الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوة الإرادة أمام قسوة السلطة

تمار غوجانسكي

2015 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



قصة بطولة خضر عدنان أعادت إلى الذاكرة اضراب الأسرى الشيوعيين



•استمرار الإضرابات والضغط الجماهيري في فلسطين واحتجاجات قدمت للسلطات في دول عديدة – أجبرت السلطات البريطانية للتراجع عن موقفها. وهكذا نشر المندوب السامي أمرًا، وبناء عليه أعطي للقضاة الحق بإعطاء "معاملة خاصة" للأسرى.




*80 سنة على الاضراب عن الطعام الكبير للأسرى الشيوعيين في فلسطين*



هذا الأسبوع حُرر من السجن إلى بيته خضر عدنان، الأسير الإداري الفلسطيني، بعد إضراب عن الطعام لمدة 55 يومًا بطلب لتحريره أو لتقديمه للمحاكمة. وهذا الإضراب كان الاضراب عن الطعام الثاني لعدنان ضد اعتقالاته الإدارية.
وقصة بطولة عدنان أعادت إلى الذاكرة الاضراب عن الطعام الكبير للأسرى الشيوعيين في فلسطين الانتدابية، والذي بدأ في مثل هذا الأسبوع قبل 80 سنة واستمر 19 يومًا.




*الانتداب والشيوعيون*


سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين، كما هو حكم كل نظام استعماري، لاحق وبكل قوة معارضيه، طالبي الحرية والاستقلال. وهدف مركزي من هذه الملاحقة كان من نصيب الشيوعيين الذين اعتقلوا، وحوكموا وسجنوا بسبب ادعاءات مثل انتماء لمنظمات غير قانونية، وامتلاك مواد تحريضية، وتوزيع مناشير وعقد اجتماعات سياسية ممنوعة وكل نشاط آخر ضد الحكم الأجنبي.
لا توجد معلومات دقيقة حول كل الذين اعتقلوا، وحوكموا وسجنوا أو طردوا من البلاد بادعاء أنهم شيوعيون. في فترة الانتداب البريطاني كان مثل هؤلاء بالمئات. القائدة الشيوعية روت لوفيتش، والتي كانت بنفسها معتقلة في سجن النساء في بيت لحم، قدرت ان عدد الشيوعيين الذين طردوا من البلاد كانوا حوالي الألفين.
المعتقلون والأسرى الشيوعيون حوكموا حسب القوانين الجنائية التي أعلن عنها الحاكم البريطاني، ولذلك اعتقلوا في السجون والمعتقلات مع أسرى جنائيين عربًا ويهودًا.
وتزامنا مع الحملة الجماهيرية التي أثارها الحزب الشيوعي والفلسطينيون وأوساط ديمقراطية ضد الاعتقالات نفسها جرت حملة من اجل حق الشيوعيين للحصول على موقف كأسرى سياسيين: ان يكونوا معتقلين مع بعضهم، لارتداء ملابس مدنية وليس لباس أسرى جنائيين، وليكونوا معفيين من الأعمال الشاقة، وليحصلوا على كتب وجرائد.
الاضراب عن الطعام الأول للأسرى الفلسطينيين من اجل الاعتراف بهم كأسرى سياسيين بدا في 1929، وبعد ذلك كانت هناك بعض إضرابات الجوع القصيرة. وكنتيجة لهذه الإضرابات حصل الأسرى الشيوعيون على بعض من طلباتهم، ولكن كرد فعل لتشديد الحملة الجماهيرية ضد الحكم الأجنبي، غيرت حكومة الانتداب موقفها وألغت التسهيلات.




*الإضراب في 1935*


روت لوبيتش وصفت تنظيم الإضراب وتطوره في مقال في "زو هديرخ" بتاريخ 15/10/1975 وفي سيرتها الذاتية "اخترت حياة الكفاح" (1985).
في صيف 1935 القي القبض على مردخاي بيلتسكي ومحمود المغربي، اثنين من قيادة الحزب. وعلى عكس ما هو معتاد فقد أعتقلا في سجن القدس في غرفة صغيرة مع أسرى جنائيين. ومن اجل كسر معارضتهما لارتداء ملابس أسرى جنائيين – استعملوا ضدهم القوة المفرطة. وكرد فعل بدأ بقية الأسرى الشيوعيين في القدس في 15 تموز بإضراب جوع، وانضم إليه أسرى، رجالا ونساء في معتقلات عكا، الرملة، حيفا، وبيت لحم ويافا وأماكن أخرى.
والشيوعيون في أنحاء البلاد تضامنوا مع الإضراب واتخذوا وسائل تضامن واحتجاج، من اجل تجنيد الدعم الجماهيري لطلبات المضربين من اجل استعادة حقوقهم كأسرى سياسيين.
وعندما بدأ الأسبوع الثاني للإضراب، نظم الحزب مظاهرة في القدس في 24 تموز خلال ساعات النهار – حدث نادر في ظروف المطاردات والملاحقات السلطوية، ومشاركو الإضراب يهود وعرب، اجتمعوا قرب سينما تسيون وبدأوا بالمسيرة في شارع يافا.
أفراد الشرطة فرقوا المظاهرة بقسوة شديدة، من خلال استعمال السلاح الحي. ولكن أولئك الذين اعتقلوا – انضموا إلى الاضراب عن الطعام. وبعد ثلاثة أيام نظمت في تل أبيب مظاهرة مشابهة، والتي بدأت من منتزه الرصيف وسارت على طول شارع اللنبي ورفع المشاركون فيها الأعلام الحمراء ورغم ان المؤسسات الصهيونية وزعامة الهستدروت خرجوا ضد مضربي الجوع، إلا ان هؤلاء نالوا آذانا صاغية من جانب الأوساط الديمقراطية في فلسطين. وفي أعقاب أخبار بخصوص المضربين عن الطعام الذين أفرج عنهم من السجن بسبب وضعهم الخطير (مردخاي بيلتسكي وأسيرة باسم عسيسة) توجهت الجمعية لحقوق الإنسان والتي أقامها في تلك السنة الكاتب مردخاي أبي - شاؤول إلى المندوب السامي البريطاني وفي توجهها دعت الهيئة من اجل إعادة حقوق الأسرى التي حصلوا عليها بعد إضرابات جوع سابقة. وعلى هذا التوجه وقع أدباء وبعض الأكاديميين المعروفين، ومن بينهم البروفيسور هوغو برمان وففنهايم، مرغوت كلاوزنر، والمهندس رختر والفنانون حنة روبينا واهرون ماسكين، الكتاب انده فينكرفلد وا. شتاينمن والرسام رؤويفين.
استمرار الإضرابات والضغط الجماهيري في فلسطين واحتجاجات قدمت للسلطات في دول عديدة – أجبرت السلطات البريطانية للتراجع عن موقفها. وهكذا نشر المندوب السامي أمرًا، وبناء عليه أعطي للقضاة الحق بإعطاء "معاملة خاصة" للأسرى.
قيادة الحزب قدرت ان هذا الأمر انجاز حقيقي وبسبب تخوفها على حياة رفاقها المعتقلين طلبت إليهم التوقف عن الاضراب عن الطعام في اليوم الـ19 لإعلان الإضراب. وعمليًا بسبب الخوف من إعلان إضرابات جوع أخرى، أعاد البريطانيون للأسرى الشيوعيين حقوقهم كأسرى سياسيين.
الاضراب عن الطعام، والذي في تاريخ الحزب يوصف بـ "الكبير" ضرب مثالا في البطولة والتضحية. وبالإضافة إلى ذلك الدعم الجماهيري لطلبات مضربي الجوع كان وما زال عملا لافتًا في الحجم والأهمية في معركة الشيوعيين للدفاع عن حقوق الإنسان وضد الحكم الأجنبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اضراب عن الطعام .
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 19 - 11:38 )
ترد في المقال عدة مرات جملة او مصطلح -اضراب الجوع - او مضربو الجوع - وهي ترجمة غير موفقة وحرفية للمصطلح بالعبرية . في العبرية ا-لاضراب عن الطعام- هي شبيتت رعاف - وترجمتها اضراب الجوع .
لكن المقصود بها : اضراب عن الطعام .
تحياتي للجميع ،


2 - حتى في منشورات الحزب
عبد المطلب العلمي ( 2015 / 7 / 19 - 16:40 )
تحياتي اخي قاسم
كلامك سليم و الصحيح هو الاضراب عن الطعام.في منشورات الحزب الشيوعي الفلسطيني باللغه العربيه و التي اشارت للاضراب ، و رغم صياغتها الركيكه و كثره الاخطاء نجد ما يلي:
ان......عامل سجين سياسي قد صار لهم......ايام معلنين الاضراب عن الطعام تذكرو ان.....عامل واقعين امام خطر الموت الخ
الفراغات هكذا في المنشور الاصلي و ربما كان الهدف تعبئتها لاحقا بعدد المضربين و عدد الايام.


3 - عبد المطلب -الارشيف - الحي !!
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 19 - 18:25 )
تحياتي اخي وعزيزي عبد المطلب
شكرا لك على المعلومة القيمة
لكن كان للرفاق في الحزب الشيوعي الفلسطيني عذرهم.. فلم يكونوا يجيدون العربية ربما ..
لكن ما عذر المترجم ؟؟

اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب