الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطة الحقيقية في العراق تقول للدول المجاورة ان تغلق الحدود بوجه المقاتلين الاجانب ‏- باتريك كوكبورن / الاندبندنت

رنين الهندي

2015 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


باتريك كوكبورن – صحيفة الاندبندنت ‏
وجه الزعيم الشيعي الاكثر نفوذاً في العراق دعوة الى المجتمع الدولي لإرسال المزيد من ألاسلحة المتطورة الى ‏بغداد لمساعدتها في مواجهة داعش.‏
ويريد أيضاً اية الله العظمى علي السيستاني، الذي يعتبر لديه سلطة أكبر من كبار المسؤولين العراقيين، من ‏الدول المجاورة ان تغلق حدودها لكي لا يستطيع المتطوعين الاجانب من دخول العراق وسوريا والانضمام الى ‏الجماعات الارهابية.‏
في مقابلة نادرة مع صحيفة غربية، قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، المتحدث باسم اية الله العظمى: "النقطة ‏الاكثر اهمية هي السلاح، انهم لا يعطون العراق سلاح كاف".‏
على الرغم من أنه لم يذكر اسماء الدول التي تسمح للمقاتلين بدخول العراق وسوريا للأنضمام الى داعش وجبهة ‏النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، حيث كان يشير بشكل شبه اكيد الى تركيا – نقطة الانطلاق الاكثر ‏شيوعاً للمتطوعين الاجانب – عندما تحدث الى صحيفة الاندبندنت وقال: "بعض الدول لا يعيرون أهتمام لهذا، ‏انهم لا يمانعون ‏‎]‎مقاتلي داعش يعبرون حدودهم‎[‎‏. على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات جادة ضد هذه الدول".‏
أن اية الله العظمى، الذي لا يتحدث في العلن، أقوى من رئيس الوزراء، لأسباب ليس أقلها أنه أصدر فتوى في ‏العام الماضي التي ادت الى انضمام عشرات الالاف من المتطوعين الى قوات شبه عسكرية شيعية لمحاربة ‏داعش – قوات قد اثبتت مؤخراً الى انها أكثر عدداً وأكثر فعالية حتى من الجيش العراقي نفسه.‏
وقال الشيخ الكربلائي في مقابلة مع صحيفة الاندبندنت في مكتبه داخل ضريح الامام الحسين في كربلاء من أن ‏منع المتطوعين الاجانب من الدخول الى المناطق التي تسيطر عليها داعش ينبغي ان يكون أولوية لبقية العالم. ‏وقال أنه من الضروري "اتخاذ إجراءات جادة لإيقاف هؤلاء المقاتلين المتعصبين القادمين لهذا البلد. ولدينا وثائق ‏تثبت أن كثير من هؤلاء الاشخاص من داعش (المختصر العربي لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام) ‏الذين نقتلهم أو الذين يقتلوا في المعركة هم ليسوا عراقيين". ‏
على الرغم من أن العديد من مقاتلي داعش يأتون من تونس، حيث ان الحكومة المركزية ضعيفة جداً لمنعهم من ‏مغادرتها، وليبيا، حيث انهارت الدولة على نحو فعال، والحدود الدولية الوحيدة التي يمكن أن توقف مجندي ‏داعش هي على 550 ميل الممتدة على حدود تركيا - سوريا.‏
وتعتبر المطالبات المتكررة من الجانب التركي من ان قوات الامن التابعة لها لا يمكن أن تضبط هذا الامر ‏بشكل فعال مع التشكك من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.‏
يشكل المتطوعين الاجانب النسبة الاعلى من الانتحاريين والذين هم أحد أسلحة داعش الرئيسية ضد الاهداف ‏العسكرية والمدنية. على الرغم من مضاعفة الجهود من قوات الامن التركية، فقد ارتفعت كلفة تهريب الشخص ‏الواحد عبر الحدود التركية السورية وبحسب ما ورد من 20-$- (12 جنيه استرليني) الى 25-$-. المتطوعون ‏البريطانيون الذين لا يتحدثون اللغة العربية ولا التركية غالباً مالديهم القدرة على دخول سوريا بدون صعوبة.‏
يقول الزعماء الشيعة في كربلاء والنجف من انهم تشجعوا بتسليم امريكا 4 مقاتلات ‏F-16‎‏ للعراق الاسبوع ‏الماضي، وكذلك الاسلحة المضادة للدبابات ‏AT4‎‏ القادرة على ضرب المتفجرات المعبأة في عربات مدرعة ‏ويقودها انتحاريين من داعش، وكنها تأمل للمزيد.‏
لقد كان اية الله العظمى السيستاني ورجال الدين الشيعة دائماً ذو تأثير على نحو واسع في صفوف الشيعة الذي ‏يشكلون ثلثي العراق والذي يبلغ تعداده 33 مليون نسمة.‏
ان هزيمة الجيش العراقي الصيف الماضي، عندما فر من شمال وغرب العراق، وهزيمة مذلة أخرى في الرمادي ‏من قبل داعش في الرمادي في 17 مايو من هذا العام قد ادتالى فقدان مصداقية الحكومة العراقية. ‏
ان حقيقة فتوى اية الله العظمى، التي اعلن عنها الشيخ الكربلائي في 13 مايو من عام 2014، والتي ينبغي ان ‏تؤدي الى 50.000 رجل، غالبيتهم من الشيعة، عرضوا الذهاب الجبهة، تظهر مدى شعبية وفعالية القيادة ‏الشيعية الدينية مقارنة مع عدم الكفاءة والفساد من نظرائهم المدنيين.‏
أكد الشيخ الكربلائي عدة مرات من أن الحشد الشعبي، أو ما يسمى هيئة التعبئة الشعبية التي انشأتها الفتوى، ‏والتي هي اليوم هي القوة المقاتلة الرئيسية للحكومة العراقية، هي ليست هيئة طائفية. وقال "ليس فقط الشيعة، بل ‏هم كل العراقيين الذين يقاتلون الشر ‏‎]‎داعش‎[‎‏". "في هذه المعركة يوجد شيعة وسنة ومسيحيين ويزيديين. أنا أقابل ‏مقاتلين سنة في مكتبي. هذه ليست معركة طائفية".‏
كانت هنالك شكاوي عدة من مقيمين معظمهم من السنة للمدن العراقية التي تم تحريرها من داعش من ان القوات ‏العراقية والقوات الشيعية الشبه عسكرية قد أدت سلوك أنتقامي ضد السكان المحليين، للأشتباه بهم بالتواطؤ مع ‏الارهابيين. ‏
لكن الشيخ الكربلائي قال ان محافظات مثل تكريت التي تم تحريرها من قبل الحشد كلها "ستبقى محافظات ‏سنية". وقال بان القوات الامن العراقية لم تنفذ مجازر مثل ما فعلت داعش. "بل على العكس من ذلك، لنها توفر ‏الغذاء والمأوى للسكان الذين كانوا في ظل حكومة داعش". واضاف بان اية الله قد وجه من ان اي شخص في ‏حاجة بسب الحرب ينبغي ان يعطى له الغذاء والمأوى بما في ذلك على وجه التحديد المتضررين السنة.‏
وأوضح الشيخ أنه يعتبر التقارير التي تتحدث عن ان الحشد الشعبي والقوات العراقية ينفذون تطهير طائفي – بما ‏في ذلك الاقوال في هذه الصحيفة- بانها تشهير. وقال "يجب ان نبحث عن الحقيقة في الاحداث الواقعية في ‏الخطوط الامامية وليس من الوسائل الاعلامية الغربية". ‏
بعض هذا قد يكون تفكير بالتمني ولكن الحقيقة هي انه لا يوجد طرف في العراق نفذ عمليات قتل جماعي بنفس ‏مستوى داعش، الذي ذبح 1.700 مجند في القوة الجوية في قاعدة سبايكر العام الماضي، وكذلك الامر في 864 ‏شخص من عشيرة البو نمر السنية.‏
ومع ذلك، فأنه لا يوجد شك من ان السنة العراقيين متخوفين من القوات العراقية، التي ترى السنة كمتعاطفين مع ‏داعش أو خلايا نائمة. داعش تدرك بالتأكيد من ان خلال عمليات القتل الجماعي التي تقوم بها ضد الشيعة ‏واليزيديين فانه يثير الانتقام المضادر لرد الفعل الذي لا يترك خيار لدى السنة سوى ان تبحث عن داعش ‏للحماية.‏
ليس هناك شك في كراهية المجتمع الشيعي لداعش والخوف منه، حيث يذبح منهم على انهم أصحاب بدع جنباً ‏الى جنب أي شخص أخر تراه خصماً لها. وقال الشيخ الكربلائي "داعش ضد كل الانسانية. أنهم أشبه بالوحوش. ‏انهم ليسوا بشر على الاطلاق. لقد قتلوا العديد من اليزيديين وأخذوا زوجاتهم ونسائهم – انهم يبيعون نسائهم في ‏السوق".‏
العديد من إخفاقات الولايات المتحدة وبريطانيا بعد الغزو عام 2003 جاء بسبب عدم فهم رغبات وقيادة المجتمع ‏الشيعي. ‏
قللوا بشكل عام تأثير رجال الدين وبحثوا عن سياسيين مدنيين التي تعتمد سلطتهم بالسيطرة على عائدات النفط ‏والمحسوبية، مدعومة من قبل الشرطة الامنية. تحت الضغط من داعش، النظام السياسي في مرحلة ما بعد ‏صدام حسين انهارت بسرعة بسبب قلة من الناس كانوا على استعداد للموت من أجل ذلك.‏
كان هناك إفراط في تبسيط العلاقة بين الشيعة في العراق وفي أيران، الذين هم أغلبية في هذان البلدان الكبيران. ‏تحت الضغط، فأن الشيعة العراقيين لا تنظر الى ايران، ولكن القيادات الدينية في كلا البلدين هم منافسين لولاء ‏المؤمنين في كل مكان. ورداً على سؤال حول المخاوف من القوى الغربية على نفوذ ايران في العراق قال الشيخ ‏الكربلائي: "نحن نحاول ان لا نعلق على مثل هذه الامور".‏
وقال بأن على العالم الخارجي ان يدرك من ان داعش ليس خطراً على العراق وسوريا فحسب، بل عليهم كذلك. ‏في حين انه لم يقول ذلك في عديد من الكلمات، فأن القيادة الدينية الشيعية لديها شكوك حول مدى التزام ‏المجتمع الغربي في تدمير داعش، أذا ما تم ذلك الامر وهو يسيء الى الحلفاء الغرب في المملكة العربية ‏السعودية وتركيا ودول اخليج.‏

ترجمة: رنين الهــندي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة