الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسطينيون و الاتفاق النووي

محمد بهلول

2015 / 7 / 22
القضية الفلسطينية


على رغم الاختلاف الذي يصل احيانا الى حد التناقض بين مجمل القراءات للاتفاق النووي الايراني مع دول (5+1)،الا ان القاسم المشترك يجمع ان مرحله ما قبل الاتفاق غيرها ما بعده ،و انعكاساتها على اوضاع المنطقه ذات ابعاد استراتيجيه و تحوليه.
التسويات للصراع الاقليمي و تلك المحليه لا بد قادمه و ان طال وقتها،و لعل المرحله الانتقاليه لقوننه الاتفاق و اكتسابه الشرعيه الدوليه(مجلس الامن)و المحليه الخاصه بكل دوله(الكونغرس و مجلسي الشورى و الامن الايرانيين و الاتحاد الاوروبي)هي فرصه لوضع معالم التسويات القادمه ؟،و هو ما يوحي به الاميركيون صراحه و يتدلل عليه الايرانيون ،و لتسويق و توضيح الاتفاق على الاطراف المعنيه و ذات الصله،في هذا السياق تاتي زياره وزير الخارجيه السعودي الى واشنطن و زياره وزير الدفاع الاميركي الى المنطقه و بدئها من اسرائيل،لا يعني هذا ان الهدوء سيعم بشكل تلقائي و تدريجي ،بل العكس تماما و هو ما تناولته في مقال قبل ايام من توقيع الاتفاق بعنوان (عاصفه ما قبل الهدوء)
المتضررون سيسعون جاهدين الى اعاقه الاتفاق حد التمني لالغائه و الاكثر واقعيه منهم سيعتبرون الايام القادمه فرصه لتعزيز الاوراق تمهيدا للتسويات القادمه،و هذا ما يجعلنا مقبلين في قادم الايام على اوقات مشتعله و حاره و هو ما يظهر تلقائيا من خلال نظره سريعه على بؤر التوتر منذ عشيه الاتفاق حتى اليوم.
المتضررون على تعدد اسباب اعتراضهم و تنوع التناقضات و المصالح فيما بينهم و غياب اي راعي دولي،سيجعل امكانيه اعتراضهم لا تتعدى الطموح بتحسين موقعهم التفاوضي على الطاوله.
صداره اسرائيل على راس قائمه الدول المعترضه يشكل اضعافا للموقف الاميركي و بالتالي يعزز من اوراق القوة الايرانيه في المفاوضات القادمه على مواقع النفوذ و السيطره و هو ما تسعى الولايات المتحده جاهده لتجاوزه بسله متكامله من الاغراءات لاسرائيل ،رغم الازمه القائمه ما بين اداره الرئيس اوباما و حكومه نتنياهو منذ الخطاب الشهير في قاعه الكونغرس و تصريحاته التصعيديه لاعاده استخدام الكونغرس من خلال توثيق التحالف مع الجمهوريين مره اخرى للتصويب على الاداره و توقيعها على الاتفاق اكثر من مضمون الاتفاق نفسه.
ان الجنون الذي يمارسه نتنياهو مع معرفته المسبقه بضحاله قدراته على تعطيل و اعاقه الاتفاق يؤكد الانطباع الادق لحقيقه الموقف الاسرائيلي من توقيع الاتفاق،و هو تراجع المكانه المؤثره لدوله اسرائيل في شبكه المصالح الاميركيه في المنطقه و تاكل دورها الاقليمي .
ان ما اطلقته اسرائيل من خطاب اعلامي قبيل الاتفاق حول خشيتها من البرنامج العسكري النووي الايراني هو خطاب تضليلي لحرف الاتجاه عن الاهداف الحقيقيه،فلو كانت جاده لكان عليها المسارعه بالترحيب و تاييد الاتفاق الذي يعيق قدره ايران على امتلاك قنبله نوويه و التي كان اشد الخبراء تشاؤما يعطيها سنه على الاكثر في حين ان الاتفاق اجلها لعشر سنوات على الاقل.
ما يثير خشيه اسرائيل ان الاتفاق مع ما رافقه من جولات مفاوضات صاخبه و مثيره و ذات ضجيج اعلامي و تحركات سياسيه و شعبيه ،خلق المعطيات الواقعيه و الموضوعيه للتصويب على الملفات النوويه لكل الدول الدول خارج اطار الوكاله الدوليه للطاقه الذريه ،و التي تقف اسرائيل على راسها .الاحراج سيكون سيد الموقف لدى الدول الكبرى و الوكاله الدوليه للكاقه اذ ما تكفلت اوساط مؤثره دوليه و اقليميه من السير في هذا الاتجاه ، و من المتوقع ان تسعى ايران و نفوذها المتعدد و المتنوع في هذا السياق لاهداف و مصالح عقائديه و براغماتيه منها العمل على شق وحده القوى المعترضه،و كذلك الامر من المنطقى ان يتصدر الفلسطينيون هذه المعركه.(الاسرائيليون بداوا التصويب اليوم على البرنامج النووي التركي)
هنا تتخوف اسرائيل ان يشكل التصويب الدائم على ملفها النووي ،سيما مع تراجع مكانتها في استراتيجيه و شبكه مصالح الولايات المتحده واحدا من اهم اسباب الضغط و التاثير و و تاكل الرصيد المعنوي لها و زياده العزله الدوليه عليها.
كما ان الاتفاق اكد من حيث الشكل و المضمون الموقع المحوري لايران على صعيد الاقليم و دخولها نادي الكبار و الاعتراف بها كقوه نوويه،بالمقابل الميل التراجعي لدور و مكانه اسرائيل في شبكه المصالح الاميركيه (مصدر قوه اسرائيل)بعد سلسله الاخفاقات العسكريه و الامنيه و التحدي السياسي و تاكل مشروعيتها القيميه و تعاظم العزله الدوليه رسميا و شعبيا.
الاتفاق موضوعيا و منطقيا وضع المنطقه امام واقع التسويه سواء على صعيد الاقليم او على الصعد المحليه و الوطنيه،و التخوف الاسرائيلي من انعكاس مثل هذه الاجواء على مسار التسويه الفلسطينيه_الاسرائيليه سيما مع الموقع المحوري و العاطفي لهذا الصراع في وجدان الشعوب العربيه و الاسلاميه و ايضا موقعه الاستخدامي و الوظيفي في اطار السياسات البراغماتيه الدوليه و الاقليميه.
اهميه الاتفاق من الناحيه الاستراتيجيه انه اكد حقيقه و امكانيه دوله ناميه ذات سياسات استقلاليه على التحول الى قوه اقليميه فعليه بمعزل عن تبعيتهاالاقتصاديه لمسار المصالح الراسماليه العالميه في حين ان القوى التابعه مهما كانت قدراتها العسكريه و الاقتصاديه فانها تتراجع بمواقفها السياسيه و مواقعها النفوذيه بمجرد اشتباكها او تناقضها الجزئي مع شبكه المصالح العالميه.
بالمفهوم النظري القوة الاقليميه هي الدوله ذات النفوذ و التاثير الصافي خارج محيطها الجغرافي و في هذا المعنى فان ايران هي القوة الاقليميه الكبرى و الاساسيه لان الدول الاخرى فان نفوذها و تاثيرها مجير للقوى العالميه و لا يمكن التحكم الصافي به.
اسرائيل اكثر الدول تضررا من الاتفاق و انزعاجا منه،منطقيا عزز الاتفاق من نفوذ و تاثير الفلسطينيين و اعاد البريق لقضيتهم و انتشلها و لو جزئيا من التهميش الى الصداره ،و اعطاهم دفعه اذ ما احسنوا استخدامها يتقدمون الى الامام خطوات لا خطوه واحده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف