الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدواعش قتلة الإنسان.

جعفر المهاجر

2015 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الدواعش قتلة الإنسان .
جعفر المهاجر.
إرتكب وحوش العصر المجرمون الدواعش واحدة من أبشع جرائمهم الشنعاء في أول يوم من عيد الفطر المبارك حيث باغت وغد داعشي سفاح الأبرياء في سوق مزدحم في ناحية خان بني سعد التابعة لمحافظة ديالى بسيارته المحملة بثلاثة أطنان من المتفجرات فقتل أكثرمن 120 بريئا وجرح عشرات الأبرياء معظمهم جروحهم بليغة . وصعدت هذه الأرواح البريئة إلى السماء تشكو لخالقها هذا الظلم الفادح الذي لم تشهده البشرية طيلة تأريخها. ومن الواجب الإنساني والأخلاقي أن تبادر كل منظمات حقوق الإنسان في العالم ومنها منظمة هيومن رايس ووتش هذه الجريمه النكراء لأنها ضد المجتمع البشري وكل القيم الإنسانية. ولأنها تنم عن حقد دموي أعمى ضد حضارة الإنسان ووجوده. ومن حق أي إنسان عاقل ينتمي إلى المنظومة البشرية في هذا العالم أن يتساءل إلى أية سلالة من البشر ينتمي هؤلاء القتلة الذين يتباهون بقتل البشر الأبرياء في بياناتهم وكأنها في نظرهم فتح جديد في عالم الإختراعات ؟ هل ينتمون إلى سلالة التتر؟ أوإلى مجموعات الخوارج الذين إتهموا كل المسلمين بالكفر؟ هل أنهم أحفاد هتلر وموسليني؟ أم إنهم من آكلي لحوم البشر؟ ولماذا تطلق عليهم وسائل الإعلام الطائفية إسم (الدولة الإسلامية) وتتغاضى في معظم الأحيان عن جرائمهم؟ لابل تذهب إلى أبعد من هذا وتتهم الحشد الشعبي الذي يكافح هذا الوباء بأنه ( أكثر إجراما ) من داعش، وتستضيف من يدعم هذه الوحوش ليصبوا جام غضبهم على الحشد الشعبي ، ونعته بمختلف التهم الظالمة لتضليل عقول الناس وهي تساهم بطريقة غير مباشرة في دعم هذه الوحوش الضارية.ومن هي الجهات التي تمد هؤلاء القتلة بالسلاح والمال لكي يقوموا بجرائمهم؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهن كل إنسان يسمع بهذه الجرائم التي يرتكبها الدواعش الأنذال ويقدر قيمة النفس البشرية ويحترمها. وأقول لهؤلاء القتلة الأوغاد:
أيها القتلة المجرمون ؟ ياأعداء الجنس البشري ؟ من أية طينة جبلتم ؟ ومن أي كهف مظلم جئتم ؟ ولماذا تقتلون النفس التي حرم الله قتلها ؟ وإلى متى ستستمرون بارتكاب هذه المجازر البشعة التي هزت وأوجعت وآلمت كل إنسان يحمل أدنى الصفات البشرية.
وأي دين وأية شريعة تبيح لكم ارتكاب هذه المجازر المروعة.؟
لقد جربتم كل وسائل الجريمة فجندتم النساء والأطفال لتفجير أنفسهم بين الأبرياء وجربتم الدراجات الهوائية والحيوانات والسيارات المفخخة لقتل البشر. ووضعتم قنابل الموت بين أكوام القمامة لكي تقتل عمال النظافة الذين يعيلون عوائلهم المعدمة ، وذهبتم إلى عمال البناء المساكين وفجرتم أجسادكم النتنة بينهم. ومزقتم أشلائهم دون أي ذنب. وبعتم النساء في سوق النخاسة بآسم الإسلام ودمرتم الآثار وسرقتم منها الكثير أما شبعتم من الدماء ؟ ترى ماذا يلقنكم وعاظكم وغاسلي أدمغتكم ؟ وكيف تصدقون بوعاظكم وغاسلي أدمغتكم، وتعتقدون بأن الجنة مفتوحة لكم حال تفجير أجسادكم النتنة بين الأبرياء .؟ ألا تملكون ذرة من العقل الذي يميز بين الخير والشر؟ وبين الأبيض والأسود؟ وهل تعلمون كم من الأرامل والأيتام والأمهات الثكالى يعيشون اليوم في عمق المأساة وتلتهمهم الأحزان نتيجة ما ارتكبتموه من جرائم بحق آبائهم وأزواجهن وأبنائهن . وهل توجد فئة ضالة فاسدة تعيث في الأرض إجراما وفسادا أكثر منكم أيها الدواعش اللقطاء؟
وقد قال الله في محكم كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم :
( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.) المائدة-33
لقد أصبح إسم الإسلام مخيفا ومرعبا في الدول الأجنبية التي لاتدين بالإسلام نتيجة جرائمكم الهمجية البعيدة كل البعد عن أي دين سماوي في العالم. وأصبح الملايين من المسلمين الذين يعيشون في هذه الدول متهمون حتى تثبت براءتهم نتيجة جرائمكم الهمجية. وكيف تصدقون وعاظكم الشياطين الذين يدفعونكم إلى محرقة الهلاك والخزي في الدنيا والآخرة بأنكم ستفرضون إرادتكم الشريرة على الشعوب نتيجة قتلكم للناس الأبرياء بصورة عشوائية.؟ ومتى تدركون إنكم بارتكابكم هذه الجرائم النكراء تصبحون أعداء ألداء للبشرية. فمتى ستصحو ضمائركم هذا إذا بقي لكم ذرة من عقل أو بقية من ضمير؟
لقد صمم العراقيون الشرفاء على إستئصالكم من هذه الأرض الطيبة وتطهيرها من رجسكم ودنسكم. وإن جرائمكم البشعة ليست من شيم العراقيين ولا من أخلاقهم منذ أن أوجد الله العراق . ومهما أمعنتم في جرائمكم فلن تتحقق أحلامكم الجهنمية الخرقاء بالاستيلاء على مقدرات المجتمع العراقي وتثبيت دولة الخرافة والضلال على تراب العراق. ومهما تفننتم في أساليبكم الإجرامية فلن تفلحوا أبدا في سلوككم الهمجي البربري لأنكم تواجهون شعبا له طلائع قتالية آلت على نفسها وعاهدت الله والشعب والوطن أن لاتبقي لكم من باقية ، وستحرر كل أرض العراق قريبا بإذن الله وسيكون مصيركم الهلاك والهزيمة والخذلان. وستسقطون في مزبلة التأريخ تلعنكم البشرية ولا يمكن للعراق الأبي أن يكون مرتعا للإرهاب والإرهابيين مهما كانت التضحيات جسيمة وقاسية. وأقول للسياسيين الذين ألهبوا الساحة العراقية بسجالاتهم العقيمة الخاوية وملأوا قلوب العراقيين قيحا، وزرعوا الفرقة والتناحر نتيجة صراعاتهم على الحصص والمناصب كفاكم صراعا وتشكيكا وتخوينا لبعضكم البعض فالإرهاب يجد في صراعاتكم العقيمة هذه أرضا خصبة في تنفيذ مآربه الدموية الشريرة . إرحموا أيها السياسيون دموع الأمهات الثكالى. إرحموا الأيتام والمشردين ولا تلجأوا إلى الفضائيات الطائفية لطرح صراعاتكم التي لاتبدو لها أية نهاية . لقد خاطبكم العقلاء مرات ومرات ولكنكم ركبتم رؤوسكم، وأصررتم على عنادكم، واستولت عليكم مطامعكم الدنيوية وحين يخاطبكم مواطن أوجعت قلبه سجالاتكم العقيمة تصمون آذانكم لكي لاتستمعوا لشكواه وتغلقون عيونكم لكي لاترى هول الكارثة التي حلت بالعراق. لكن حين يقترب موعد الانتخابات تشمرون عن أردانكم ، وتقدموا أنفسكم بغير الصورة البائسة والمهزوزة التي يراكم فيها بعد الانتخابات ولا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين مادمتم تخوضون في صراعات لانهاية لها ولا تقيموا وزنا لمعاناة هذا الشعب الجريح الذي يسيل دم العشرات من أبنائه يوميا على أيدي الإرهابيين القتلة.
ولابد للحكومة اليوم أن تجند كل إمكاناتها العسكرية من جيش وشرطة وحشد شعبي للانقضاض على أوكار المجرمين الدواعش.ولابد من ضربهم ضربات موجعة تفقدهم المبادرة في الهجوم ،وتشتت كل خططهم وجرائمهم قبل ارتكابها. فأرواح الناس الأبرياء في ذمة حكومتهم ولا بد من حمايتها من هؤلاء القتلة المجرمين بتدمير خلاياهم ومصادر تموينهم، ولابد من آستيراد أجهزة متطورة لكشف المتفجرات لكي تمنع هؤلاء المجرمين الأوغاد من التسلل إلى المناطق الشعبية بأحزمتهم الناسفة وسياراتهم المفخخة ليجهزوا على الأبرياء ويمزقوا لحومهم كما حدث في ناحية خان بني سعد. ومن الغريب حقا أن يتسلل إرهابي قاتل يحمل في سيارته ثلاثة أطنان من المتفجرات إلى سوق شعبي ويرتكب جريمته الوحشية دون أن يُكتشف.
لقد سمع الشعب الكثيرعن الخطط والأجهزة الحديثة لكشف المتفجرات والسيارات المفخخة ولكن المجرمين مازالوا يرتكبون جرائمهم النكراء ويستبيحون أرواح الأبرياء. والمطلوب اليوم من قوى الأمن اليقظة والحذر التامين، وتقوية العمل الإستخباري لرصد تحركات هؤلاء المجرمين والقضاء عليهم قبل آرتكاب جرائمهم. ولا عذر للمسؤولين الأمنيين في مناطقهم بعد هذه السنوات الطويلة من سفك دماء العراقيين الأبرياء . ولابد من تعاون كل أبناء الشعب الشرفاء مع الحكومة في هذا المجال لكي لايلتقط هؤلاء المجرمون أنفاسهم ويلملموا شراذمهم ويصيبوا الأبرياء في مقتل . إن المبررات التي تقدمها الجهات المسؤولة التي تحدث فيها مثل هذه الإنفجارات المروعة في كل مره لم تعد مقنعة للكثير من العراقيين بعد اليوم. تغمد الله الشهداء بواسع رحمته وألهم ذويهم الصبر والسلوان والموت والعار والشنار للدواعش الأشرار قتلة الإنسان.
جعفر المهاجر.
18/7/2015م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لعنة الله على الفاسدين
صباح ابراهيم ( 2015 / 7 / 20 - 10:04 )
هل يُعقل ان حكومة تصرف المليارات من الدولارات سنويا لاتستطيع ان توفر اجهزة متطورة لكشف المتفجرات وتوزعها على المحافضات الساخنة ؟
المشكلة هي في توزيع ( الكومشن ) على المتعاقدين على عقود تلك الاجهزة من الفاسدين في اجهزة الدولة الامنية والتجارية ، هي من تمنع تنفيذ تلك العقود .
ان لم يقضى على الفساد المالي والاداري وهو صورة اخرى من الارهاب ، فلن يرتاح الشعب العراقي ابدا ، ويستمر بنزف الدماء رخيصة من اجل جيوب الفاسدين .

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تقرر بالإجماع تجنيد الحريديم | #غ


.. مظاهرة في مارسيليا ضد مشاركة إسرائيل بالأولمبياد




.. الرئيس السابق لجهاز الشاباك: لا أمن لإسرائيل دون إنهاء الاحت


.. بلا مأوى أو دليل.. القضاء الأردني: تورط 28 شخصا في واقعة وفا




.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق