 26 مليون هم عدد سكان العراق في حين أن الذين ذهبوا لإنتخابات الرئاسة المصرية ورغم ماتتمتع به مصر من إستقرار وأمان لم يصلوا إلى ثمانية ملايين من 80 مليون مصري لمعرفة الشعب المصري أن إنتخابات في ظل نظام مبارك ليست إلا غطاء لمنحه شرعية مفقودة أصلا, وأن هذا العراقي واستكمالا لللخطوات الديقراطية التي تمت مدعو لممارسة حقه في الإستفتاء على دستوره الجديد في الخامس عشر من هذا الشهر,وهو الدستور الذي تفتقده كل البلاد العربية حيث تسود دساتير القمع والعار والعنصرية وأحكام الطوارئ وبساطير العسكر,ولعمري أن هذا السبب الأخير وهو حق العراقي في كتابة دستوره, وحده هذا الحق الذي تحقق للعراقي هو سبب كاف جدا لأتمنى أن أكون عراقيا وياليتي كنت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية