الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤسسات التعليمية ومشكلاتها

زيد كامل الكوار

2015 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


عانت المؤسسات التعليمية في العراق وعلى مدى عقود طويلة من الإهمال والتخبط في الإدارة والتخطيط والعمل ، إن كان من حيث المنشآت الدراسية عشوائية التنظيم والمتخلفة حضاريا وإنسانيا ولا تليق بالمرة بما وصلت إليه الإنسانية من تطور وتقدم أو بالطفولة وقيمتها الإنسانية العالية ، ناهيك عن ما يمثله الإرث الحضاري الإنساني للعراق وما ينبغي للتلميذ العراقي أن يكون عليه ، فلا يجوز ولا يصلح في حال من الأحوال أن يدرس التلميذ العراقي ولا غيره في مدارس طينية أو كرفانات أو مدارس متهالكة لا تتوفر فيها أدنى المعايير الحديثة والحضارية للمدارس النموذجية في العالم ، فالوضع النفسي للتلميذ له بالغ الأثر على مدى استيعابه وتقبله للمادة التي يدرسها ، لكن مدارس أطفالنا وفلذات أكبادنا اليوم سقوفها متهرئة لا تقيهم المطر في مدارس الأرياف وطريقها موحل شاق بعيد يقتضي بعض الأطفال السير آلاف الأمتار لكي يحضروا إلى مدارس تخلو من المرافق الصحية والحدائق وساحات اللعب في صفوف تكتظ بعشرات الطلاب حتى يصل عدد طلابها إلى خمسة وسبعين طالبا ، ولا بد أن نعلم أن هذه الأعداد الغفيرة في بعض المدارس تفترش الأرض حيث لا مقاعد يجلسون عليها ولا فرش تحتهم تقيهم برد ورطوبة الأرض القاسية القارسة .
استثمر العراق منذ التغيير الذي حصل في عام ألفين وثلاثة ، ما يزيد عن تريليون دولار بحسب تصريحات مسئولين في الحكومة العراقية ، لكن السؤال الجوهري الآن هو فيم استثمرت الحكومة تلك الأموال ونحن كما قال المثل العربي القديم " نسمع جعجعة ولا نرى طحينا " وبغض النظر عن المليارات الطائلة من الدولارات التي سرقها الفاسدون من المسئولين الذين ذهبوا بكل تلك الأموال إلى حيث لا يعلم احد إلا الله ، ولكن أين باقي الأموال التي لم تسرق فالأرقام مرعبة ؟ فلا نتائج ملموسة في قطاع الكهرباء الذي استنزف كما يقولون الحصة الأكبر من الميزانيات الفلكية ، ولا قطاع الدفاع والتسليح حيث أننا قد رأينا ما جرى في الموصل وصلاح الدين من هجمة إرهابية ظلامية انهار عندها كل ذلك البناء المزعوم للجيش النموذجي ، أم ترى ذهبت تلك الأموال الطائلة في اعمار قطاع الخدمات البلدية الذي عجز عن حماية مدن العراق من الغرق بعد زخة أمطار استغرقت زهاء ساعتين لا أكثر ، أم تراها استثمرت في قطاع الأمن الداخلي ، الذي يشهد ترديا مستمرا تتخلله بعض فترات الهدوء النسبي الذي لا يبرح أن ينهار مجددا ، أم أن الحكومة قد استثمرت تلك الأموال في اعمار قطاع الزراعة الذي تم إعدامه حين فتحت الحدود مشرعة لخضراوات وفواكه دول العالم بلا ضرائب أو تعرفة كمركية ، وما قطاع الصناعة العراقي بقطاعيه العام والخاص بأفضل حظا ونصيبا من كل القطاعات التي ذكرنا فقد عانى منتسبوه التهميش والإذلال بشتى صنوفه من خصخصة لمعامل ومصانع كانت تتسنم مركز الصدارة على مستوى المنطقة العربية والإقليمية إلى تحويل تمويل الكثير من منشآت هذا القطاع إلى التمويل الذاتي ، ولم يكن قطاع التعليم بأوفر حظ من ما ذكرنا حيث اقتصر الاعمار فيه على إعادة صبغ المدارس المتهرئة البنيان وكأن صبغ جدرانها سيعيد إليها الحياة من جديد ، ولكنه الضحك على الذقون الذي برعت فيه الحكومات المتعاقبة على حكم العراق منذ ما يزيد على عقد من الزمن .
لتعلم سيدي القارئ الكريم أن أساس وضع البلد على سكة التقدم والتطور السليم الصحيح ، يكمن في تغيير نظام التعليم فيه جذريا ابتداء من المنشآت الدراسية كالمدارس والمعاهد والجامعات ، التي يجب أن تتحول كلها إلى صروح عمرانية نظامية جميلة تتوافر فيها كل مستلزمات الراحة والترفيه لتوفر أجواء دراسية نموذجية ، وبالتوازي مع ذلك يجب الحرص على رفع كفاءة المعلمين والمدرسين العاملين في هذا القطاع . ليكون المعلم الابتدائي حاملا لشهادة البكالوريوس كحد أدنى وان تكون شهادة مدرسي المدارس المتوسطة والثانوية الماجستير كحد أدنى ، ولا يجب أن تخلو أي من تلك المدارس في التعليم الابتدائي والثانوي من اختصص نفسي واجتماعي لترميم وإصلاح الشخصية القلقة المأزومة للطفل والشاب العراقي الذي تعرض للكثير من الصدمات النفسية العنيفة ، ناهيك عن المناهج التدريسية للمراحل كافة وجعلها تتلائم مع المناهج التدريسية في بلدان العالم المتحضر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا