الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنفراط عقد التحالف الغربي السعودي

ضياء رحيم محسن

2015 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لعقود مضت كان التحالف الغربي ـ السعودي ماثلا للعيان، من خلال إمداد الأخيرة للغرب بالنفط؛ مقابل الحصول على دعم لوجستي بالمحافظة على عروش أمراء الخليج (وتحديدا السعودية) من الغرب، غير مكترثة بمناشدات منظمات حقوق الإنسان، التي تصف البيئة السعودية بأنها أسوأ بيئة، لخرقها حقوق الإنسان وإمتهانها لحريات الأقلية في البلد، إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار، أن الأقلية (الشيعة) يعيشون على أرض تنتج أكثر من ثلثي النفط في المملكة.
بعد أحداث سبتمبر 2001، ظهر نوع من الإرهاب، تلبس بلبوس الدين، حتى أنه ظهرت تفسيرات لمعنى وقوع هذا الحدث في يوم وسنة الحادث، ليوهموا القارئ بأنها لعنة السماء، وأنه عقاب إلهي يصيب الغرب على أيدي جند الله، الذين يستلمون تعليماتهم وتوجيهاتهم من شيوخ آل سعود، ولم يكن يعلم من صدق ذلك، بأن الأجهزة الإستخباراتية الغربية، تتلاعب بهم من خلال إتخاذ الدين وبعض شيوخ الفتنة ذريعة، لضرب الإسلام والمسلمين.
من هنا إنطلقت فكرة الإسلام السياسي، وأخذنا نسمع بالإسلام الشيعي، في قبال الإسلام السني المتطرف، لإيهام بعض أصحاب العقول البسيطة بأن التطرف السني جاء ليوازن التطرف الشيعي، في وقت لم نسمع أو نقرأ بأن شيعيا تصرف بمثل ما تصرف به هؤلاء السلفيون، من قتل للنفس المحرمة، وتمثيل بقتلاهم وتدمير لآثار تأريخية، هي ليست ملك لأحد بل إنه إرث عالمي يحكي قصة الإنسان منذ بدء الخليقة الى يومنا هذا.
في مقال له نُشِر في جريدة الغارديان البريطانية، يتساءل السفير البريطاني السابق في الولايات المتحدة كريستوفر مير ((إذا تمكن تنظيم داعش من التوسع في الشرق الأوسط، ألن يؤدي هذا حتمًا إلى استنتاج أن إيران يجب أن تكون حليفنا الاستراتيجي في المنطقة خلال القرن الواحد والعشرين؟))، هذا السؤال له أكثر من مغزى، فمن جهة فهو يطرح فكرة فك عقد التحالف الغربي ـ السعودي القديم، لعدم قدرة السعودية على مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، ليس لأنها عاجزة عن ذلك؛ بل لأنها الحاضنة الرئيسة له، وبالتالي فإن أي تصرف منه في إتجاه الوقوف بوجه هذا التنظيم سينقلب بالضرورة سلبا على الوضع الأمني داخل المملكة، وقد رأينا الرسائل التي وجهها التنظيم للقيادة السعودية، من خلال تفجيرات الرياض ، ومن قبلها في مساجد شيعية، ليعطي صبغة للصراع طائفية المنحى.
إيرانيا، وبحسب وجهة نظر السفير ميري، فإن إيران هي من تقف اليوم بوجه الإرهاب، من خلال محاربته في العراق وقبله في سورية، لكن هذا يترتب عليه الوقوف بوجه الإرهاب (بغض النظر عن مسمياته) بقوة، من خلال تبادل المعلومات الإستخبارية وتجفيف منابع تمويله المادية والمالية.
لم يبق بيد السعودية إلا محاولة لملمة أمور بيتهم الداخلي، وإنتظار اللحظة التأريخية التي يحاول أمراءهم إبعادها قدر الإمكان، ألا وهي الحرية المكبوتة لعموم أبناء الشعب السعودي، ستطفو على السطح، عندها سيظهر النمر الورقي الذي كان يحتمي برامبو العصر الأمريكي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد توغل بري إسرائيلي وقصف مكثف.. نزوح عائلات من حي الزيتون


.. هل بدأت التحولات بالمواقف الأمريكية من حرب إسرائيل على غزة؟




.. هل سيؤدي تعليق شحنة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل للضغط على نتن


.. الشرطة الهولندية تفض اعتصام طلاب مؤيدين لغزة بجامعة أمستردام




.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا