الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدمة بحجم حفرة!!

رؤيا فاضل

2015 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


صدمة بحجم حفرة!!

رؤيا فاضل

منذ اكثر من عام ونحن نتلقى الصدمة تلو الاخرى، ويبدو ان صدمات العراقيين تختلف عن اقرانهم من البشر، نعم هناك شعوب تتعرض للارهاب، لكن ان تستمر معاناتهم هذه عقوداً من الزمن فهذا ما لا يتحمله العقل.
مع اول ايام العيد شهدت مدينة ديالى اعنف استهداف، فقد ضربها الارهاب في غفلة الفرح البريء، فكانت الفاجعة اكثر من 250 ضحية بين شهيد وجريح، هكذا نحن كما قلت متميزون حتى في اعداد قتلانا، فليس ببعيد ما حصل في سبايكر التي راح ضحيتها نحو 1700 شهيداً، (يا الله كم سئمنا من عد قتلانا، حتى ان سئمنا النظر الى وجوه بعضنا البعض مخافة ان لا نلتقيه مرة ثانية).
وعلى ما يبدو ان تنظيم داعش لا يشغله شاغل ولا تفتر له همه سوى استهداف العراقيين، الذين يعيشون اوضاعاً لا يمكن تصورها الا في افلام الخيال العلمي، ان الارهاب يعلم جيداً ماذا يريد منا، ويعرف جيداً متى يضرب وعلى اي وتر يعزف، ولا اخال اننا السبب في بعض الاحيان اذا لم نكن نحن الاداة.
نعم ان تصريح كهذا قد يكون صادم ولكن هذا هو الحال، فتفرقنا وضرب بعضنا بعضا، كانت احد اسباب ما الت اليه الامور في البلاد، عبثاً يحاول المزايدون ان يكيلوا الاتهامات لهذا الطرف وذاك (بئساً لكل الاطراف)، فمدينة مثل ديالى وهي قد تكون مثالاً مصغراً للعراق المتنوع باطيافه، لكن للاسف ما ان اطلت الطائفية براسها حتى تحولت الى ساحة لتصفية الحسابات بين جميع الاطراف، وهنا يجب التايكد على ان المواطن البسيط لا ناقة له ولا جمل في هذا المزاد الدموي، فالجميع يعلم ان اطرافاً سياسية طائفية بعضها يتستر بالدين كانت وراء ما يجري من احداث.
وهناك العديد من الحوادث اثبتت صحة هذا الاستنتاج، فما يجري لا يمكن السكوت عليه، ان كيل الاتهامات لطائفية دون اخرى، يعد انتهاكاً لحقوق البشرية ولا اقول الانسان، لاننا فقدناها حينما منعنا نازحيها من العودة الى ديارهم التي هجروا منها هرباً من الارهاب الذي يوصمون به زوراً وبهتاناً.
فما تتناوله الاخبار تؤكد ان نحو عشرة الاف عائلة نازحة عادت الى ديالى من اصل اربعين الف، وهؤلاء لم يسلموا من الاستهداف الحكومي والميليشاوي، فهناك عملية ترهيب وتهجير وتخويف تطال الذي عادوا املاً في العودة الى مدنهم التي كانوا يتقاسمون رغيف العيش فيها مع الاخر.
اين يكمن الخلل، لماذا هذا الاستهداف وهذا السعي الحثيث لتغيير ديموغرافية بعض المناطق ومنها ديالى، ما الفائدة التى ترجى وراء ذلك، هل ارضاء لبعض الدول ام ارضاء النزعات الطائفية التي تملكت بعض ساستنا الذي يتبجحون ليلاً ونهاراً بانهم يقاتلون الارهاب وهم يتعاونون معه لتشابه نواياهم.
ان السعي الى مسخ المدن، لا يمكن ان تطال النفوس، فعهدي بالعراقيين وهذا امر مفروغ منه، انهم لا يرغبون بااولئك الذي يفرضون الطائفية عليهم وكذب ما يسقونه لهم من اوهام، ان ارهاب داعش وبعض الميليشات لن يمر بسلام، ستكون هناك تضحيات ولكل الاطراف لكن بالمحصلة سيخيب ظن من يريد ان يجزأ الدم العراقي ويعطيه صفة الطائفية.
دعوة صريحة اقولها الى جميع من انعم الله اليوم عليهم بالقوة، خسئتم وخسئت نواياكم، وصرخة اطلقها علها تصل الى اولئك الذين يريدون للعراق خيراً اولئك المعتدلون، اجنحوا الى العقل واجنحوا الى الحل السياسي فلا خير في بلد يتقاتل ابناؤه، والا فحسبنا ان نرمى جميعاً في الحفرة التي خلفها ارهاب داعش وان يهال علينا تراب الذل والندم.
يذكر ان قائد عمليات دجلة وجه في وقت سابق بمنع ردم الحفرة التي احدثها تفجير سوق خان بني سعد من اجل إعدام المدانيين !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد سقوط الأسد... سوريون في ألمانيا يعبرون عن آمالهم ومخاوفه


.. مغامرة كاياك لا مثيل لها بالإمارات




.. مئات الضربات الجوية والبحرية الإسرائيلية تدمر غالبية قدرات س


.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد مشاهد من حرق ضريح الرئيس السوري السابق حا