الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صنع في العراق

خالد علوكة

2015 / 7 / 19
الصناعة والزراعة


صنع في العراق
قوة أي بلد ومجتمع لايعتمد على القوة العسكرية فحسب بل على الاقتصاد عٍماد الامم ومقياس تطورها . وقد ضاعت وغابت هذه العبارة والعلامة (صنع في العراق) بعد زمن رأسمالية الديمقراطية المقيته بل صارت من الماضي بعد أن كانت فخر وأكثر من مجرد صناعة وطنية لتوفر مقومات الاقتصاد المحلي من خبراء عراقيين وايدي عاملة فنية ومواد اولية متوفرة محليا ، ومنذ انشاء الدولة العراقية عام 1921م عملت الحكومات في انشاء المعامل والمصانع وتشجيع الزراعة وتنشيطها . لأن أي شعب لايأكل مما تصنع وتزرع اياديه فانه شعب خامل وخسران من صحته وماله ولن ينفعه الاعتماد على الغير مهما كان رخيصا.
لايمكن أن ننسى معامل القطاع العام من مصنع الصلب والحديد في البصرة ومعمل اطارات الديوانية ومعامل تعليب كربلاء ومعمل المنسوجات القطنية في واسط ومعمل زجاج الرمادي ومصنع أدوية سامراء ومعمل نسيج الموصل ومعمل سيكائر اربيل ومعمل معجون دهوك وعشرات معامل للسمنت في المحافظات ومصانع الكهربائيات من طباخ وثلاجة ومجمدة وصوبات عشتارالراقية وغيرها الكثير من الصناعات المحلية التي قامت لسد حاجة السوق العراقية .والحديث عن غياب الزراعة يفطر القلب يكفي العراق بانه كان يصدرللخارج وليس كما ألان يستورد كل شئ من الفواكه والخضراوات ونظرة صحية لحضور طماطة قضاء الزبير ثم تلحق بها في فصل الربيع طماطة سامراء ولا تنتهي حتى تنزل للسوق في الصيف محاصيل مزارع ربيعة وهذا الاكتفاء الذاتي له رائحة التربة و ذو نوعية لذيذة ورخيصة .
وايضا أين القطاع الخاص الذي كان مؤهلا لدعم القطاع العام فقد غاب وذبح بالارهاب والاختطاف... وهذا مجرد تذكر وجرد بسيط لمال الشعب (ألمختطف ) من المعامل والمصانع وليس مقارنه فقط والسؤال أين مصير تلك المعامل والمصانع والزراعة وأين موظفيها ؟ هل اصبحت خردة واحيلت على التقاعد أم الديمقراطية والانتخابات جعلتها فائضة.و هل يعقل لدينا كومة من هؤلاء السياسيين في البرلمان والدولة يحكون كل يوم بالسياسة ساعات ، وبالاقتصاد لانجد أحدا يحكي عن وسائل الانتاج وسبل تفعيل الصناعة والزراعة المحلية.
من الناحية الاقتصادية أدى سقوط بغداد الى انهيار اقتصاد البلد الصناعي والزراعي والانتاجي رغم الانتعاش المالي الذي حصل بعده ،واصبح كل شئ ياتينا من الخارج باسم عولمة السوق المفتوحة بحيث تكون المادة المستوردة ارخص من المحصول والانتاج المحلي العراقي مما ادى الى هروب وابتعاد الفلاح والمزارع عن ارضه والتجأ مع اولاده الى التعيين كومظف عند الدولة ويشترى الخضراوات من السوق بعد أن كان يزرعها وينتجها بيده . إن الاعتماد فقط على عوائد تصدير النفط كمصدر وحيد للعيش والرزق خطأ كبير وإذا استمر هكذا كل شئ استيراد تكون النتائج كارثية واذا قل سعر برميل النفط أكثر مما يحدث الان أو نضب النفط لاسمح الله ماذا نفعل ؟.
طبعا المسؤولين العراقيين لايهمهم وليس بيدهم حل لسوء وحال الشعب ولا أين مصير ميزانية البلد والى أين يمشي اقتصاد البلد وأين المعامل والمصانع والزراعة لان مصالحهم مضمونه في الخارج قبل الداخل . وحتى لو انتهى العراق لاسمح الله غدا فانهم بعد غد تراهم في شقق ومنتجعات المغرب وهاواي والعريش .
إننا يجب ان ننظر الى الامام ونبحث عن الحل واحياء (صنع في العراق) ويكون بجملة حلول منها (1) إعادة تنظيم حاجات البلد الاساسية و(2) تشغيل وصيانه المعامل المتوقفة والعاطلة و(3) وقف الاستيراد العشوائي وسد الحدود بوجه عبور كل شئ و(4) مساعدة القطاع الخاص بالنهوض بمهامه و(5) تشجيع عودة ودعم زراعة الفلاح من كافة الجوانب و(6) أن يتمسك المواطن في ألتعاون وشراء المنتوج المحلي .و(7) تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي بما يضمن مصلحة المواطن أولا وليس مصلحة شركات الاستثمار .
واذ نستغرب بعض نشاط القطاع الخاص (ولو انه طعن هو الاخر بالخسارة مثل القطاع العام ) لكنه يملك مشاريع مستحدثة ليس لها مردود اقتصادي مثل كثرة فتح قنوات فضائية خاصة لاكثر من رجل اعمال تبث داخل العراق وقد لانجد له جدية واندفاع في إنشاء معمل انتاج المعجون أو حقل لتربية الدواجن والعجول الاسماك ولعل بيع الكلام والشهرة يربح اكثر من المشاريع الاقتصادية ومساعدة الشعب .
والامل معقود دوما بالخيرين ولابد للقيد ان ينكسر ولن يبقى الوضع الاقتصادي هكذا مترديا مثل الوضع السياسي والامني وخطأ ألاعتماد على الاستيراد من الخارج في كل شئ تقريبا جلب معه فوضى الفساد الاقتصادي واستيراد الديمقراطية والارهاب والفتنه الطائفية الغريبة عن الجسم العراقي ... و لم يبقى حاليا في العراق شغال غير ( سلم الرواتب ) فاذا إنهار هو الاخر فاقرأ على العراق السلام .وكما أن صرف الرواتب أصبح متقطع ويتأخر لاول مرة في تاريخ الدولة العراقية !. وكان الله في عون الناس الذين ليس لديهم راتب ومعيل . ولكن الشعوب ألحية لاتموت لانها منتجة وتصنع مستقبلها بيدها دوما ولاتعتمد على غيرها... وسوف تبقى علامة (صنع في العراق) موجودة تنمو وتعيش لانها تفيدالمواطن وكل محتاج وليست ملك للحكومة أو لرئيس أو زعيم أو مسؤول معين وألامل معقود بعودة أموال الشعب للشعب مهما طال إلاعوجاج والفساد لان المواطن ليس سببه وعلته لكنه فرض عليه بالقوة من الخارج وسيذهب خارجا .
ومهما عَللٌنا وحملنا مسؤولية سوء وضع العراق السياسي والاقتصادي وألامني على فلان وعلان وقلنا بأن العراقيين سبب العلة أو جزء منها لكن يبقى ألسبب الرئيسي لانهيار الوضع هو قدوم وهيمنة (ألعامل وألفكر ألرأسمالي الغربي ألامريكي ) على البلد بحيث وضع نصب عينيه إبتلاع الارض والكون وجعلوا حياة ومستقبل الشعوب بإمرتهم وبيدهم الملطخه بجشع الربح المالي فقط . واذكر ماكتبه المفكر العراقي (هادي العلوي قبل عام 1999م في آخر حوار معه في كتابه (حوارالحاضر والمستقبل ) ص 92 / ط / اولى دمشق 1999م مطبعة دار الطليعة ) .عن هيمنه الغرب الامريكي على مقدرات الشعوب أذ نطق ( فالغرب المنسجم مع نفسه يشدد من عدوانيته على العالم الثالث ويتجه لاعادة صياغة هذا العالم وفق معايير التي يريدها وتدخل في هذا الهجمة مخططات ألتدمير والمهابدة كتلك الجارية في روسيا والعراق وهما موضوعات لمخطط إبادي يستهدف البشر والجغرافيا وأن عملاء محليين يساعدون في تنفيذ هذا المخطط .. ) وألان يبدو كبديل نفس العملاء يساعدون بتفيذ هذاالمخطط ألتدميري مع الاسف .
وزاد صواب رأي مفكرنا ألعلوي ص 105من نفس المصدر ونطق ( على المثقف ملاحظة تلاقي مرجعية العدوان مع مرجعية حقوق الانسان واللجوء الانساني .... وفتح الحدود للهاربيين من صواريخ الغرب أو قمع الحكومات المحمية غربياَ )... وهكذا تنبأ وتوقع مفكرعراقي قح لاتمحى عنه ماركة عشق الوطن في { صنع في العراق } ...........

ملاحظة / المهابدة تعني الابادة الجماعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلم الدولة الكردية.. بين واقعٍ معقّد ووعود لم تتحقق


.. ا?لعاب ا?ولمبية باريس 2024: سباح فلسطيني يمثل ب?ده ويأمل في




.. منيرة الصلح تمثل لبنان في بينالي البندقية مع -رقصة من حكايته


.. البحث عن الجذور بأي ثمن.. برازيليون يبحثون عن أصولهم الأفريق




.. إجلاء اثنين من الحيتان البيضاء من منطقة حرب في أوكرانيا إلى