الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليت المقال ينفع (2)

محمود ابوحديد

2015 / 7 / 21
أوراق كتبت في وعن السجن


إلى أوزو.. هل أتممت عشرة شهور في السجن؟؟ كم أتمنى أن أكون أنا المسجون مكانك. أنا اليوم مسجونٌ مثلك، نتشابه في الإسم الرباعي و في الدراسة و في مُعاداتنا للحكومة، واليوم نتشابه في الحياة نحيا حياة السجن.

الأسئلة تملأ رأسي عنك و أتمنى بين ما أتمنى أن أخرج من السجن لأجدك مُحررًا، لكن هل ينفع التمني! تمنيت ترحيلي لبرج العرب - سجن الإسكندرية لكي أراك، لكن للأسف ما كل ما يتمناه المرء يدركه.. حتى مكان السجن يقولون أن سجن برج العرب مُريح للمسجون و مُتعب للأهالي إذ يبعد عن مدينة برج العرب 15 كيلومترًا. كيف حال أهلك؟ هم الوحيدون المسموح لهم بزيارتك و لابد أنهم أُنهكوا من السفر لرؤيتك. هل قصّرت في حقك لأني لم أحاول زيارتك في السجن عندما كنتُ حُرًا؟


صحيح هل يعرف قارئي المقال قصة أوزو؟ لقد نشرتها لأغلب من قابلتهم في السجن كدليل على حقارة الضباط، و كنت أختمها دومًا بجملة "ليتني أنا مكانه و هو حر مكاني”.

اقتحم ضباط الحكومة كلية هندسة لفض مظاهرة إخوانية لا تتجاوز 200 متظاهر, و لمّا هرب المتظاهرون من قنابل الغاز و الرصاص إلى مباني الكلية طاردتهم قوات الشرطة إلى المباني. اعتقلوا 70 شخصًا عشوائيًا منهم الطلاب و العمال من الكلية، و كان الرفيق أوزو منهم. ثم أُخلي سبيل العشرات و تتالت الأخبار هل أُخلي سبيل الرفيق المعادي للإخوان بقدر معاداته للسيسي؟
لكن لم يكن من بينهم أبدًا، و حتى الآن مازال مسجونًا، و ما التهمة؟ سَقَط متظاهر قتيلًا عندما اقتحمت الشرطة الكلية، سقط برصاص الحكومة و اتهم الضباط رفيقي مع عشرة طلاب آخرين بقتله! هل رأيتم حقارة أكثر من هذه القصة؟!

ليت المقال ينفع! من يوم القبض عليك و أنا أفكر بالكتابة إليك رغم علمي أنك لن تقرأ الرسالة، لكن يمكنك أن تقول أني أشفي غليلي بالكتابة عنك..

فعلًا أفتقدك إلى جانبي و أتخيل لو أننا مسجونين في نفس الزنزانة، كان أهون كثيرًا علي أنا و لا أدري عنك.. حتما تشتاق للحرية! أعلم أن لا فائدة من الكلمات السابقة لكن إليك الحقيقة: أنت الأمل يا رفيق، صبرك و سجنك يظهر بعقلي كلما أكلت أو شربت أو ضحكت، يظهر كالأمل.

أنت أصغر مني و كنتُ أنا مسئولًا عنك، مسئولًا عن التثقيف و الحركة. لكنني لم أكن موجودًا يوم اُعتقلت، كنت نائمًا في بيتي و لن أسامح نفسي أبدًا عن هذا اليوم. صحيح أنني كنت مفصولًا من الكلية وغير مسموح لي أن أدخلها و لكن أتمنى لو كنت موجودًا هذا اليوم بدلًا منك.. كيف لا أدري!
حالًا يسألني من بجانبي إلى من هذه الرسالة فأحكي له قصتك و أنا أريد البكاء، لكني لن أفعل، أفهم أننا صامدين بقوة المعرفة، قَدَرَنا معروف و محتوم و نسير إليه بنفسٍ راضية. لا نندم على ثورتنا و معرفتنا بسِرّ التحرك بل نعمل على نشره لكل من نقابل، و أكثر من ذلك نعمل على إقناعهم بإستمرار مأساتنا لحين انتصار الثورة عبر الحكومة و الرقابة العمالية الدائمة.

لن أقول الحرية لمحمود أوزو بل سأفضح سجّانك.


الشفاء للمصابيين والمجد للشهداء والحرية للمعتقلين والنصر للثورة.
الثورات تظل دائمة.
تسقط حكومة رجال الأعمال.
الموت للبوليس والقضاء والجيش.
لا حل سوى الثورة الإشتراكية والحكومة العمالية لإنتصار الثورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحيفة لومانيتيه: -لا وجود للجمهورية الفرنسية دون المهاجرين-


.. السلطات الجزائرية تدرس إمكانية إشراك المجتمع المدني كمراقب م




.. جلسة مفتوحة في مجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في غزة وإيج


.. أحداث قيصري.. اعتقال المئات بتركيا وفرض إجراءات أمنية إثر اع




.. المغرب.. المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يصدر تقريره لعام 2023