الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محكيات

سعيد الشفتاوي

2015 / 7 / 19
الادب والفن


اخي وصديقي خليل المعاضيدي لا اعرف كيف اصبحت صديقا ولكنه هو الذي يحدد اصدقائه . كان يبحث عن الجديد والمحفز . هذه الروح هي التي جذبتني لاكون صديقه .كان يبحث عن الوعاء الذي يسكب فيه همومه وربما كنت انا ذلك الوعاء ويشرفني ذلك . كنت بعيدا عن الشعر وهو شاعر ومترجم وصحافي. اهتماماتنا متباعدة وقواسمنا متقاربة. كان يضحك كثيرا لايمائة ذكية او مزحة عابرة يحب مدينته بعقوبة بل يعشقها. يحبه الناس وخاصة البسطاء وما زالوا يذكرونه. ما زال الناس في بعقوبة يستوقفوني ويستذكرون الشهيد ويذكروني بمواقفه الجميلة التي لا تنسى. احن الى خليل واتمنى انه لم يذهب . لو كان خليل موجودا الان لكان هذا عصره وملعبه. الاستاذ المعاضيدي شاعر ومتمرد على عصره ومجدد يحاول ان يضفي على حياة الناس البهجة بسلوكه المتألق يكتب شعرا ذا نبرة ثائرة تعزز في السامع شوقا وانجذابا للشعر . لم يكن كلاسيكيا كما الاخرون من زملائه المدرسين. كان مع الطلبة تلميذ يعلم ويتعلم سريع البديهة مكتشف للجركات والومضات والمواهب لديه عيون الشباب وانطباعاتهم ولهذا انجذبوا اليه وكان القلب الواسع والرحب لهم. هذا الشيء اغاض اعداءه وخلق له المشاكل والعراقيل . عندما عمل في مجال الصحافة كان يبحث عن الجديد ويجازف في ذلك ويقحم اقرب الناس اليه في اختياراته . خليل انسان قل نظيره بين الناس . كنا عندما نلتقيه يوميا ينعش قلوبنا من خلال طرح الاشياء الجديدة وكذلك نسعد بتعليقاته الخفيفة الظل .حين بدأت بايماءات الحرف العذري جاءت تخاطب خليل . فلدي بضع من القطع تجرأت على تنسيقها في (محكيات ملونة )كل لون منها يمثل مشروع قصيدة. اقدمها كما يلي لعلها تكون قد اعطت الاحساس الذي اناهدفت اليه .
اللعصافير يغني

خليل المعاضيدي صاحب الكلمة الاسرة
صديق العصافير
اطير اليك كعصفور انهكه الضمى
اعطني جبينك كي اعانقك ياصاحب الحدس الثاقب
ياتوام الروح اضمك بقلبي واغلقه
يازمني الغائب والحاضر والاتي
يا لك من عنفوان وجرح واعصار دوى بوجه المستبدين
حين حط بقربك خائفا ذالك النتن المشبع بالعتمتة
يتأبط اوراقه الصفراء يساومك كي تلوث روحك وعقلك
راميا في حجرك الدنيا واعدا بانها بين يديك
فيا له من بائس لم يعلم بانك اقوى واعلى من قمم الجبال
فكل بهاء الارض لك والحب لك يا ملك الاشياء
حين قذفت بكل تفاهاته على سحنته الغابرة
فر وهو يلملم خيبته ويلعن فكره الاسن
وحين صباح اقتادوك الى غير رجعة
ومرت الايام والسنين لم نرك ولاكن مازلت شامخا
تسند ظهرك الى خراسان الطفل وتنشد
لبعقوبة الان ليمونة
وما زالت خليتك تجتمع وتناقش طلاسمك الاتية


امحكية الثانية
جذر

يتغير لون العشب
والفصول غريبة
وازهار بالقرب مني تذوب
اخاطب موطأ للمعاضيدي
تفوح منه جداول
وتغرد حوله العصافير
عند المساء ارنو
اراقب شرفة كنت تجلس بها
ولكن الان تسكر على عطر الشيشة
وعيون بها لا تعرف من انت
وفجأة رأيتك تمر تحتها
غير مباليا
تبعتك وقلبي يسبقني
وجلا من فقدك ثانية
ركضت واسمك ارسمه في الهواء
والامل يهرول امامي
احسستك تبحث عن جذر
وعن وطن
وعن حانة كانت هنا
غادرتها قبل الغروب
بحثت في كل الدروب
والزوايا
ما وجدت سوى السراب
اطلالا وخراب
معالم تسكنها سنن متوحشة
اني اعلم انك وجدت بعقوبة بلا روح
وبلا ملامح بريئة
يا صاحبي اني اموت مع الليل
واصحو فلا اجد الجواب
المحكية الثالثة
خليل
هدني البعد واضناني الحنين
لبساتين بلادي لعطور الياسمين
قادني الشوق لاحلام الطفوله
للنخيلات الجميله
وتعاريش الخميله
لضفاف النهر والاشجار والبيت الامين
توتها البري عنقود مدلى
يوخز الكف بلطف ليس الا
هذه الجنة فيها
نام عمري وتدلى
ها هو الليل بلا ظل يغني بانين
هداة العمر على جرف التمني
هولحني
هو عصفوري يغني
انه مني
بانفاسي يدندن
ويغذي الحالمين
يا خليل
يا لاهات السنين
حملت ايامنا جورا الى سر دفين
ايها النهر انا ابنك قد جئت
وهذا زمني
اعطني خيطا فنحن الغارقين
في حناياك طربنا
واقمنا روضة في كل حين
هل اجد فيك خفايا من --- خليل
هل اجد فيك معاضيدي --- اصيل
ايها النهر لقد غناك قبلي
وانا منه صدى
انه الفجر
وانت النهر
صنوان واحلام
وعمق الهائمين
المحكية الرابعة
عطر
افتش بين الوجوه
لعله شجن يدلني
وخز يقظ مضجعي
لا استفيق من الغروب
وتسائلني الدروب
بين القبور ادس قلبي
يغور عن سر التراب
وهل بعضي هنا
هنا عمري اضعت صباه
هنا قدمي تتيه
وقد جفت دموعي
وايامي كما الخريف
طيا لمحت حرفا
بقايا شاهد مجهول
عطر الياسمين
بكيت على ضفافك
احتسي الثغرات
بكيت على قدري
والزمني البكاء
بين خطوط الفراق
والغربة
والاندحار
هو الزمن الذي تعبت رؤاه
مددت يدي
قم يا صديقي
( دع عنك لومي)
تقدم وانظر بعيدا
هل ترى ما----
تعالوا نبكي سوية عند ( المعاضيدي)
نسقي الشهداء من عذب الرضاب
ونعيد ( لهند ) معادلها الروحي
ول (سعيد) ومظته
ول (سلام) بهجته
ونقرا القصائد للنهر لخريسان
فالطفل قد غادر
وهام في الضفة الاخرىتعال انت
لكي نعيد الحرارة والبراءة
ما بين بعقوبة والنهر
ونسكب ليمونة عند المساء
فالعصافيرتبني اعشاشها الجديدة
المحكية الخامسة
كالاتي

خليل كان كالاتي
برئ مثل عصفور
ذكي ثاقب الاحساس كالنور
شفيف
شامخ كالطود
كالاعصار
لايخبو
نقي كالماء كالزهر اذا يصفو
يحب الناس معطاء
بلا كبر
هو الطهر
هو الابكار كالفجر
اذا الاشعار تاتيه
يبز الكل في الشعر
يحب الماء والالوان تلهمه
كشخص راح في السكر
خليل الورد والنهر
عصي حاضر الافكار ان يبست
له تجري
فوالله انا ثمل
بحب خليلنا
يطول العمر او يسري
المحكية السادسة
هاجس
. اني وجدتك بعد حين
ولمحت مظهرك الحزين
لا يستكين
اني فقدتك يا صديقي في الزحام
وسط التراكم والسنين
هلا تبث بي الرؤى
فدمي حنين
حتى اغوص لكي اكون بقربك
احتاج الى صبر البحار
قلقي ضنين
يا صاحبي اقدم
بسمرتك البريقة
اقدم بسرائرك الانيقة
بعيونك المتسلقةالرقيقة
انا هائم في عمق منجمك الدفين
اليوم ايقظني النوى
اليك
انت تذكرني
وتسمع اهتي
ما زالت الكلمات في قلبي
ترن وترتوي
بها هاجس الامل الرهين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أصالة الوصل
حاتم جعفر ( 2015 / 7 / 19 - 17:21 )
ما هذا الدفق الشعري العذب، لقد حملت يا سعيد في هذا النص كل أسباب الصداقة الأنيقة والتي أشمُّ منها رائحة الإغتراب الحالية وما تحمل من حنين كذلك الى ذلك الذي راح بعيداً . إنه نكهة الزمان الجميل، كيف فلت من بين أيدينا على حين غفلة ولم نك بعد قد ارتوينا وعلى نحو كاف من رحيقه، لا أظنه سيعود ثانية. إنك لم تكتب عن خليل الراحل فحسب بل عن أغانٍ جميلة كنا نطرب عليها وننشدها سوية ساعة السحر. أهنئك من القلب ثانية على هذا النص.

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟