الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقليد والمحاكاة علامة عقم وافلاس

كاظم الحناوي

2015 / 7 / 19
الارهاب, الحرب والسلام


التقليد والمحاكاة علامة عقم وافلاس
كاظم الحناوي
كيف يستطيع الأخر ان يقدر الاسلام والمسلمين وهو يرى دعاتهم واعلامهم والقيم التي يبثها هؤلاء . ان ما نراه ونسمعه من فتاوى وخطب دينية هنا وهناك امرا مؤلما ومؤثرا ومفعما بكأبة سوداء ومليء بكبرياء واعية تؤدي بهؤلاء المفتين والمبشرين بأديان ومذاهب جديدة بعيدة كل البعد عن ما اتفقت عليه كل الاديان من مباديء سامية ...
لقد ادى دفع هؤلاء بالعديد من الشباب الى الانسياق وراء تصورات دينية لان ليس لديهم ما يصححون به خرافاتهم سوى الاعلان الفج عن احاديث ملفقة من كتب التراث او على لسان رواة مليئة احاديثهم بالكذب والرياء والنفاق..
وما ينقله لنا الاعلام يوميا فيه كل ما يثير الضحك للمثقف وهو اكثر اثارة للرعب للانسان البسيط لان ما نراه مضحك لانه مرعب ومرعب لانه مضحك لانه يتنافى مع حقيقة الصراع بين الايمان بما هو مقدس وبين عدم الايمان به بسبب نوع الثقافة المسيطرة في واقعنا الحالي..
انت امام مفتين يوميين يعدون بالعشرات على المواقع الالكترونية والفضائيات يهذون بفتاوى مليئة بالخرافات والهلوسات الممعنة في الجنون وكما يقول المثل شر البلية ما يضحك ...هذه الفتاوي في هذا الظرف الحرج وحال عالمنا العربي تتساقط بنية دوله وقواه العسكرية وجيوشه واحدة تلو الاخرى وفي خضم كل ذلك يأتي المفتين بهذه الاجتهادات المثيرة للسخرية !.
ألم يفتي هؤلاء:
بجواز أكل لحم الجن؟... رضاعة الكبير؟... جواز نكاح الزوجة المتوفية؟
نكح المرأة المتزوجة شرط أن تكون راضية وأن يكون زوجها قد قصر في أدائه؟والعشرات من الفتاوى على هذه الشاكلة.
وظاهرة المفتين والانبياء الدجالين ليست جديدة ...ففي امريكا والعالم سبقنا هؤلاء وهم مثال حي لظاهرة (التقليد والمحاكاة) فهارتس موتس يطوف في الشوارع ليعض الناس لبناء كنيسة جديدة وقد وجد من الانبياء الدجالين يتصارعون حول المهن التي ستفرزها الكنيسة الجديدة وموتس ليس دجالا لكنه مهووس يفقأ عينيه ويمزق صدره ويهيم على وجهه...
وهناك ايضا نبي الديانة المورمونية الجديدة جوزيف مورمون الذي بلغ عدد اتباعه في امريكا الملايين وله كنائس وطقوس خاصة ..اضف اليهم القس جيم جونز المهووس الذي قاد عملية الانتحار الجماعي لنحو الف شخص في (ارضه المقدسة) في جويانا..
وكما يقول الصحفي المصري محمد الدسوقى رشدى عن هؤلاء...( ذهب أنصار الحوينى بالآلاف أمام محكمة كفر الشيخ وهتفوا: «ياحوينى فوت فوت على جمعة بكرة يموت» والمقصود علي جمعة مفتي الديار المصرية ، وهو هتاف لا أعتقد أنه يصدر عن رجال دين، ويؤكد أن المعركة ليست لوجه الله أو العلم. الأمر الأخير والغريب فى تلك القصة وفى هذا الهتاف، أن أنصار التيار السلفى هم أصحاب الكلمة الشهيرة «لحوم العلماء مسمومة»، وحينما يتعرض أحد بالنقد أو حتى بطرح الأسئلة حول الشيوخ تجدهم قد انتفضوا ورفضوا الفكرة واعتبروا الناقد أو طارح الأسئلة (رويبضة)!).
ان هؤلاء ينادون على المنابر وهم محملين بالعمائم والثياب الوقورة إضافة الى عاهات مستديمة قد دمرت ارواحهم فطول الشعر واللباس الغريب عندهم يثير حنينا الى الماضي لانهم غير قادرين على فتح ملفات الحاضر ... انه تعبير عن امل مكبوت؟.ولا يبدوا في الافق ان هناك من يريد ان يوقف اندفاع هذا التيار بل على العكس فثمة من يوسع مجراه ويعزز روافده نتيجة الافلاس الفكري والروحي الذي يعانيه الواقع يوما بعد يوم...
فالظواهر التي تطفوا على السطح في شكل حركات رفض او فوضى او سلفية هي نتيجة التخلف والانفصام وعدم ادراك الفرق بين الوسائل والغايات فتبتعد عن الدين مرحلتين الاولى اقتصارها على ظاهر سيرة السلف دون الجوهر او صدق او كذب المصدر والثانية اكتفائها بتجربة السلف المعبرة عن وضعهم الحضاري المختلف مهما كانت درجة نجاح التجربة..
وهم بذلك ينحوا الى التقليد والمحاكاة وهما علامة عقم وافلاس ليصنع ازدواجية بين واقع الناس وموروثهم المختزن ليعوق الماضي الحاضر في عالم شديد التغيير...والنتيجة ينحو هؤلاء الى التحوير ليصنع لنا مذهب اودين جديد !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لن أسمح بتحطيم الدولة-.. أمير الكويت يعلق بعض مواد الدستور


.. في ظل مسار العمليات العسكرية في رفح .. هل تطبق إسرائيل البدي




.. تقارير إسرائيلية: حزب الله مستعد للحرب مع إسرائيل في أي لحظة


.. فلسطينية حامل تودع زوجها الشهيد جراء قصف إسرائيلي على غزة




.. ما العبء الذي أضافه قرار أنقرة بقطع كل أنواع التجارة مع تل أ