الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس تحرير وهابي إرهابي متعجرف ( 2 ) .. السرقة باسم البركة

الشربيني عاشور

2005 / 10 / 12
الصحافة والاعلام


استدعاني رئيس التحرير الوهابي الإرهابي المتعجرف إلى مكتبه ذات يوم ، كنت أعرف أنه حانق على شخصي فأنا من وجهة نظره ( زنديق / فاسق ) لأنني لا أقف خلفه في الصلاة .. ولأنني كنت أدخن عيني عينك في مكتبي وكلما مر بي لا أخفض له رأس سيجارتي أو أسارع بإطفائها ، فضلا عن أن إحدى المحررات ( الجميلات ) كانت قد وشت بي لديه بأنني محرر متحرر وأقترح موضوعات نسائية ودينية جريئة دون اعتبار لخصوصية البلد الإسلامية ( بالجامد قوي ) الذي تنتمي إليه هي ورئيس تحريرها الإرهابي .

استدعاني حضرة الرئيس تحرير وسألني سؤالا مذهلا الغرض منه اختبار قدراتي في المحافظة اللغوية قال لي : عندما يأتيك موضوع نسائي وفيه كلمة ( طـ .. ) هكذا نطقها باللفظ المتداول بين الناس فبأي لفظ تعبر عنها أنت ؟ قلت من بين دهشتي : هناك ألفاظ كثيرة مثل : مؤخرة / من الخلف / القاعدة / منطقة الأرداف / أسفل الظهر ... الخ . واستخدام اللفظ يعتمد على طبيعة الوسيلة الإعلامية ثم المناخ العام للبلد الذي تصدر فيه هذه الوسيلة . قال شكرا . وعدت إلى مكتبي .

في اليوم التالي وجدتهم يخبرونني بأنهم في غنى عن خدماتي . هكذا ومن دون سبب على الرغم من أن الكاتبة المصرية الكبيرة التي كانوا يحضرونها من مصر خصيصا لمراجعة المادة التحرير طلبت الاجتماع بي من أول يومين حضرت فيهما، وأشادت بلغتي وصياغتي للمواد الخاصة بشغل المرأة وأبدت لي أسفها بأن لا تستفيد من خبرتي الصحف المصرية . وإن كان هناك من لوم وجهته لي فهو أنني لا أتعامل مع المادة الدينية بتحرر أكثر . وعندما ألمحت إليها بالخصوصية الدينية للبلد الذي نعيش فيه قالت هذه الجملة التي لا أنساها . أنت مثقف ومصري وهذا يعني أن دورك الحقيقي في أي مكان تعمل فيه هو التنوير و مهما كان المحيط الذي تعمل به ظلاميا فعليك أن تجد الوسيلة .

كان طبيعيا أن أصعد لتصفية مستحقاتي وكم كانت دهشتي عندما وجدتهم يأكلون ثلاثة أرباع حقوقي ويعطونني الربع فقط . لم يكن بيني وبينهم عقد رسمي ولم أكن على كفالتهم . وكانت لي مستحقات ثلاثة أشهر .

وهنا صعدت إلى رئيس التحرير الوهابي الإرهابي صديق أسامه بن لادن والذي كان يحتفظ لنفسه وفي ومكتبه بصورة شخصية له مع القائد الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود ــ وهذه الجزئية سأعود إليها في نهاية المقال ــ وأخبرته بأن حقوقي ضائعة وأنهم لم يصرفوا لي غير ربع مستحقاتي فما كان منه إلا أن رد ببرود : الحسابات رتبت على هذا النحو ولا يمكن أن نعيدها مرة ثانية من أجلك .. ثم يا أخي بارك الله في القليل !

انظروا في تعبير( يا أخي ) و ( بارك الله في القليل ) و كيف يوظف أمثال هذا الإرهابي الدين حتى في أكل حقوق الغير وانصب عليهم واغتيالهم معنويا .. المهم قلت وقال وقلت وقال ولم أجد مفرا من إصراره على أكل حقوقي فغادرته ساخطا لاعنا مهموما بالتزاماتي المالية التي رتبت نفسي عليها والتي ستنهار وتنهار معها أشياء كثيرة كنت بدأتها اعتمادا على هذا الراتب الذي طيره هذا الوهابي الإرهابي بفصلي من العمل من دون ذنب أرتكبه ومن دون أن يطرف له جفن أو يقشعر بدن . وليس إلا أنني مدخن زنديق ومحرر متحرر من وجهة نظره .

أما بخصوص المحررة الجميلة ووشايتها فقد كنت اقترحت بابا ثابتا بعنوان ( يوم في حياة مذيعة ) وبررت اقتراحي بأن المذيعات الآن ينافسن نجمات السينما في اهتمام الجمهور بهن ومن ثم يجب علينا كمطبوعة نسائية أن نتابع هذا الاهتمام من الجمهور ونلقي الضوء على حياة شهيرات الإعلام وأذكر أنني طرحت اسم المذيعة المعروفة في ذلك الوقت ( تينا مجذوب ) من قناة MbC لكي نبدأ بها وثارت ثائرة المحررة الجميلة وزميلاتها واعتبرن اقتراحي مبتذلا فمن هن هؤلاء المذيعات لكي نتابع حياتهن . وأيدهن مدير التحرير الأجنبي في رفض الاقتراح وماتت الفكرة بالسكتة الغبائية لكن الوشاية بالطبع مع الاحتجاج والذي منه صعدت إلى الإرهابي الوهابي.

الغريب أنني بعد أن غادرت العمل بأسابيع وجدت إحدى المطبوعات التي كانت تصدر من لندن ( توقفت الآن ) تنفذ الاقتراح بحذافيره وكما عرضته ، فضربت كفا بكف لأنني وجدت اسم إحداهن على الموضوع في هذه المطبوعة التي تنتمي للدار التي يعمل فيها أيضا مدير تحريرنا المؤيد لرفضهن ! وفهمت أن المسالة سرقة أفكار ولا وجود فيها للمبدأ أو الدين .. الوجود الوحيد لهوى رئيس التحرير .. وقد كتبت مقالا في ذلك الوقت عن لصوص الأفكار الذي يتكاثرون بفعل ثورة الاتصالات وزخم المطبوعات والوسائل الإعلامية . وأترحم فيه على زمن اللصوص الصغار الذين كان هم الواحد فيهم أن يسرق بطة أو إوزة أو بعض الملابس من أحبال الغسيل .

إنني أتذكر الآن هذا الرئيس تحرير الوهابي الإرهابي .. أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسمه وكان في مادة علمية عبارة عن تسجيلات صوتية أقوم بتفريغها وصياغتها لكي تخرج في كتاب عن أفغانستان وورد فيها أنه كان من الحضور في الاجتماعات والأحداث التي تدور بين حكمتيار وسياف ورباني وأحمد شاه مسعود . أو عصابة المجاهدين الأفغان التي كانت تمولها جمعيات خيرية متعددة في بلاده .

إنني أتذكره وأتابع كتاباته وأطروحاته الحالية التي يسوق فيها لوهابيته ويجمل بها وجه الإرهاب أو يتنصل منه ومن الدور الذي لعبه في دعمه وتفريخه بعد أن انقلب السحر على الساحر وأتساءل إلى متى يظل أمثال هذا المدثر بعباءة الدين يبيعون الوهم للناس ويوظفون الدين في خدمة أهدافهم ومصالحهم ، والى متى يظل العامة والبسطاء مخدوعين في خطابهم ولحاهم وأثوابهم القصيرة ، غافلين عن رؤاهم الظلامية وبصلاتهم التي يوجهونها حسبما تذهب الرياح ولو كانت لمجرد أكل حقوق محرر بسيط غادر بلده بحثا عن لقمة عيش فإذا به يُسرق تحت دعاوى بارك الله في القليل !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر