الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلاوس هويدي في حروب أبو ظبي

محمد أبو مهادي

2015 / 7 / 20
القضية الفلسطينية




طالعت مقالاً نشرته صحيفة الشروق المصرية في 18 يونيو 2015 للكاتب فهمي هويدي بعنوان "حروب أبو ظبي" ينتقد فيه دور الإمارات العربية المتحدة في مواجهة الإرهاب، ويتحدث فيه بإستغراب عن عدد من المراكز البحثية التي أنشأتها الإمارات لمواجهة ظاهرة التطرف رغم أنها لا تعاني من تلك الظاهرة، ويحاول جاهداً في مقاله ربط إنشاء هذه المراكز البحثية بأمريكا والتحالف الدولي ضد "داعش"، ثم يأتي على نقد المساعدات التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة للمراكز البحثية والحقوقية في مصر وبعض البلدان الأوروبية مشيراً إلى علاقة القيادي الفلسطيني محمد دحلان في بعض هذه المراكز، ويدّعي أن الإمارات "تكثف الإنفاق على ما هو سياسي على قلة مردوده في حين أن الإنفاق على النشاط الإنساني لا وجود يذكر له" ويختم بالقول أن الجهود التي تقوم بها أبو ظبي في مواجهة الإرهاب ليست محل إجماع داخل الإمارات العربية المتحدة !

ليس خافياً على أحد أن الكاتب فهمي هويدي هو من منظري جماعات الإسلام السياسي بمختلف درجات تطرفها ومرجعياتها الدينية، تكفي مراجعات بسيطة لبعض ما كتب منذ أن أصدر كتابه "إيران من الداخل" عام 1987 الذي دافع فيه عن حكم "الملالي" مروراً بكتاب" جند الله في المعركة الغلط" عام 2001 نظّر فيه لجماعة "طالبان" وتحريضه ضد الأقباط المصريون في مقال " عقدنا الذي إنفرط" عام 2007 حيث اعتبر الأقباط "ذميون" وليسوا مواطنين مصريين لهم كامل الحقوق والواجبات، وعشرات الكتابات الأخرى التي دافع فيها عن ممارسات الجماعات الدينية إلى جانب زرع بذور الفتنة الطائفية، حتّى وصل الكاتب للحالة التي شهدناها في مقاله المرسل "حروب أبو ظبي" الذي ينطوي على جملة من المغالطات أخطرها ما يشيعه عن خلاف بين دول الإمارات، ويطرح فيه تساؤلات ساذجة تتنافي مع براعته المعهودة في "دس السمّ في الدسم".

الموقف الإماراتي ضد جماعات التطرف الديني وممارساتها ليس موقفاً جديداً إكتشفه الكاتب فهمي هويدي، فهو موقف معلن منذ زمن سابق على ثورات الربيع العربي، قامت الإمارات بترجمته عملياً خلال ثورة 30 يونيو 2013، هي ومجموعة من الدول العربية التي أدركت خطر ما تصبوا إليه جماعة "الإخوان المسلمون" والتفريعات المنبثقة عنها، وعندما جرى السطو على الربيع العربي وتحويل هدف العيش والكرامة والحرية إلى سلطة "ثيوقراطية" مستبدة لا تؤمن بغيرها وترفض شراكة أحد، وتمهد الطريق أمام فتنة طائفية وتقسيم محقق لمصر سيطال حتماً كل بلاد العرب إذا ما استمر، وقد أصدرت الامارات مرسوماً بقانون يعكس جديتها في معالجة ظاهرة التطرف والإرهاب يجرّم جميع الأفعال المرتبطة بإزدراء الأديان ومقدساتها وكافة أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير، بالرغم من ذلك يستغرب الكاتب قيام الإمارات بإنشاء أو دعم مراكز فكرية تواجه أفكار التطرف الدين وتدعو للسلم الأهلي والإجتماعي وتحارب كافة مظاهر ونزعات التطرف الديني والطائفي، ويتجاهل الكاتب حجم المساعدات التي قدمتها الإمارات العربية المتحدة لمصر وفلسطين وغيرهما من البلدان العربية ويغمض عينيه عن المشاريع الإقتصادية والتنموية الإماراتية التي نفذت وأخرى قيد التنفيذ في مصر.

التطرف والإرهاب أصبح همّاً كونياً، لا يوجد أي بلد في العالم بمنأي عن أذى هذه الظاهرة، ما يجري في العراق وسوريا واليمن ولبنان وتونس والسعودية والكويت وبلدان أجنبية يؤكد أنه ظاهرة عالمية بثوب ديني، ومواجهة هذه الظاهرة تتطلب جهداً كبيراً من الحكومات والنخب السياسية والمثقفين والإعلاميين وكل من يستطيع فعل ذلك، وقيام الكاتب فهمي هويدي بإنكار حق الإمارات في الدفاع عن أمنها ومستقبلها تعني بكل تأكيد إصطفافه إلى جانب أفكار التطرف ونزعات العنف المنظم، وهو تحريض مباشر على دولة الإمارات ودورها الطليعي في مواجهة الظاهرة، ومحاولة فاشلة للإيقاع بين دول الإمارات المتحدة مسقطاً من حساباته حالة الوعي الجماعي العربي لخطر المنظمات الدينية وتجليات هذا الوعي التي شهدناها في كل من تونس ومصر.

التاريخ لن يعود إلى الوراء، ولا يمكن الإنطلاق إلى المستقبل بأدوات وأفكار الماضي، والسياسة ليست أمنيات يرجوها الكاتب هويدي أو "هلاوس" يعبر عنها في كتاباته، هي محصلة موازين قوى باتت الشعوب اللاعب الأقوى فيها، والشعوب قالت ومازلت تقول كلمتها.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتب فهمي هويدي
سيد مدبولى ( 2015 / 7 / 20 - 22:02 )

فهمي هويدي...
يا استاذ محمد أبو مهادي- الكاتب فهمي هويدي دة كاتب مية مية....تقول علمانى اقولك جايز...تقول ليبرالى اقولك ممكن لكن دة ملوش دعوة لا بالاخوان ولا الاسلام السياسى خالص....وعمره ماحرض على حد ولا حتى الاقباط!!!! دة رجل وطنى من الدرجة الاولى بس مين يفهمه....الراجل دة بيفكرنى بالشيخ خالد عبدالله كلاهما بوق الارهاب الناعق. تحياتى

اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف