الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لست مملوكا لأحد

جهاد علاونه

2015 / 7 / 20
كتابات ساخرة


أنا لا أباع ولا أشترى وأعرفُ بأن عقلي متعبٌ جدا وهو سبب تعبي وشقائي ومع ذلك لن أبدل ولن أغير من قناعاتي ولا يمكن أن أكونَ تابعا لأحد أو محسوب على حساب أحد ولا يمكن أن أعيش إلا من أجل الثقافة والمعرفة..أنا لا أمدح الملوك, ولا أتملق لأعوانهم,ولا أعرف كيف أقبل أياديهم والعق لهم أصابع رجليهم ولا أحسن التعامل معهم, ولا أعرف كيف أُكَوِّنَ صداقات حميمة مع الأمراء والمدراء, أنا لا أعرف كيف أصول وأجول في قصورهم ومزارعهم البشرية فالناس في قصورهم مثل الأبقار والحيوانات في مزرعة جاري التي تقع في آخر البلدة.. أنا إنسان كل الصداقات التي كونتها طوال حياتي كانت مع المثقفين المستقلين الذين لا يعرفوا كيف يكسبوا النقود من أقلامهم, والذين تتجمد ألسنتهم في حلوقهم حين يريدوا أن يمتدحوا ملكا أو سلطانا.. أنا إنسان جريء جدا مع الطغاة إلى درجة الوقاحة أنتقد تصرفاتهم ومصهم لدماء الفقراء والمحتاجين, أنا لا أعرف إلا شتم أولئك وسبهم بدل مدحهم لذلك مطلوب القضاء عليّ في كل بقعة من بلادي,ومطلوب سجني وتجويعي وقتلي ونفيي من الوجود كله.. ولا أعرف كيف أجامل رؤساء الجمهوريات ولا أحسن معاشرة رؤساء الحكومات العربية, ولا أعرف كيف أتقرب منهم أو كيف يكون رأيي مطابق لرأيهم, فأنا دائما بحكم فطرتي رأيي مخالف لرأيهم وحياتي مخالفة ومعاكسة ومغايرة لحياتهم, لا أنام كما يناموا ولا أصحو كما يصحوا, حياتي كلها ملكي أنا وليست ملكا لشخص آخر, وأعيش من أجل أن تبقى الثقافة في الصدارة وأحاول دوما زيادة رصيدي من المعرفة والثقافة ولا أفكر كغيري بزيادة رصيدي المالي في البنوك والبورصات العالمية, طوال عمري كتبتُ مقالين في جريدة الرأي وأخذتُ عليهما أجرا وكان آخرها قبل 4 أربع سنوات ومن يومها لم أعد لمثلها ولم أتصل بالصحيفة والصحيفة بعد أن عرفتني لم تفكر هي أيضا بالاتصال بي..أنا لا أعرف كيف أطأطأ رأسي للخونة وللملوك ولا أعرف كيف تتم عملية مسح الغبار من على أحذيتهم, وحين أمسك بقلمي لكتابة قصيدة مديح بأحدهم تضيع من بين شفتي الكلمات وتهرب العبارات ولا أتذكر شيئا من لغة الأدب التي تعلمتها, أنا إنسان فاشل لا أعرف كيف أكون أميرا أو وزيرا أو محافظا, أنا رجل فاشل لا أعرف كيف أصير رئيس تحرير صحيفة رخيصة تصدر يوميا من جيوب المسئولين العرب, أنا رجل لا أصلح لهذه الحياة وأنا متأكد بأنني سأموت من شدة الجوع والعطش لأنني لا أعرف الطريقة الصحيحة لكي أصبح فيها فاسدا ومرتشيا ولصا يبيع الناس ويشتري بهم الكلام .

لذلك يقف ضدي المتسولون الذين يقفون على أبواب الملوك والحكام, يحاربني اللصوص والفاسدون, يلاحقني الانتهازيون, يقف حجر عثرة في دربي كل الجنود الذين يلعقون ليل نهار أحذية الملوك والحكام والسلاطين , وكل يوم هنالك مذكرة إعدام تصدر بحقي لكي أموت سرا دون أن تشعر بذلك وسائل الإعلام, يلاحقني الخونة واللصوص والسرسرية ويطلقوا ضدي الشائعات يقولون عني بأنني حمار لا أعرف كيف أنتهز الفرص ولا أعرف كيف أسرق في الليل والنهارالناس البسطاء والضعفاء ويقولون عني بأنني لا أعرف كيف ألبس وآكل كما يريد الزعماء وأنني أعيش في زمن ليس زمني ويقولوا بأن هذا الزمن زمن الغش والكذب والخداع لذلك أمثالي سوف يذهبوا إلى مزابل التاريخ, وأحيانا يتندرون عليّ ويقولون عني بأنني كائن فضائي أو قادم من كوكب آخر.

أنا لستُ من المماليك, أنا لستُ مملوكا لأحد , وأبي من قبلي لم يكن عبدا لأحد ولم يكن جدي أيضا مملوكا لأحد, أنا من عائلة مشهورة بحبها للحرية ولليبرالية الحرة التي تحترم حرية الجميع, أنا لست بضاعة لأحد التجار المقيمين في عمان أو في أي عاصمة عربية , أنا لست مملوكا لأحد ولا أباع ولا أشترى, ولا أعرف كيفية كتابة رسائل المديح ولم أعتد أن أقف على أبواب الملوك والحكام والسلاطين,أنا لا السلطة تعطيني ولا المجتمع يعطيني, ولم أقبض طوال حياتي من أي جهة حكومية, وكتبتُ في حياتي أكثر من 2400 مقالة حتى الآن ولا أذكر أنني قبضت دولارا واحدا على كل تلك المقالات, ولست عبدا لوزارة الثقافة الأردنية ولست مراسلا لأي صحيفة رخيصة, ولم آكل يوما رغيف خبز واحد من كتاباتي, أنا حر ابن حر, أكتب ما أريد ووقت ما أريد وليس لأحد سلطة على قلمي, ولا أعرف كيف أمثل أو أُأدي دورا تمثيليا أمام الناس, طوال عمري وأنا أكتب الذي أشعرُ به وأحسُ به, طوال عمري وأنا أعبر عن رأيي الشخصي وعن قناعاتي الثقافية التي أقتنعُ بها أنا, لا يمكن أن أكتب قناعات غيري أو أن أكون أداة تعبيرية لأي حزب أو صحيفة عربية لأنه حتى اليوم لم أجد منبرا على حجمي, أكره التقليد وعندي أطروحات جديدة لم يسمع العربُ بمثلها, عندي أبراج فكرية جديدة لم يصعد عليها العربُ من قبل, أكره التقليد ولا أميل إلى تقليد الغير, عندي مشروع لهوية عربية معاصرة يستقل فيها المواطن عن العرب وعن الغرب, هوية تعيد للمنطقة بطاقتها الشخصية التي نهبها وسرقها منهم الرعاة الطغاة...ولست كاتبا بصحيفة رخيصة حكومية تباع بربع دينار....أنا اكتب بصحيفة تعطيني الحرية ولا تعطيني المال...لذلك أنا سيد نفسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف